أخبار قناة الشمس

×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

المفكر العربي فاضل الربيعي ‏ العروبيون الجدد

المفكر العربي فاضل الربيعي ‏  العروبيون الجدد
 المفكر العربي فاضل الربيعي


العروبيون الجدد

يظهر اليوم في وسائل الإعلام العربية والدولية، جيل جديد من السياسيين والإعلاميين والمعلقين والمحللين ( وحتى من الجمهور العام) يمكن وصفه ب( جيل العروبيّة الجديدة). هؤلاء العروبيّون الجدد، يعودون - في معظمهم- إلى أصول ومنابت ناصرية وبعثية وقومية ويسارية وحتى ليبرالية. لكنهم جميعاً يشعرون ويتصرفون، بوصفهم أفراداً أو جماعات ترتبط الآن وحسب، برابطة ( عشق ومحبة ) وربما نوع من (هيام إيديولوجي) بقائد جديد للعروبة هو السعودية ( بديلاً عن مصر الناصرية وعن عراق صدام حسين، وسورية الأسد). أكثر من ذلك، يصبح الملك سلمان في نظرهم، قائداً ومخلصّاً. أكثر من هذا وذاك، يصبح حزب الله حزباً إرهابياً، بينما جبهة النصرة ( فصيلا معتدلاً). هذه العروبة المعدّلة وراثياً، والمُعاد إنتاجها في مختبرات البنتاغون والسي آي أيه هي ( الضدّ النوعي) المطلوب: عروبة ضد عروبة أخرى. كنا في الماضي نعرف عروبة معادية للرجعية السعودية والإمبريالية الأمريكية. الآن بتنا نتعرّف على عروبة جديدة يصبح فيها ملك السعودية زعيماً عروبيّاً، والإمبريالية الأمريكية ( حليفاً). يصبح فيها تهديم اليمن فوق رؤؤس أبنائه عملاً ثورياً. كما يصبح ارسال الجيوش لغزو سورية عملاً مشروعاً.
هذا بعض من تجليّات فلسفة المستقبلييّن الأمريكيين الذين وضعوا المعادلة: في الشرق الأوسط الجديد سنخلق من ( كل نوع) ضدّه: العروبة الجديدة ضد العروبة القديمة.
الناصريون البلهاء استبدلوا عبد الناصر بسلمان
البعثيون البلهاء، استبدلوا صدام وحافظ الأسد بسلمان
اليساريون البلهاء استبدلوا لحية ماركس الكثّة بلحية سلمان
الليبراليون البلهاء استبدلوا الحداثة بالرجعية
أما ( الجمهور العام ) الذي جرى تضليله وخداعه؛ فإنه بفضل هؤلاء جميعاً، يصبح اليوم مجرد وقود في حفلة شواء.