أخبار قناة الشمس

×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

الكاتبة والروائية "سارة طالب السهيل"حوار : نوفل هاشم/ خاص لوكالة أخبار العرب

الكاتبة والروائية "سارة طالب السهيل"حوار : نوفل هاشم/ خاص لوكالة أخبار العرب
 حوار خاص مع الكاتبة والروائية "سارة طالب السهيل"

ولدت (سارة السهيل)، في المملكة الاردنية الهاشمية من اب عراقي وهو الشيخ طالب سهيل التميمي ومن ام هاشمية، درست في المدارس الاردنية، تخرجت من كلية الادارة قسم "ادارة اعمال"، من East London University

وحصلت على بكلوريوس الاعلام من جامعة القاهرة وهي مستمرة الآن بأكمال مسيرة الدراسات العليا، تمتلك رصيد ادبي وثقافي وسياسي ومؤلفات وبحوث ودراسات استراتيجية خصت بها الطفل وحملات حاربة خلالها العنف الموجه ضد الطفل والمرأة وكبار السن والاسرة بصور عامة، لقبت بالانسانة، وبالشاعرة والباحثة، لكن العنوان الابرز الذي يميزها هو عروبتها التي طالما قدمت بها، سعدنا بالحوار معكِ طارقين باب الصراحة الذي تمتلكين وكرم الحوار المهعود عنكِ، اهلاً وسهلاً بكِ في وكالتنا.

- سارة السهيل، هل صفاتها اقرب الى ابيها العراقي ام الى امها الهاشمية؟



***ربما تأثرت بوالدي اكثرلأنه سقط شهيدا ولم انعم بالعيش معه لفترة طويلة، فالغائب دائما النفس البشرية تبحث عنه وتتواصل معه، فضلا عن ان ابي رغم انه تركني طفلة الا انه كان بالنسبة لي نموذج انساني فريد زعيم بكل معني الكلمة، وهذه الزعامة قرأتها في أعين كل من كان يأتي الي منزلنا من ضيوف أبي وزملاء رحلة نضاله الوطني. أما أمي فان لها الفضل العظيم في انها حافظت على نضال أبي وتراثه ناهيك عن أنها علمتني قيم الانتماء للعشيرة والقبيلة التي ينتمي اليها أبي، واهمية الحفاظ علي قيم هذه القبيلة في سلوكي اليومي .

وعلمتني أن أكون وفية لوالدي وأهله و أكدت لي ان الانسان مثل الشجرة تغرس جذورها بالأرض فترتفع للسماء

و علمتني أن انتمي لوطني وان اخدم الإنسان أينما كان و زرعت بي حب الخير و الطبيعه و شجعتني على العلم والثقافة وان اطور من نفسي دائما و حثتني على الكتابة والإبداع فهي التي وقفت إلى جانب والدي بالسراء والضراء باصالتها الهاشمية

فهي ابنة السياسي والوزير والطبيب والنائب البرلماني وايضا الشاعر المعروف فكيف لا تكون وفية ومربية فاضلة وامرأة من حديد واجهت الحقب الزمنية و حكومات العراق ومخلفاتها و ناضلت من أجل وطن زوجها و بناتها وكافحت بعد استشهاد زوجها لتوصلنا إلى بر الأمان

رغم كل ما واجهناه من حروب قاسية

حمراء بلون الدم.. صفراء بلون الحقد و الافتراء والكذب.. و سوداء بلون الظلم و القهر والفقد .





- سارة السهيل تاثرت بالقضية الفلسطينية منذ نعومة اظفارها هل كان المرحوم طالب السهيل قوميا عربيا رسخ فيكِ حب القضية الفلسطينية؟



*** لاشك ان لابي الفضل الاكبرفي ترسيخ قيمة الوطن والوطنيه في وجداني، ولاغرابة فهو كان زعيما وطنيا ومناضلا ورجل سياسه من الطراز الفريد .

كان عشق والدي وهمه وهاجسه هو العراق بالدرجة الأولى

وكان همه إنسانيا لنصرة كل مظلوم وكل أرض و شعب يعاني الظلم والقهر من العرب وغير العرب فالإنسان هو الإنسان بعيدا عن دينه أو قوميته أو جغرافيته

فمبكرا تعملت من أبي الانشغال بهموم الناس، كما علمني قيمة لن أنساها طول عمري وهي انني اقرأ لي ولغيري وربما أقرأ للامة العربية،والعالم بأكمله وعندما ينضح فكري وعقلي بالكتابة فانني أعبرعن هذه المضامين الانسانية الرحبة المخلصة. ومن ثم ترسخ في وجداني بالهم العربي والشرق اوسطي بالقضية الفلسطينية ، فتعلمت على التراث الفلسطيني الاصيل الذي يصمد في مواجهة كل محاولات طمس هويته ،، الا ان ايمانهم بعدالة قضيتهم وعشقهم لتراب وطنهم جعلهم يصمدون في وجه مدافع العدو ورشاشتهم وغاراتهم صمودا وتحدي حتي يعود الحق لأصحابه .


