أخبار قناة الشمس

×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
المخرج محمد فرحان

عبقرية جنون للكاتب احمد منصور

عبقرية جنون image


سهرنا أنا و جنوني يوماً ، ترتجف ساقينا من الصقيع . الليلة منتصف طوبة ، ينظرُ كلانا للآخر .أريد أن أغتاله . يبتسم و يأخذ بيدي .. ها هي تطلّ من شرفتها يتساقطُ عرق الشوق ؛ كأنها أمطرت الدفء بالعمر فخاصم الجدران . ارتفعتُ ببصرى إليها ؛ فابتسمت و أشارت إلينا بالمغادرة ؛ فسقط مغشياً عليه ، تركته و أنا أنظر للشرفة ، و لم أنقل خطوتي الثالثة فإذا بها تختفي وراء ستائر الحنين . سرقتُ نظرةً ؛ فابتسمت ؛ فسقط لجوارهِ ، و ما بين جنوني و جنون الجنون بدأ العشق يقرأ قصتنا ... أدركت ملاك يمسك قارورة تمررها أمام أنفي ؛ كلما أفيق يسكرني حبها ، و حينما يفيق أسقط . أسمع صوتها الخافت و هو يقبل حلم عزتنا . أشفقت عليها منا . انتزعته من أمامها ، و أقسمت عليه أن نعود . أخذته من يدهِ و سرتُ به نحو منزلي ؛ أفتش بعيوني عن بقايا أجمل حبيبه فلم أجد ؛ فالعين تعجز عن الاحتفاظ بمثلها .. تشبث بالأرض ، و خر ساجداً تحت قدماي يقبلها كي نعود ؛ فصار بكاؤنا يسمع من بالحارة . ظهر علينا عجوزا بغضبه . أليس من العقل أن تجعلنا ننام ليلةً بعيداً عن عويلك ، من هذه ! أهي : خطيبتك .. عشيقتك .. طليقتكَ ؟! نظرتُ إليه بحيرةٍ ، و ابتسمت كما كل ليلة ، و وعدته ألا نزعجه ثانيةً . عدنا إليها . دخلنا لصحنِ الميدان ، هنالك رصيفي يناديني ؛ ترتمي عليه الأبدان ، و إذ بطبيبةٍ تغطيني بأوراق الجرائد . تبتسم قائلةً : ألهذا الحد العشق ؟! فقلت : أنه عشق فريد كما عشقكِ ... من أتى بكِ لهنا ؟! أليس العشق ؟ الوالد الذي أذن لكِ بالمعيشة وسط الألوف و هو ينتظر جثمانكِ . أليس عاشقا . ليس جنوني من يقودني ... أنطري إليهم حولكِ .. الأطفال ، الشباب، الشيوخ ، كلهم أرهقهم عشقها . نفضتُ جرنالي ، سألت : إلى أين ؟ قلت : قرآن الفجر سأتوضأ ، و أهتف بحبها .
 0  0  1057