أخبار قناة الشمس

×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

بمناسبة "اليوم الدولي للغة الأم" الإمارات تقود جهوداً نوعية للحفاظ على " العربية"

  تشارك الإمارات دول العالم احتفالاتها بـ"اليوم العالمي للغة الأم" الذي تحتفل به منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" في الحادي والعشرين من شهر فبراير كل عام، وأعلنت "اليونسكو" اليوم الدولي للغة الأم خلال مؤتمرها العام في شهر نوفمبر من عام 1999 فيما يحتفل بهذا اليوم سنوياً منذ فبراير عام 2000 من أجل تعزيز التنوع الثقافي وتعدد اللغات.
وتمضي دولة الإمارات قدماً في تعزيز مكانة اللغة الأم في البحث العلمي والإبداع الإنساني وتأكيد دورها في نقل المعرفة، حيث تقود تقود جهوداً نوعية للحفاظ على اللغة الأم، من خلال البرامج والمبادرات التي تطلقها الإمارات والرامية لتكريس اللغة العربية وتعزيز حضورها عالمياً.ِ
ويركز احتفال عام 2025 على موضوع "التحديات والفرص لاستخدام التكنولوجيا في التعليم متعدد اللغات" لتسليط الضوء على أهمية استخدام التكنولوجيا في النهوض بالتعليم، وتعزيز دور المعلم في الارتقاء باستخدام التكنولوجيا في الإرتقاء بعملية التدريس.


الحفاظ على التنوع اللغوي

الدكتور سالم زايد خليفة الطنيجي، رئيس قسم اللغة العربية والدراسات الإماراتية في كليات التقنية العليا في الشارقة:" اليوم العالمي للغة الأم هو مناسبة هامة الهدف، وبهدف الاحتفال السّنوي في جميع أنحاء العالم لتعزيز التّنوّع اللّغوي والثّقافي وتعدد اللغات، ويوافق يوم 21 فبراير من كل عام، وأُعلن عنه للمرة الأولى من قبل منظمة اليونسكو في 17 نوفمبر 1999، ومن ثم تمّ إقراره من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة، وقد تمّ إنشاء سنة دولية للغات في عام 2008، لتعزيز السّلام وتعدد اللغات في جميع أرجاء الكرة الأرضية، وحماية جميع اللغات الأم، ودفع الأمم والشعوب والحكومات للاهتمام بلغاتها الأصلية حيث تشكل أهم عناصر الهوية الثقافية لكل شعب وهي تحمل تاريخ وثقافة المجتمع، وتساعد في نقل العادات والتقاليد من جيل الى جيل، لما تحظى به من ثقل استراتيجي هام في حياة البشر، وكذلك تحافظ على اللغات من خطرالعولمة باستخدام اللغات العالمية مثل الإنجليزية والفرنسية، واللغات الأخرى.
وهذا اليوم يشجع على الحفاظ على التنوع اللغوي وتعلم لغات متعددة، إضافة الى أهمية التعليم بلغة الأم، وهو فرصة بزيادة الوعي على التحديات التي تواجه اللغات المهددة بالإنقراض، أيضاً في هذا اليوم يتم تنظيم فعاليات في مختلف أنحاء العالم، تشمل عروض ثقافية وفنية وغيرها للتعريف وهدفها تثقيف الناس بأهمية التنوع اللغوي، لأنها من المقومات الجوهرية وركيزة أساسية في الاتصال والاندماج الاجتماعي والتعليم والتنمية.

ركيزة أساسية لترسيخ التنوع الثقافي

وبدوره أشار سفيرالإنسانية الدكتورالمهندس خالد النابلسي نائب رئيس الاتحاد الدولي للمثقفين العرب، ونائب رئيس المنظمة العربية لدعم المواهب، نائب رئيس الاتحاد العربي لمكافحة التزييف والتزوير، الرئيس التنفيذي لمجموعة التنين بورسوليوشن العالمية، الى أن اليوم العالمي للغة الأم، يشكل مناسبة عالمية مهمة، تؤكد أهمية اللغات كركيزة أساسية لترسيخ التنوع الثقافي والحضاري بين الأمم، وبما يحقق مبادئ التعايش والتسامح والسلام واحترام الآخرين، وسنظل نعتز بالعربية، ونعمل على رفع مستوى الشغف بها، والترويج لها كلغة للبحث العلمي والإبداع الإنساني، بما يواكب متغيرات العصر الحديث، ويجعلها أكثر حضوراً وتأثيراً بين جميع اللغات، وأضاف في حديثه أبيات من الشعر:

