أخبار قناة الشمس

×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

الإعلامية هبة قضامي قدمت الحوار المميز مع الام والإعلامية زينب برجاوي زوجة الشهيد سمير القنطار ..بمناسبة عيد المرأة العالمي وعيد الام .رحلة في حياة زوجة مقاوم بطل

 الإعلامية هبة قضامي قدمت الحوار المميز مع الام والإعلامية زينب برجاوي زوجة الشهيد سمير القنطار ..بمناسبة عيد المرأة العالمي وعيد الام .رحلة في حياة زوجة مقاوم بطل
 
مجلة يالبنان
http://yalebnan.com/p=52973

الحوار المميز مع الام والإعلامية زينب برجاوي زوجة الشهيد سمير القنطار ..بمناسبة عيد المرأة العالمي وعيد الام .رحلة في حياة زوجة مقاوم بطل

قدم الحوار : الإعلامية هبة قضامي


إمرأة في شهيقها وزفيرها يسكن الصبر والايمان ، هي عنفوان المرأة المثابرة، المكابرة، الصلبة..
في بريق عينيها يسكن السلام ومواطن المحبة وفي قلبها رحيق الزهور وعطش السنوات والانتظار ..

عشقت الانتصار فاقترنت بسجين أسير عاش القضبان وهناك حيث لا حرية وخلف قضبان عاشت أميرة لبنان الاميرة 《 زينب 》في كتابه مستلقية في عمق ذاكرته ، كاد يراها الصباح وحتى المساء، وراح يعد أيام الحرية كي يراها عروسه الجميلة

وهناك من خلف القضبان تمنى وجه القمر وثغر السنابل فكانت له الوردة المتوجة بالحب المتفتحة كعين الصباح كجدول ماء كعطش وحب سنابل ..

عاشت 《الاميرة 》زينب في زنزانته يرى فيها نجمة الليل البعيدة يرجو اللقاء والقرب يتمناها الحبيبة والزوجة والصديقة حيث تمنى منها ثمرة الحب فاثمرت منه جنة العطاء وكرم الله فاعطته من رحم الحياة بذور الحب والبسته تاج الابوة، لكن سهام العدو وغدره قطع أسلاك الحب والحلم والوصال فعزفت ربابة الحزن وارتفعت صرخات العدو تقول:
الان انتهى الحساب مع القنطار
وأي حساب كي ترعبهم يا سمير ؟؟ ..

لنا ضيفة عزيزة غالية شامخة زهرة حب وزيتون ..
لنا مع سنبلة القمح حكاية وقصة إمرأة ليست ككل النساء حكايتها..

هي السيدة 《زينب برجاوي》 الاميرة الناعمة الجميلة التي ودعت سميرها إلى جوار ربه عريسا الى السماء وبطلا من ابطال المقاومة والاوطان.

هي التي حملت أعلام فلسطين وقضيتها ، هي التي امنت بالوطن لبنان ووضعته وساما شامخا فوق صدرها

* اهلا بالاعلامية السيدة زينب برجاوي عبر موقع يا لبنان الاعلامي حدثينا عن الطفلة زينب برجاوي طفولتها ؟..

اهلا بك عزيزتي اولا : أنا اعتبر نفسي محظوظة كوني بنت عائلة ولها موقعها الاجتماعي احتضنتني برعاية مثالية وأحاطتني بحنان وعطف ورافقني هذا حتى اليوم .

*القوة التي تتحلين بها صفة مهمة في الحياة وفي ظروف صعبة نعيشها ، كيف تستمدين تلك القوة وكيف دخل عشق المقاومة الى دمك؟.

في طفولتي علمني والداي كيف أكون قوية وكيف أواجه مصاعب الحياة وكيف أحب المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي وكانت ترافقني اخبار المقاومة منذ صغري في البيت من خلال الأحاديث التي كنت أسمعها من والدي ووالدتي وأقاربي وجيراني ورفاقي في المدرسة وكنت شغوفة بمعرفة كل شيء عن المقاومة التي نجحت في إنهاء احتلال بلدي عام 2000 .

*كيف كانت الانطلاقة الاعلامية وكيف لعب الاعلام المقاوم دورا في تكوين الشخصية المقاومة وأهمية الرجل المقاوم في الشخصية المرأة الإعلامية ؟.

بعد نيلي شهادتي الجامعية في الإعلام عملت في تقديم نشرات الأخبار السياسية والبرامج الحوارية التلفزيونية وكنت أرى في ما أقدمه عن المقاومين وقادة المقاومة وساما لي وفخرا أعتز به. لا أريد أن أقول إني كنت أحلم بأن أتزوج مقاوما ولكن كنت أعتبر بأن من تتزوج مقاوما هي امرأة محظوظة.

