أخبار قناة الشمس

×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
المخرج محمد فرحان

Habiba Meherzi قراءة نقدية لسانية دلالية لقصيدة"في مثل هذا الحنين" للشاعرة Rinad elkhansae كيف يصبح رقاد " الرفات" خير بديل للمعاناة؟

Habiba Meherzi

قراءة نقدية لسانية دلالية لقصيدة"في مثل هذا الحنين" للشاعرة Rinad elkhansae
كيف يصبح رقاد " الرفات" خير بديل للمعاناة؟
وما هي اسباب الصراع بين الزمان الهش والمكان الوهمي لشاعرة تحارب بقرطاس ومداد نشاز؟
قصيدة نثر بجزءين :
_الاول تستهله ب"في مثل" كنا سنسبقها املين الغوص في مفعول فيه للزمان او حتى المكان، انتظرنا من المركب البدلي "هذا" المبدل منه ليكون البدل زمنا "اليوم" حسب المالوف لكن ارتدادا يرجعنا "الحنين" ليصبح، رغم انه مكون عاطفي وجداني، دالا على الزمان المضمن (الماضي) ، فيصير مؤشرا عن بداية ما وتحول يؤرخ له، لكن تواتر اسماء ذات الصلة بالمكان تجعل الحدث الغير عادي "تفتح الامنيات لي بابا في سراب" فالامنيات تتصدر الفواعل لكن مجال الانفراج ارتبط "بالسراب" وهو وهم بصري افقي وثيق الصلة بوضعية الشخصية "العطش" في المخيال الانساني والبحث عن سد النقص من خلال الامنيات "كفاعل معرفة في صيغة الجمع، امل وتفاؤل والمفعول به "لي" المستفيد هي المتكلمة المفردة و "بابا" نكرة تهميشا وسلبية . هذا المطلع الذي خلناه طلليا ولو ب" امنيات وسراب" في نسق اخباري سيتاكد ب" أنساك" واذا المتكلم اامفرد هو الفاعل المقدر والمفعول به المخاطب المفرد والحدث ليس الا من سجل الحنين والامنيات "انساك" جملة فعلية بسيطة تقريرية مثبتة حدثها غير منقض وكان النسيان يتم على مراحل بل ارى القارئ العربي وهو يقرا الجملة سيستحضر كوكب الشرق ويكمل الجملة( ده كلام) اذن فاستحالة النسيان مضمنة في ذاكرة الشاعرة والمخاطب وحتى القارئ اذن فنخن امام وجدانيات ، والطباق العمد (انساك≠تذكر) لكن فاعل التذكر من الطبيعة "شقائق النعمان" وهو عنصر طبيعي دوري متجدد مرتبط بالزمان (الربيع) والمكان (منفتح) لكن الشّاعرة تستنجد بمعجم الرومنطيقيين "معجم الحدائق" وهي مكونات طبيعية يتدخل فيها الانسان وهي محدودة محمية.، كامكنة للالهام وتلافي النسيان ،لكن المعجم يبقى رهين "حولين" وفي اللفطة تناص مع القران رغم اختلاف السياقين ظاهريا "والوالدات يرضعن اولادهن حولين كاملين" والشاعرة اصطفت "حولين" عوض سنتين اوعامين لتؤكد على التضحية والعطاء لكن "حسرة" كتمييز كشفت معاناة بتضمين ماض افلت وانتهى ولم تتبق منه الا اسباب "الحسرة" ليكون جزءا ولو نسبيّا من طول المدة مع مفعول لاجله يبرر الهدف والغرض من "الحولين" "لانقذ ابتسامتي من الوجع" الابتسامة اما ان تكون او لا تكون،" والوجع" وان كان في ترادف مع الحسرة الا انه في طباق كلي مع" ابتسامتي"مع الالحاح على النسيان وهي في جناس غير تام مع "انساك" لكن دخول القمر على الخط في غيابي "تطوح بنا الشاعرة الى غرض طالما ضرجه النقاد لوما وتقريعا (الفخر) فالغياب غير الادوار وصار القمر نائب فاعل يُمدح. يعني ان القمر صار بديلا لا وجود له الا بغياب الساردة
في هذا الجزء وان غلب عليه الافعال المضارعة غير المنقضية فقد صور صخبا واضطرابا وهياما وصل حد الرغبة في ادراج الاسم في قائمة النسيان.
الجزء الثاني بركيزة تمويهية تؤشر للحنين وهو المصدر الثابت قبل الفعل "حنّ" او العكس بالفعل كأصل منه تشتق كل الاسماء حسب مدرستي البصرة والكوفة، وحنْ الى الشيء اشتاق له وامل في العودة له والاشارة الى هذا فيه تعظيم وابراز، وبالناسخ النافي "لست" "آخر الحالمين" مركب اضافي ينفي النهاية ويجعل الامر متواترا مألوفا متواصلا و يخرج التجربة من الفرد الى المجموعة، من الجزء الى الكل، ليكون اشبه بالقاعدة او التجربة والحكمة الانسانية التي تجيز للبشر ان يكونوا "حالمين" .