لغتي و أفخرُ إذ بليتُ بحبِها - فهي الجمالُ و فصلُها التبيانُ
عربية ٌلا شك أن بــيــانــهــا- متبسم ٌ في ثـغــره القــرآنُ
لغة إذا وقعت على أسماعنا - كانت لنا بردا على الأكباد
سيظل رابطة تؤلف بيننا - فهي الرجاء لناطق بالضاد

تبسيط الفصحى لعموم المتحدثين

وأشارت الدكتورة تغريد زهدي محمد، مؤسس ورئيس مركز أفق السلام الدولي ،إن اللغة الأم هي اللغة التي ينشأ في إطارها الإنسان، وعرفها بعض الباحثين أنها لغة الأم والأسرة، بينما عرفها البعض الآخرأنها اللغة المهيمنة في ذهن المتكلم على بقية اللغات، بالتالي فإنها تعتبرالأم من ناحية مقارنتها ببقية اللغات كقولنا أمهات الكتب، أي الكتب المصدرية.
وأكدت أن كثيراً من الباحثين في اللغة العربية يعتقد أن العامية عدو للفصحى، بينما العامية هي رديف ومستوى من مستويات اللغة، مشيرة إلى أن المطلوب هو تبسيط الفصحى لعموم المتحدثين بها وإلا ستهجروتصبح لغة فئات محددة، فالتحدي الحقيقي هي أن تصبح لغة الحياة اليومية.

اللغة الأم صراع الهوية والثقافة لطفلك

وتساءلت الدكتورة سميرة الغالي، أستاذة جامعية في مجال اللغة العربية، هل نحن ملزمون بتعليم أطفالنا لغتهم الأم أولًا قبل تعليمهم اللغة الثانية؟ وما المخاطر التي قد يتعرض لها أطفالنا حين تعليمهم لغة أخرى غير لغتهم الأم؟.
وأستطردت :" يرى كثير من التربويين وعلماء النفس أنه من الضرورة تعليم الطفل لغته الأم قبل تعليمه لغة أخرى ‘إذ أن ذلك يربطه بلغته وثقافته وهويته، وبعد إتقانه لغته الأم من الممكن أن يتعلم لغة أخرى، في كثير من اللغات يُعلّم الطفل لغته وهو في بطن إمه، إذ أن مهارة الاستماع هي أول مهارة من مهارات اللغة ، فعلموا أطفالكم لغتهم الأم أولًا حتى يبدعوا ويبتكروا ويتميزوا، فبلغتنا الأم نرتقي ونسمو ونحافظ على هويتنا وثقافتنا".

تعزيز تعليم اللغة الأم

وقال د. حسين رمضان - رئيس مجلس إدارة أكاديمية المراسم الملكية :" بمناسبة اليوم العالمي للغة الأم، الذي يُحتفل به في 21 فبراير من كل عام، نؤكد على أهمية تعزيز لغتنا الأم في كافة جوانب الحياة اليومية، تعتبر اللغة الأم حجر الزاوية للتواصل الثقافي والحفاظ على الهوية الوطنية، حيث تلعب دوراً مهماً في بناء الجسور بين الأفراد والمجتمعات.
إن الاحتفال بهذا اليوم يهدف إلى رفع الوعي حول ضرورة الحفاظ على التنوع اللغوي وتعزيز تعليم اللغة الأم، مما يساهم في حماية التراث الثقافي وتحقيق التنمية المستدامة. في دولة الإمارات العربية المتحدة، التي تجمع بين الثقافات المتنوعة، نؤكد على أهمية دعم اللغة العربية وتعزيز استخدامها في جميع المجالات، بما يعكس أصالة هويتنا الثقافية.

ما أهداف تحديد اليونسكو لهذا اليوم؟

تؤمن اليونسكو بأهمية التنوع الثقافي واللغوي لبناء مجتمعات مستدامة، وتعمل المنظمة في إطار ولايتها من أجل السلام على الحفاظ على الاختلافات في الثقافة واللغة بهدف تعزيز التسامح واحترام الآخر.
ويتعرض التنوع اللغوي بشكل متزايد للتهديد من زيادة اندثاراللغات، وقد لوحظ أن نسبة تصل إلى 40% من سكان العالم لا يحصلون على شهاداتهم التعليمية بلغات يفهمونها ويجيدونها، ولكن هناك تقدم ملحوظ في التوجه للتعليم متعدد اللغات القائم على اللغة الأم، تؤكد اليونسكو على أنّ اللغات تشكل وجود المجتمعات، والحفاظ على الهوية الخاصة بكل دولة التي تتيح نشر الثقافة والمحافظة عليها.