*الشهيد 《سمير القنطار》 هو مقاوم على مستوى قيادي كيف كنت تنظرين الى الشهيد سمير القنطار قبل الاقتران به ؟؟

الشهيد سمير القنطار كان بالنسبة لي مثالا في التضحية والجهاد والصبر وقوة الشخصية حتى قبل أن يحرر من سجون الاحتلال عرفت عنه الكثير ولكن بصراحة لم يخطر ببالي يوما أن يكون شريك حياتي حتى بعد تحرره

*كيف لعبت الصدفة دورها وكيف كان اللقاء بسمير القنطار ؟.

لقد حدثت الصدفة وجمعتنا عندما كنت مع وفد إعلامي ذهبنا لتقديم التهنئة له يوم تحريره من الأسر وكان هناك مئات الاشخاص من وفود إعلامية وسياسية وشعبية حاضرة وهناك حيث لمحته وحييته وأخذت صورة معه كما كل الحضور ثم ضاع في زحمة المناسبة لكنه بقي في ذهني ذلك الرجل القوي الشخصية والحضور الذي قهر جنود الاحتلال ولم ينكسر طوال ثلاثين سنة من الاعتقال والعذاب والوجع القيد ..

هل انتهت الصدفة هنا ؟؟
الصدفة تحولت بعد ذلك الى تفاعل فبعد أيام قليلة جاءني اتصال من سمير القنطار ليقول لي انه يود أن يقوم بزيارتنا ويتحدث معي في أمر هام . اعتقدت بداية أنه يريد أن يعطيني حديثا تلفزيونيا لكني فوجئت بطلب لم يخطر بذهني وفكرت كثيرا ووضعت كل الاحتمالات والاختلافات والبيئة وطريقة الحياة سألت أهلي والمقربين مني إلى أن قبلت عرض الزواج من قائد مقاوم كبرت به ونقلني إلى عالم جميل .

*حدثينا عن الحب بينك وبين القنطار وهل من رسائل شوق ككل حبيب وحبيية وكيف تقراين شخصية القنطار ؟.

للحقيقة لم تكن بيننا رسائل مكتوبة ، كانت وسائل الاتصال عبر المقربين ولكن الرسائل كانت بعد موافقتي وموافقة عائلتي على الزواج منه وكانت الرسائل مباشرة بيننا من خلال الأحاديث الاعتيادية للتعارف بحيث أكتشفت مدى التطابق بين سمير الأسير المجاهد وبين سمير الإنسان المحرر فالمبدأ كان عنوانه دائما لا يحيد عنه ولا يتركه مهما بلغت الضغوط والتضحيات ..

*ماذا علمتك تجربة الاسر بلسان سمير القنطار ؟؟

حدثني سمير كثيرا عنه وعن تجربته في الأسر وعن المقاومة التي كان يتمنى أن ينتسب إليها كي يطلق عليه لقب مقاوم شغفه بالمقاومة كان كبيرا ولم يكن أي شيء آخر يوازي حبه للمقاومة حتى نفسه وعائلته وهذا ما اكتشفته بعد الزواج منه ومع مرور الأيام .

*هل شغفه بالمقاومة جعلك تحبينه اكثر ام ان حبه للمقاومة اضافت عامل الغيرة بينك وبين المقاومة ؟؟

خلال جلسات التعارف شعرت بميل قوي لشخصه , وإنه صادق القول متواضع الحال طيب القلب فيه صفات المحبة والحنان لا يحقد لا يكره صفات تتمناه أية إمرأة برجل تحلم بالزواج منه لا بل وجدت ان قلبه سعة كبيرة للحب والوفاء .

*كيف كانت ردة فعل المحيط وانت تختارين سمير القنطار زوجا لك وهل كان القفص الزوجي يفيض بالحب ؟..

كانت فرحتي كبيرة عندما بدأت حياتي الزوجية مع سمير وفي حفل الزفاف اجتمع المحبون شعرت آنذاك بأني سأحاط بهم طيلة حياتي كان هناك من يطرح السؤال في عينيه كيف لزينب أن تقترن بشخص مثل سمير تجربته في الحياة قليلة جدا بعد أسر استمر ثلاثين سنة وهو أكبر منها سنا كيف ؟

كنت أقرا السؤال في أعينهم ولا سيما أؤلئك الذين رأيتهم للمرة الأولى حينها شعرت بأهمية خياري شعرت بالتحدي مع نفسي بأن أدخل حياة سمير وأدخله في حياتي وحياة العائلة بكل ما تعنيه وما تفرزه الحياة العائلية التي لا لزوم أن أفصل بها .

