شرطة دبي تقبض على 381 متهماً بـ«مافيا الطيران» دبي - شيرين فاروق
كشف اللواء خميس مطر المزينة القائد العام لشرطة دبي، أن جهود شرطة دبي في مكافحة الاحتيال في قطاع الطيران دولياً، عبر بيع تذاكر السفر ببطاقات مزورة ومسروقة من قبل عصابات دولية، أسفرت عن إلقاء القبض على 381 متهماً في اكثر من 50 دولة، في ثلاث عمليات مختلفة تمت على مدار عام ونصف تقريباً، منهم 6 متهمين في الإمارات تبين أن أحدهم باع تذاكر بمليون درهم، وذلك من خلال عملية أطلق عليها «اير لاين اكشن داي».
وقال اللواء المزينة إن هذا النوع من الجرائم لا يقتصر على دولة بعينها، نظراً لأن قطاع الطيران من القطاعات العالمية، وأن اغلب وكالات السفر تعتمد على البيع الإلكتروني على شبكة الانترنت، مما يجعلها جريمة عالمية لا ترتبط بمكان، إلا أن شرطة دبي تحركت لوضع خطة للقضاء على هذا النوع من الجرائم، عبر التنسيق الدولي من خلال الانتربول، وتشكيل ما يعرف بالدوريات الالكترونية الأمنية، للكشف عن أفراد وأساليب المتهمين ممن يعتمدون اعتماداً كلياً على الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي في الترويج لبضائعهم.
هدف استراتيجي
ومن جانبه قال اللواء خليل إبراهيم المنصوري مساعد القائد العام لشؤون البحث الجنائي في شرطة دبي، إن العمل على وأد الجريمة، خاصة تلك التي تضر بالاقتصاد وتكبد الشركات والحكومات خسائر فادحة، هدف رئيسي ضمن الأهداف الاستراتيجية لشرطة دبي والتزامها الدولي بالحد من الجريمة والقضاء عليها، موضحا أن الأمر لا يتوقف على كون الجريمة لها تأثير داخلي فقط، بل إن الجرائم أصبحت تتسم الآن بالطابع العالمي العابر للقارات والحدود، بسبب تنامي الاعتماد على الانترنت.
وأضاف إن شرطة دبي رصدت الظواهر المتعلقة بهذا النوع من الجرائم، ووضعت خطة تعاون دولي بعد مخاطبة الانتربول الدولي، ونظمت الدوريات الالكترونية لرصد المتهمين عبر عدة عمليات تتم على مراحل متعددة، وان العملية الأولى تمت في نوفمبر 2014، وبلغ عدد المقبوض عليهم 118 شخصاً وعدد الدول المستفيدة 45 دولة، وان العملية الثانية تمت في يونيو 2015، وعدد المقبوض عليهم 130 فرداً وعدد الدول المستفيدة 49 دولة، أما العملية الثالثة فتمت في نوفمبر 2015 وقبض فيها على 133 شخصاً، وبلغ عدد الدول المستفيدة 32 دولة.
عملية مستمرة
وقال المقدم سعيد الهاجري مدير ادارة مكافحة الجرائم الالكترونية في الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية في شرطة دبي، إن خسائر قطاع الطيران العالمي نهاية العام الماضي بسبب بيع التذاكر بالبطاقات المسروقة والمزورة، قدرت بمليار دولار سنويا، الأمر الذي جعل من الحتمي القضاء على هذا النوع من الجرائم، مؤكدا أن العملية مستمرة ولن تنتهي.
وقال إن اغلب المتهمين يروجون بضائعهم عبر إعلانات لبيع تذاكر السفر بأسعار مخفضة إلى كافة وجهات العالم، ويستعينون ببطاقات ائتمانية مسروقة أو مزورة والحجز بها، وانه تم رصد المتهمين في اكثر من 50 دولة، وتبين انهم عصابات لا علاقة لها ببعضها، إلا أن الأسلوب الإجرامي واحد، وانهم يعتمدون على عدد من الوسطاء في بيع هذه التذاكر مقابل عمولة محددة، وان آلاف الأشخاص سافروا فعلياً بهذه التذاكر، لافتا إلى أن هذا الأمر اسفر عن خسائر مادية فادحة لقطاع الطيران والبنوك التي يتبين أن بطاقات عملائها تعرضت للسرقة.
وأشار المقدم الهاجري إلى انه تم التعاون مع اكبر شركات الطيران العالمية، ومنها طيران الإمارات، وان الدوريات الالكترونية التي تم اطلاقها في اكثر من دولة، أسفرت عن إلقاء القبض على 381 متهما في اكثر من 50 دولة، محذرا الجمهور من مغبة التعامل مع مثل هذا النوع من الجرائم حيث يمكن أن يتحمل المشتري جزءا من المساءلة القانونية في الحصول على التذاكر بأقل من أسعارها.
وقال المقدم سعيد الهاجري انه تم التأكيد على منع آلية وجود وسطاء في عمليات حجز وبيع تذاكر الطيران على شبكة الانترنت، وان يقتصر الأمر على التعامل مع المشتري وشركة الطيران أو وكالات السفر المعتمدة وعدم التعامل مع أشخاص بعينهم، منوها إلى أن القانون شدد العقوبات على حيازة أو استخدام البطاقات الائتمانية المسروقة والمزورة.
60 شركة
أوضح المقدم سعيد الهاجري أن عدد شركات الطيران المستفيدة من هذه العمليات بلغ 60 شركة، واستفاد منها 80 مطارا على مستوى العالم، وأن العمليات مستمرة ولن تتوقف، إلا أن أهم النتائج التي تحققت، هي تقليص حجم الجريمة ومنع استمرارها وانتشارها، وبنسب عالية قد تصل إلى حد القضاء عليها كلياً، مشيرا إلى أن الانتربول الدولي قام بنشر صور وأسماء بعض المتهمين الدوليين على صفحته، لتحقيق مزيد من الردع لهؤلاء.