شبح الدراما بلا قيود
قال ياسر حارب في كتابه (اخلع حذاءك): "إن الكاتب الحقيقي هو الذي يطرح الأسئلة التي يخاف الناس طرحها و هو الذي يستكشف الجوانب التي يُصر المجتمع على حجبها .. ".
بينما أنا أقرأ أحرفه قررت أصابعي معانقة قلمي الجريء وكتابة كل ما بجعبتي من كلام بكل صراحة .
أخذت أسأل نفسي الأسئلة التي لا يجرؤ الناس الإفصاح عنها، والتي تنضمر بسريرة الناس وكأنهم إن تناسوها أو أبقوها سريّة ستخبو وتتلاشى، فمثلاً كيف يدعم المخرجون الدراما والتمثيل والسينما ؟؟!!، من هم الأشخاص الذين يحدّدون بأنّ ذلك النص يستحق الإنتاج؟، وبأنّ هؤلاء الممثلين يستحقون أن يكونوا في المراتب الأولى ؟؟!!، ولكن أدركت بأن أدوار البطولة لا تُمنح لأشخاصٍ كفؤ بالتمثيل، وليس بالضرورة أن يملكوا نصاً رائعاً صامتاً بنظراتهم وتعابير وجوههم .. وإنما أدوار البطولة تُهدى بمقابل و تعطى للممثلين الذين يستطيعون أن ينسفوا كل أخلاقهم و مبادئهم الأصلية، و يرتكزوا على مبادئ تنص على إظهار مفاتن الجسد، وخاصة الممثلات، فهنّ يملكن القدرة الأكبر على احتلال المراتب الأولى، ولكن الموضوع يعتمد على مدى القماش المستخدم في كل ثوب، وكم يندثر خجلهم وحياءهم بكل دور، فالأفضل بقوانينهم هو الأوقح والذي يستطيع أن يُقبّل ويعانق دون أن يتفوه بحرف ..
أما القنبلة الموقوتة الحقيقية هي مضمون المسلسل بحد ذاته، والنص الذي فاح منه الفساد والذي يزيد الواقع انحطاطاً أكثر، ويثرثرُ المحاميون دفاعاً ليضعوا حججاً أقبح من أفعالهم، فمثلاً من أشهر أقوالهم: "إن هذا العمل الدرامي يصوّر الواقع فما رأيكم أن نُنهي كلام الجمهور والانتقادات بأن نكذِب ونُحرّف الواقع و نزوّره ونجعله أجمل"، تلك هي مقولة المحامي الشهيرة، ولكنني على يقين تام بأن المخرجين يرقصون فرحاً لأنهم نالوا ضجة هائلة وكلام ضخم، وأيضاً مدركةٌ أنا تماماً بأنهم لم يصوّروا الواقع تيَمُّناً بواقع أفضل أو لمعالجة قضاياه، بل كي ينالوا عناوين عريضة لا أكثر، وأرفع لهم القبعة فأحلامهم تحققت .
كل ما أطلبه من العمل الدرامي هو أن يترجم الواقع بأسلوب منسق وطريقة مدروسة لأن الدراما هي العائلة الثانية التي تبني فكر الشاب وتطوره، فمن المفروض أن تزرع بذهنه أفكار إيجابية ومعتقدات سليمة، للأسف درامتنا تبعد كل البعد عن هذا السبيل وتتجه للدوامة المعاكسة تماما وهو كيف "نزيد الطين بلة"، وكيف نحدث ثورة بأذهان الشباب وانفجاراً لضمائرهم وأخلاقهم .
إعداد : نغم أحمد سعدة
بينما أنا أقرأ أحرفه قررت أصابعي معانقة قلمي الجريء وكتابة كل ما بجعبتي من كلام بكل صراحة .
أخذت أسأل نفسي الأسئلة التي لا يجرؤ الناس الإفصاح عنها، والتي تنضمر بسريرة الناس وكأنهم إن تناسوها أو أبقوها سريّة ستخبو وتتلاشى، فمثلاً كيف يدعم المخرجون الدراما والتمثيل والسينما ؟؟!!، من هم الأشخاص الذين يحدّدون بأنّ ذلك النص يستحق الإنتاج؟، وبأنّ هؤلاء الممثلين يستحقون أن يكونوا في المراتب الأولى ؟؟!!، ولكن أدركت بأن أدوار البطولة لا تُمنح لأشخاصٍ كفؤ بالتمثيل، وليس بالضرورة أن يملكوا نصاً رائعاً صامتاً بنظراتهم وتعابير وجوههم .. وإنما أدوار البطولة تُهدى بمقابل و تعطى للممثلين الذين يستطيعون أن ينسفوا كل أخلاقهم و مبادئهم الأصلية، و يرتكزوا على مبادئ تنص على إظهار مفاتن الجسد، وخاصة الممثلات، فهنّ يملكن القدرة الأكبر على احتلال المراتب الأولى، ولكن الموضوع يعتمد على مدى القماش المستخدم في كل ثوب، وكم يندثر خجلهم وحياءهم بكل دور، فالأفضل بقوانينهم هو الأوقح والذي يستطيع أن يُقبّل ويعانق دون أن يتفوه بحرف ..
أما القنبلة الموقوتة الحقيقية هي مضمون المسلسل بحد ذاته، والنص الذي فاح منه الفساد والذي يزيد الواقع انحطاطاً أكثر، ويثرثرُ المحاميون دفاعاً ليضعوا حججاً أقبح من أفعالهم، فمثلاً من أشهر أقوالهم: "إن هذا العمل الدرامي يصوّر الواقع فما رأيكم أن نُنهي كلام الجمهور والانتقادات بأن نكذِب ونُحرّف الواقع و نزوّره ونجعله أجمل"، تلك هي مقولة المحامي الشهيرة، ولكنني على يقين تام بأن المخرجين يرقصون فرحاً لأنهم نالوا ضجة هائلة وكلام ضخم، وأيضاً مدركةٌ أنا تماماً بأنهم لم يصوّروا الواقع تيَمُّناً بواقع أفضل أو لمعالجة قضاياه، بل كي ينالوا عناوين عريضة لا أكثر، وأرفع لهم القبعة فأحلامهم تحققت .
كل ما أطلبه من العمل الدرامي هو أن يترجم الواقع بأسلوب منسق وطريقة مدروسة لأن الدراما هي العائلة الثانية التي تبني فكر الشاب وتطوره، فمن المفروض أن تزرع بذهنه أفكار إيجابية ومعتقدات سليمة، للأسف درامتنا تبعد كل البعد عن هذا السبيل وتتجه للدوامة المعاكسة تماما وهو كيف "نزيد الطين بلة"، وكيف نحدث ثورة بأذهان الشباب وانفجاراً لضمائرهم وأخلاقهم .
إعداد : نغم أحمد سعدة