*ماذا عن السعادة ؟؟.
مع سمير امتلكت السعادة كنت سعيدة واستطعت أن أخرجه من نمط حياة الأسر إلى نمط حياة الحرية وبسرعة تأقلم مع الالتزامات والمسؤوليات التي تتطلبها الأسرة ومع التقاليد الاجتماعية والقيم المحيطة بها. وزادت سعادتي عندما لمست بالواقع أن سمير خارج القيد لم يتغير.

اما المبدأ هو هو المقاومة التي كانت تعيش معنا في جلساتنا وحكاياتنا عرفت عنها الكثير بالمفهوم الذي يتبناه سمير.

*اعرف ان حياتك معه لم تكن عادية حدثينا عن الانتظار وعن زوجة مقاوم تنتظر بلوعة عودة مقاوم بطل ؟..

عن الانتظار اقول اصبح الانتظار عادة
وإنتظار عودته تعودت عليه , في البداية كان صعبا ولكن عندما كنت أرى في عينيه ذلك البريق بريق اللقاء كان يعني لي ذلك أنه بغاية السعادة وأنه حقق إنجازا ما لا أعرفه، ولم يكن يخبرني عن أي شيء في عمله . كان يبقي كل تفاصيله سرا . كان ملتزما بهذه السرية لأن هذا ما يتطلبه العمل المقاوم
لا بل كنت أتفهم ذلك وكان يعتذر مني لتأخره بعض الأحيان لأيام أو أسابيع وكان مطمئنا أني سأقدر ذلك وهذا فعلا ما كان يحدث.

*ما دورك في استقبال سمير بعد كل غياب؟
بعد عودته إلى البيت كنت أحاول تأمين الراحة التامة له . وعندما يحين وقت مغادرته مجددا كان وداعنا على أمل اللقاء وكنت أشعر دائما بالخوف من الخطر على حياته كونه كان مستهدفا على مدار الساعة من إسرائيل وتهديداتها خاصة في الايام الأخيرة من حياته . وعندما كنت أقول له انتبه لنفسك كان يبتسم ويقول على الله ..ويغيب عن عيني بل كان يتملكني القلق حتى عودته .

*ما هي اجمل الساعات مع سمير القنطار ؟

أجمل الساعات بدأت منذ اللحظة الأولى من زواجي بسمير . ولا أقول هنا شعرا بل هذا هو الواقع. كان بعطفه وحنانه يقول لي كل ما تتمنى زوجة أن تسمع من زوجها. أجمل الكلمات .. وقد ازدادت جمالا بعد مجيء إبننا علي الذي أصبح جزءا من حياتنا وأضاف إليها الكثير. كان سمير متعلقا بعلي كثيرا.

*ما هي وصية سمير لزينب ؟؟..
وصيته لي كانت الصبر بعد شهادته التي كان يتمناها ويطلبها وأن أهتم بعلي وأربيه على حب المقاومة وأن أتابع حياتي كالمعتاد وأن أكون فخورة بشهيد قضى في سبيل الله حاميا لوطنه وشعبه.

*هل حاولت زينب برجاوي ان تطلب من سمير ان يكف يوما عن فعل المقاومة ؟

لم يحصل أن طلبت من سمير يوما التوقف عن عمله المقاوم . بالعكس كنت رغم قلقي على حياته المهددة على مدار الساعة أشجعه على عمله وأطلب منه أن لا يلتفت إلى ابتعاده عني أحيانا.
أتذكر أني سألته قبل الزواج عن احتمال أن يقرر ترك عمله المقاوم والعيش بحياة عادية كونه أدى واجبه خلال الأسر وبعده , فرد بأن هذا مستحيل جدا فالمقاومة هي أنا، وفلسطين هدفي.
كنت أعرف هذا الأمر لذلك لم أكرر السؤال بعد الزواج فهذا سمير القنطار وكان دوري ان اتقبله كما هو .