والعودة الى الجمل الخبرية التقريرية المثبتة بفعلها الماضي مع الحال "جنبا الى جنب" لدفع القارئ وفي هذا المستوى بالذات كي يستحضر المكان المؤثث للحدث "سرنا" ايهام بالانفراج وبجولة عشقية لحبيبين يخافان النسيان ،لكن خيبة الامل في تحديد المكان الافتراضي "في القصيد" وحتى القصيد هو ما قل عن عشرة ابيات من الشعر، فالقصر اهم صفة فيه لتغرقنا من جديد في الوهم والسراب والحنين. مع اعجاب" بروعة النظم " "والتي تصبح هي الفاعلة والمؤثرة في الشاعرة والتي ستلجا مرة اخرى للفخر" كنت الواصفة والموصوفة والصفات" و الجناس غير التام بين الكلمات الثلاثة للتاكيد على الحدث المشتق من جذر (و، ص، ف) ليؤكد على الفاعلية والمفعولية والحدث ،فالمسالة بالاساس وصف وامتاع لكن اليقين من عدم انقضاء الحدث في المستقبل "لن احمل القرطاس" والقرطاس في الذاكرة العربية (.... والقرطاس والقلم) وقد قالها المتنبي في سياق فخري لكن الشاعرة تميز "النشاز "وهو كل ما يخرج عن المالوف وبه عيب يستثنيه من جمالية ما يقابله في المعجم، لكن النشاز ارتبط بالمداد وهو الحبر الذي به تصف وتكتب وتعبر" لفؤاد الم الحنين" والاضافة "الم الحنين "تعيدنا الى مربع الانطلاق لنكتشف ان الحدث والمعضلة وجدانية عاطفية بمعجم ماساوي" الم وحنين ووجع ونسيان، ليحدد الزمان ويصبح رهين" حين يغضب "مفعول فيه للزمان يحدد الزمن" يعلن الحرب على حداده "وهذا التصعيد الذي يصل قمة التازم "الحرب والحداد "وهي النهاية المفروضة على علاقة هشة" بحولين حسرة" لكن الزمان المرهون بالغضب والمؤدي الى اعلان الحرب على الحداد "ستؤثّث له ظرفا مكانيا يتلاءم مع الحدث الماساوي "تحت ظل السنديانة "وهي شجرة تثمر "البلوط" وتعرف بانها معمرة وقد تعيش بين 500سنة و2000سنة وتكثر في فلسطين وهي التي سيرقد تحتها الرفات" والرفات هو مايتبقى من الهيكل العظمي للكائن الحي بعد زوال كل مكوناته والسنديانة كمكون طبيعي تدخل في تضاد مع" شقائق النعمان "المساعدة على الذكرى رغم هشاشتها. فانغلقت القصيدة" على "الرفات "في مكان ثابت متاصل ضارب في القدم "السنديانة" كنتيجة ل"حنين " وامنيات وحسرة والم ووجع خلفها ماض اليم .
قصيدة ضجت بصراع وجداني غاب فيه الحبيب وحضرت الذكريات تتصارع في ساحة وهمية تارجحت بين السراب والامنيات والقصيد والسنديانة وتحتها الرفات.
قصيدة وجدانية فخرية الى حد ما لاننا لم نطلع على الحدث القادح والذي حضر بالغياب، ولم ندر ما السبيل الى سد النقص في فؤاد بالم وحنين.
ملاحظة كان بالامكان ان تتجاوز القصيدة الانا لتحفل بالغائب ولتكتمل الصورة الشعرية في ذهن القارئ وتتوضح العلاقة المتوترة وتتحدد الاسباب والمسببات، شان الشعر العربي القديم الذي يجعل القصيدة ركحا عليه تتحرك الشخصيات المساعدة والمعرقلة ويتوضح الحدث ان كان هجرا او حبا اووصالا او وشاية... لكن لكل مرحلة نواميسها وابتكاراتها ايجازا وتعميما وترميما لما تفرضه الحداثة اليوم.
حبيبة المحرزي
تونس
في مثل هذا الحنين
تفتح الأمنيات لي...
بابا في سراب
أنساك..
تذكرني شقائق النعمان
أحتاج لمعجم الحدائق
وحَولين حسرة
لأنقذ ابتسامتي..
من الوجع
وأكتب اسمي...
في قائمة النسيان
و في غيابي....
يُمدح القمر
في مثل هذا الحنين
لست...
آخر الحالمين
سرنا جنبا إلى جنب
في القصيد
تسكرني...
روعة النظم
كنت الواصفة والموصوفة
والصفات...
لن أحمل القرطاس
نشاز المداد
ولا الفؤاد...
ألم الحنين
فحين يغضب
يعلن الحرب على حداده
و تحت ظل السنديان
يرقد الرفات....
image
 0  0  149