- سارة السهيل، للطفل اهتمام خاص ومميز في معظم مؤلفاتكِ، هل كانت سارة في صغرها طفلة مدللة تعشق القصص وافلام الكارتون؟

*** أنا ما زلت طفلة، فوجداني يمرح بعبق الطفولة يسعدني كل شئ يفرح الاطفال خاصة اذا ما اسهمت في ادخال البهجة علي قلوهم الصغيرة البريئة، ويحزني اي ألم يسكن قلب طفل يتيم او فقير او لاجئ ن واطفال الشوارع الذين لا ذنب لهم في الحياة سوي انه جاء من اباء بلا قلب رموا بهم في الطرقات .

وصحيح انني نشأت طفلة مدللة وكان أبي يجلب لي قصص الاطفال لقراءتها والاستمتاع بها، ولكني أيضا نشأت فيما بعد يتيمة، وربما كان هذا اليتم سببا في ارتباطي الوثيق بالاطفال. كما انني اعشق خيال الطفل ببراءته وسذاجته وشطحاته، وقد اشعر في هذه الشطحات عبقرية تخلص انسان هذا العصر من جنونه المادي ونفسه التي استهلكها في كل ماهو مادي زائل بمعزل عن اعلاء قيمته الروحية التي تسمو به وترتقي بمشاعره وتحقق له السعادة الحقيقية في ابتسامة طفل في وجهه فيشعر ان الدنيا كلها تبتسم في وجهه .



- سارة السهيل، لديك كتابات وبحوث عن العنف ضد المرأة والطفل وكبار السن، كيف ترين العنف الحاصل في العراق اليوم؟

***العنف الواقع في العراق مزق قلبي وهو ما دفعني للكتابة ومواجهة العنف بسلاح القلم خوفي على أهلي و شعبي و هو نفسه الواقع اليوم في سوريا واليمن وامتد الي ليبيا، هو نتاج طبيعي لانتشار فكر الطائفية والمذهبية الدينية، وكما يقال في الاثر " فرق تسد " فان اعداء امتنا العربية والاسلامية للاسف الشديد نجحوا في اشعال نيران المذهبية بين طوائف سنة وشيعة وصوفية ومسيحية . ويساند علي اشعال حرائق الطائفية والمذهبية انتشار افكار الغلو والتشدد الديني الذي يمثل ارهابا فكريا لكل صاحب فكر وسطي معتدل، وما ارتبط من تغذية فكر التطرف من نشأة جماعات الارهاب التي اكتوي بنيرانها معظم الدول العربية بلا استتناء ؟



- سارة السهيل، اعتبرتي ان الكتابة للطفل هي من اصعب الكتابات الادبية؟ ما هو سبب قلتها وما الرسالة التي تحاولين أيصالها للمجتمع من خلال الطفل؟

***بالطبع فالكتاب للطفل هي من اصعب انواع الكتابات، لان الطفل ذكي وذهنه صافي غيرملوث بمعطياتنا المادية، وبالتالي تركيزه يكون اعلي منا بمراحل في الوجبة الفنية والثقافية التي تقدم له. فالكتابة للطفل تحتاج لغة رقيقة وناعمة وبسيطة ولكنها ايضا عميقة وصادقة كما تحتاج ان تقدم بشكل يبهر عقله وووجدانه .

ورسالتي للمجتمع هي ان الطفل هو كنز وهبه الله لنا فعلينا ان نحافظ عليه ونستثمره اعظم استثمار، اولا بالحنان والرحمة ثم بالتعلم بالالعاب والفرحة والبهجة، وخلال التعلم بالبهجة واللعب والمرح بالفن والموسيقي والقصص نكرس القيمة التي نسعي لتربية اطفالنا عليها .



- سارة السهيل، هل تفكرين بتطوير طريقة نشرك لكتب الطفل من خلال عمل افلام كارتون او عن طريق بوستات في وسائل التواصل مثل الفيس بوك؟



*** طبعا اتمني ان تتحول القصص التي اكتبها للاطفال لافلام كرتون خاصة وان كل الأطفال في العالم يعشوق الكرتون، ولا شك انني سأسعي لعمل ذلك، ولكني قدمت تجربة مسرحية وحيدة للاطفال وهي " سلمي والفئران الاربعة " وحققت نجاحا كبيرا واتمني ان اعيد ايضا هذه التجربة .



- سارة السهيل، اين تجدي نفسك اكثر وسط ما تمتلكين من عناوين، شاعرة وباحثة وسياسية وقاصة وأنسانة وكاتبة قصص الاطفال؟



*** الكاتب يعيش واقعه ويهضمه بعقله ووجدانه معا ثم يسرح بمخليته في عوالم متعددة لتكون لحظة ميلاد الكتابة التي تختار الوعاء الذي تستوي فيه وتنضج وتخرج للنور .

ورغم ان الشعر يظل هوحالة العشق التي لا أستطيع الانفصال عنها قراءة او كتابة، الا ان الكتابة هى النورالذي يضيئ طريقي وتنقي روحي من تلوث الحياة المادية التي نغرق فيها جميعا، فالكتابه للطفل تطهيرعالي جدا للنفس، فأنت تتقمص روح الطفل وخياله وفرحه وغضبه لاتفه الاسباب، وتتقمص خياله الجامح والذي يصدق كل شئ علي انه ممكن الحدوث. فقد تطيرمع الطفل وقد تكون سوبر مان او طائر بطريق صغيريبحث عن أمه ليستدفئ بحنانها امام برودة الثلوج .

