مقالة عن العراق بقلم: عبد المنعم الاعسم
بقلم: عبد المنعم الاعسم - 17-06-2014 | (صوت العراق)
يتزايد الكلام عن الحل السياسي لأزمة الموصل والمناطق الغربية، ويتشعب الى سلسلة من التصورات والمطالب تبعا للموقع السياسي الذي تنطلق منه الجهة صاحبة الكلام، وقد دخلت الامم المتحدة على خط البحث، وقيل ان المبعوث الدولي ميلادينوف يتحرك لتشكيل، او لتشجيع تشكيل مجموعة حكماء مقررين لجهة وضع الأولويات العاجلة للحل السياسي، بهدف مواجهة الجماعات الارهابية وانهاء وجودها وتجنيب البلاد المزيد من الانشقاقات والتوترات والحروب.
ويأتي كلام الرئيس الامريكي باراك اوباما عن استبعاد التدخل العسكري الامريكي في الازمة قبل وجود اتفاق بين الفصائل في العراق" وقوله ان "على القادة العراقيين اتخاذ قرارات صعبة والتوصل لحلول وسط للحفاظ على وحدة بلادهم" بمثابة رسالة امريكية لتحبيذ الحل السياسي، فيما يتناوب معارضو (النجيفي وعلاوي..) ومشايخ ورجال دين من المناطق الغربية على اطلاق نداءات الحل السياسي بديلا عن الحملة العسكرية التي تحاول طرد الجماعات الارهابية المسلحة من الموصل وغيرها.
على الارض سقطت آخر بروفات الحل السياسي الصادرة عن كابينة الحكومة بعنوان "المؤتمر الوطني لعشائر الانبار" حيث تقرر عقده في الخامس عشر من الشهر الجاري، وماتت المحاولة قبل ان ترى النور، واللافت انه لم يكن مرحب بها من شركاء المالكي في "التحالف الوطني" ولا من الجماعات السياسية والدينية النافذة في الانبار، وبقيت على الطاولة، بدلا من ذلك، سلسلة من بيانات وتصريحات عن الحل السلمي من جميع الاطراف من دون ترسيم لمحتوى واتجاهات هذا الحل، باستثناء المرور على خيار المصالحة الوطنية مرّ الكرام، كجثة مأسوف على حالها.
اجتياح الموصل من قبل داعش وحلفائها اضاف تعقيدا جديدا على خيار الحل السياسي، فبدلا من ان يعزز موقف المعارضين من الاحزاب والزعامات "الغربية" الموصوفة بالإعتدال والقريبة من العملية السياسية فقد اضعف مواقفها وحجتها وجعلها في موضع الاتهام بالتواطؤ مع المسلحين الارهابيين، وتقلص نفوذها الى ادنى منسوب له مع صعود التطرف وشعارات التجييش ومشاعر الخوف والهلع من اندلاع حرب اهلية ضروس.
الحل السياسي للازمة يتحول الى لغز او تمنيات لا ارضية لها في ظل طبول الحرب، فثمة من يؤكد انه متاح فقط حين يتخلى رئيس الوزراء عن منصبه وبدء الحوار مع الجماعات المسلحة (أو بعضها) كطريق لاستعادة الحد الادنى من الثقة بين فرقاء الصراع السياسي، والبعض الآخر يروج للحل السياسي ضمن اعادة بناء تجمع (او تحالف) لجميع الفئات والتكتلات المناهضة للارهاب والجماعات المسلحة خلف حكومة جديدة بولاية ثالثة للمالكي.. والبعض الثالث يراهن على حل لايمر من خلال هذه التشكيلات والزعامات السياسية المتصارعة.. بل من الشارع.
الم نقل انه لغز؟.
بمن يثق الإنسان فيما نواه؟ ...
ومن أين للحرّ الكريم صحاب؟
ابو فراس الحمداني
الاتحاد
يتزايد الكلام عن الحل السياسي لأزمة الموصل والمناطق الغربية، ويتشعب الى سلسلة من التصورات والمطالب تبعا للموقع السياسي الذي تنطلق منه الجهة صاحبة الكلام، وقد دخلت الامم المتحدة على خط البحث، وقيل ان المبعوث الدولي ميلادينوف يتحرك لتشكيل، او لتشجيع تشكيل مجموعة حكماء مقررين لجهة وضع الأولويات العاجلة للحل السياسي، بهدف مواجهة الجماعات الارهابية وانهاء وجودها وتجنيب البلاد المزيد من الانشقاقات والتوترات والحروب.
ويأتي كلام الرئيس الامريكي باراك اوباما عن استبعاد التدخل العسكري الامريكي في الازمة قبل وجود اتفاق بين الفصائل في العراق" وقوله ان "على القادة العراقيين اتخاذ قرارات صعبة والتوصل لحلول وسط للحفاظ على وحدة بلادهم" بمثابة رسالة امريكية لتحبيذ الحل السياسي، فيما يتناوب معارضو (النجيفي وعلاوي..) ومشايخ ورجال دين من المناطق الغربية على اطلاق نداءات الحل السياسي بديلا عن الحملة العسكرية التي تحاول طرد الجماعات الارهابية المسلحة من الموصل وغيرها.
على الارض سقطت آخر بروفات الحل السياسي الصادرة عن كابينة الحكومة بعنوان "المؤتمر الوطني لعشائر الانبار" حيث تقرر عقده في الخامس عشر من الشهر الجاري، وماتت المحاولة قبل ان ترى النور، واللافت انه لم يكن مرحب بها من شركاء المالكي في "التحالف الوطني" ولا من الجماعات السياسية والدينية النافذة في الانبار، وبقيت على الطاولة، بدلا من ذلك، سلسلة من بيانات وتصريحات عن الحل السلمي من جميع الاطراف من دون ترسيم لمحتوى واتجاهات هذا الحل، باستثناء المرور على خيار المصالحة الوطنية مرّ الكرام، كجثة مأسوف على حالها.
اجتياح الموصل من قبل داعش وحلفائها اضاف تعقيدا جديدا على خيار الحل السياسي، فبدلا من ان يعزز موقف المعارضين من الاحزاب والزعامات "الغربية" الموصوفة بالإعتدال والقريبة من العملية السياسية فقد اضعف مواقفها وحجتها وجعلها في موضع الاتهام بالتواطؤ مع المسلحين الارهابيين، وتقلص نفوذها الى ادنى منسوب له مع صعود التطرف وشعارات التجييش ومشاعر الخوف والهلع من اندلاع حرب اهلية ضروس.
الحل السياسي للازمة يتحول الى لغز او تمنيات لا ارضية لها في ظل طبول الحرب، فثمة من يؤكد انه متاح فقط حين يتخلى رئيس الوزراء عن منصبه وبدء الحوار مع الجماعات المسلحة (أو بعضها) كطريق لاستعادة الحد الادنى من الثقة بين فرقاء الصراع السياسي، والبعض الآخر يروج للحل السياسي ضمن اعادة بناء تجمع (او تحالف) لجميع الفئات والتكتلات المناهضة للارهاب والجماعات المسلحة خلف حكومة جديدة بولاية ثالثة للمالكي.. والبعض الثالث يراهن على حل لايمر من خلال هذه التشكيلات والزعامات السياسية المتصارعة.. بل من الشارع.
الم نقل انه لغز؟.
بمن يثق الإنسان فيما نواه؟ ...
ومن أين للحرّ الكريم صحاب؟
ابو فراس الحمداني
الاتحاد