*الخبر الاكثر صدمة هو الشهادة شهادة سمير القنطار كيف ومن زف الخبر ؟

نعم لقد تلقيت الخبر من إحدى صديقاتي على الهاتف لم أكن في البيت سألتني عن سمير وهل سمعت شيئا عنه. سؤالها كان غير اعتيادي شعرت حينها بالقلق وسألتها هل استشهد سمير فصمتت.
بدأت بالصراخ وفقدت وعيي مرات عدة ونقلت إلى المستشفى ، الخبر كان صاعقا رغم توقعي سماعه في أية لحظة ، فإسرائيل رفعت مستوى تهديداتها بتصفيته وتحميلها له مسؤولية عمليات نفذتها المقاومة ضدها في الجولان ، ولكن بعد ساعات قليلة هدأت وتعايشت مع الواقع المرير وكانت تعزيتي الوحيدة أنه حقق ما كان يريده منذ خروجه من الأسر بأن يعود إلى فلسطين ويسافر إليها بالشهادة.

*ماذا تعلمت زينب من الشهيد سمير القنطار ؟؟

علمني الشهيد سمير القنطار الكثير عن المقاومة وكيف يكون الإنسان مقاوما ، وأعرف أنه مهما فعلت لن أكون مثله يوما ولكني أعتبر نفسي واحدة من الذين يسيرون على خط الشهيد القنطار القائد في كل المجالات التي أقدر أن أخوضها في حياتي والمجال المتاح لي اليوم هو عملي الإعلامي إضافة إلى عملي كأستاذة في الجامعة ودوري في تربية طفلي .

* ماذا عن طفلك علي ؟؟

علي متعلق كثيرا بأبيه ، يسأل عنه دائما رغم أنه لم يتجاوز الخامسة من عمره وعندما يعود من المدرسة يطلب مني دائما أن أعرض له شريطا عن والده الشهيد وهو يتدرب ويطلق النار ، تلك المشاهد التي عرضت في التلفزيون بعد استشهاد سمير إضافة إلى صوره الخاصة معه .
سمير بالنسبة لعلي لم يذهب بعيدا وسيعود يوما وهو غالبا ما يسأل عن موعد عودته ليلعب معه.

*ما هو طموحك لمستقبل علي ؟.

أنا أركز اليوم على أن يكون علي متفوقا في المدرسة . هدفي أن يصل إلى مراحل متقدمة في العلم وأن يكون ابن أبيه فيما بعد ولكن هذا أمر لا أقرره وحدي فأنا لا أعرف كيف ستكون ظروف علي مستقبلا ولكن أتمنى أن يكون على خطى أبيه هذا ما كان يتمناه الشهيد سمير القنطار.

*ماذا عن الشوق بعد الرحيل ..؟؟

أشتاق إليه دائما، فهو رجل لا يمكن أن ينساه من عرفه فكيف لمن شاركته حياته ، نحن في زمن المصالح وحب الذات والفردية نتوق دائما إلى رجال مبدأهم التضحية حتى الشهادة.
عندما أزوره في روضته أشعر بالراحة والهدوء وبأنه ما زال حيا فهو شهيد عند ربه، وأحزن على فراقه وعلى نفسي أكثر من حزني على فراقه الدنيا.
اعتقد هو مرتاح بجوار ربه مطمئن من ثقل الحياة ومشاكلها الواقعة على عاتقنا نحن الأحياء.

أعيش عند زيارته حالة من الروحانية وأنا محاطة بالشهداء ، وهذا الاحساس لا يمكن وصفه فأشعر حينها أنني غير أنا.

هل ستتوقف الحياة ..ماذا بعد سمير ؟؟

الحياة لا تتوقف عندما نفقد عزيزا بل يزداد فهمنا لها. ربما نحبها أكثر أو نكرهها أكثر بحسب المعتقدات التي نحملها .
من جهتي أنا فهمت الحياة أكثر وما يساعدني على اختياراتي فيها.

لن أتوقف عن عملي الإعلامي والجامعي وسأحاول أن أكون وفية لمبادىء دلني عليها الشهيد سمير القنطار.

*الشهيد كان يحلم ان يصلي ولده علي في فلسطين يوما ماذا عن هذا الحلم ؟.

هذا حلمه رحمه الله اما صلاة إبني علي في فلسطين والمسجد الأقصى فهو غايتي كما هي غاية كل عربي ومسلم .

سررت بمعرفتك بروحك بجمالك الداخلي والخارجي
هذه هي الإعلامية زينب برجاوي إمرأة بكل معنى الأمومة والزوجة والصابرة والوفية والحنونة ..
كان الله معك في كل خطوة ووفقك الله وبمناسبة عيد الام والحياة كل عام وانت بالف خير

كانت معي الإعلامية زينب برجاوي
نفذت الحوار : الاعلامية هبة قضامي
صور: 21/3/2016
image
image
image