اما شغلي البحثي، فهو انعكاس لضرورة القراءة والبحث والتأمل في القضايا التي تشغل عالمنا العربية وهي كثيرة وشديدة التعقيد ومؤلمة، ولا يمكن لاي كاتب ان يعيش في جزرمنعزلة عن واقعه وقضاياه، فمن هنا يجيئ شغفي بالبحث .



- سارة السهيل هل انتِ بعيدة عن الاهتمامات السياسية في العراق؟ على الرغم من تأثرك بوالدك طالب السهيل


*** العمل السياسي من خلال تجربتي الشخصية ومن خلال معاناة أبي في العمل السياسي وحرماني منه لاوقات طويلة لانشغاله بالهم السياسي العربي وحتي استشهاده، أذاقني مرارة الفقد والالم والترحال، الا انني عرفت معني اليتم بموته في الوقت الذي كنت في أشد الحاجة لحضنه كما حرمت بسبب السياسية من حضن الوطن والاهل والعشيرة، ولذلك فان العمل السياسي لم يخطرببالي قط، وانصرف عقلي ووجداني مبكرا للثقافة والادب والفكر .

ثم انني اعتقد ان العمل الثقافي هو اكثر حياة وديمومة من العمل السياسي الذي تقضتيه معطايات الظروف السياسية، فالاديب والمفكر يطرح الرأي والافكار وقد يتنبأ بما لا يتنبئ السياسي .



- سارة السهيل، وجدنا في اغلب كتاباتك عشق وتغني في العراق رغم ان اغلب حياتك خارج العراق اضافتاً الى نصفك الاخر من جهة الوالدة لبناني ونشأتك في الاردن؟


*** عائلتي وجذوري ونبتي وطيني في العراق، ونسب اي انسان بانتمائه لاهله وعشائره هو شرفه واصله الذي يظل طوال عمره محافظا عليه كجزء اصيل من انسايته ومن ذاته الخاص وعقله والجمعي وتراثه .

ناهيك عن ان العراق هل مهد الحضارت الاشورية والبابلية والسومرية . وبالطبع قبل ان تقع فريسة الاحتلال الامريكي وتعصف بها أنواء الطائفية والارهاب، كانت تعج باشهرالجامعات والمكتبات ودور الثقافة والفنون من مسرح وتليفزيون وموسيقي. وكم انجبت العراق من عباقرة في كل ميادين الفكر والثقافة والفنون، ولي كل الشرف ان انتمي لهذه الحضارة .



- سارة السهيل، عرض عليها منصب سياسي؟ وهل تفكرين بتكوين وزارة خاصة بالطفل على غرار وزارة الشباب والرياضة؟


*** العمل السياسي لا يستهويني، نعم عرض علي منصب سياسي ولكن انا أجد أن ما يحصل في بلدنا حاليا بعيد عن السياسة و انا لا اساهم في ارتكاب جرائم بحق الوطن والشعب ، لكني ـ كما ذكرت اتمني ان تكون هناك وزارة للطفولة، ولا يقتصر شأن الاهتمام بالطفولة علي هيئات ومجلس متخصصة، لا سيما الطفولة العربية تتمزق بسبب ما يشاهده الاطفال من عنف في المدراس والشاشات الفضائية، فضلا عما يراه بأم عينه في مناطق الصراع في عالمنا العربي .



- سارة السهيل، بين سلمى وأميرة البحيرة هل وصلت رسالتك ام اننا في طور البداية؟

ربما قل انتاجي الادبي للاطفال نسبيا لانشغالي ربما بالبحث، لكني قدمت تنويعة مختلفة للاطفال بلغات كالصينية، والإنجليزية حتى بلغة برايل. وفى الطريق لأعمال بللغة الفرنسية والألمانية قريبا ومن ناحية اخري فانني أخذت لفترة بقضية العنف بكل انواعه عبردراسات ومقالات منوعة ومنها طبعا العنف ضد الطفل . .

اما كون الرسالة قد وصلت، فانني اعتقد ان الكتابة كرسالة تعبد كل يوما طريقا للمعرفة والثقافة، فهذه الرسالة تتواصل مع رحلة الكاتب حتي يقف في محطة النهاية من الحياة، ولطالما نفس الكاتب موجود نابض بالحياة فان رسالته تتواصل كل يوم يبدع فيه جديدا .

و آخر ما قدمته للطفل كان المناهج التعليمية للصفوف الأولية.

شكراً سارة السهيل لرحابة الصدر ورفدنا بالمعلومة الغائبة، مشروعكِ كبير لانه يدخل في بناء جيل المستقبل، محاكاتكِ للطفل مهمة كبيرة نتمنى لكِ التوفيق فيها.

حوار : نوفل هاشم/ خاص لوكالة أخبار العرب

nawfal.hasham@yahoo.com