×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
المخرج محمد فرحان

#وفاء_أنور ولهذا نجحت المرأة ! ياسيدى اخفض صوتك لقد مللنا حديثك ، ونبرة صوتك التى تشبه الصاعقة . إن صوتك يرتجف ضعفًا دون أن تدرى . ليست الرجولة حنجرة مَن تعلو على مَن وليست الأصوات العالية رايات نصرٍ تأتى بها وترفعها فى سمائنا لتملأ قلوبنا ذعرًا . أنت ل

#وفاء_أنور
ولهذا نجحت المرأة
image
!
ياسيدى اخفض صوتك لقد مللنا حديثك ، ونبرة صوتك التى تشبه الصاعقة . إن صوتك يرتجف ضعفًا دون أن تدرى . ليست الرجولة حنجرة مَن تعلو على مَن وليست الأصوات العالية رايات نصرٍ تأتى بها وترفعها فى سمائنا لتملأ قلوبنا ذعرًا . أنت لم تعد تدرك أنك تهدم بذلك تمثال رجولتك الذى بنيناه لك وتحطمه بيدك أنت ؛ فهناك أمم تدار بصوتٍ خفيضٍ ، وتبقى فى العلا رمزًا وأمم أخرى يملؤها الضجيج وهى إلى سابع أرض ٍ تنتمى . لماذا توهم بعض رجال أمتنا أن الرجولة صراخًا ؟ لماذا لم يتعلموا ثقافة الحوار والمناقشة الهادئة ؟ لماذا لم يجربوا يومًا أن يتنازلوا عن تلك الصفة البغيضة ؟ ياسيدى أنا امرأةٌ حديثها همسٌ قمت بكل مهامك ، وأنا أنظر فقط لأبنائى الذين يفهمون صمتى ويدركون غضبى ويعلمون أنى امرأة لم تكن يومًا ضعيفة ويفخرون بى . إلى متى يارجال أمتنا ستتملككم الغضبة الحمقاء ؟ حتى أننا معظم النساء لانعرف كيف نحاكيكم ، ونسرد لكم مايدور بداخلنا ، وقد تضطر الكثيرات منا أن تحجب الحقيقة ؛ لتحقق الهدوء ، والسلام . وهنا تقع بعض الأمور الكارثية . هل هذا ماتعلمتونه من الشرائع السماوية ؟ أم أن هذا ميراث ثقيل كتب علينا أن نتحمله ونتحمل تبعاته ؟ علمتكم أمهاتكم أن تملأوا فضاءنا الرحب صراخًا أم ورثتم هذا من أباءٍ وأجدادٍ ؟ تحدثوا معنا بهدوء . أخبرونا لعلنا نستريح . يؤلمكم أن تقود المرأة سفينة بيتها لتحافظ على الشكل الاجتماعى اللائق الذى يستحقه أبناؤها ، ويؤلمنا كونكم تحولتم إلى ظاهرة صوتية . فلا نصيحة بدون غضب تأتى منكم ، ولاتفكيرًا هادئًا تربتون به على أكتافنا نحن نساء الشرق اللاتى مللن طريقتكم تلك . مللنا صراخكم وحواركم الذى يتحول فى كل مرة إلى حلبة مصارعة من تفوق على من ؛ ومن استطاع أن يجرح من ! متى تتعلمون ؟ ومتى تحملون معنا وعنّا تلك المسئوليات الجسام ؟ لنا الله معشر نساء الشرق فأنا أشعر بكن وأتمنى أن أعبر بكلماتى عما ضاقت به صدوركن وعجزت عن وصفه كلماتكن . أشعرحين تصرخ ياسيدى معتقدًا بأن الرجولة سكنت حنجرتك فقط أننى أمام مشهدٍ للمصارعة فى عصر الرومان قديمًا حين يتركون الفرد يواجه أسودًا شرسة أراها معادلة ليست عادلة . ياسيدى قف وتحدث مع نفسك فى لحظة صدق وانظر إلى رسل الله جميعًا الذين غرسوا فى داخلنا عقائدًا لاتغادرنا حتى برحيلنا ولم يكن حديثهم إلا همسًا . أعلم أن كلماتى ستؤذيك قليلًا ؛ ولكنها من أجلك حقًا أرجو أن أضعك داخل الصورة فأولادك يرون أمامهم مكبرًا صوتيًا وليس أبًا . هون على نفسك فالجميع سيعيش وسيكبر ويصنع لنفسه حياةً أقسم فيها بينه وبين نفسه ألا يكون صورة مكررةً منك صدقنى ، وقد تكون تلك الحسنة الوحيدة التى قدمتها لهم فى رسالةٍ بلا صوتٍ لاتتبعون طريقتى فهى لم تكن طريقةً مثلى . أعود كعادتى أرفق بك أشاركك مصاعب الحياة أدرك دورك ولاأنكره ولكنى أرجوك وأتوسل إليك كثيرًا وأهمس فى أذنك بصوت حانٍ عزيزى الرجل اخفض صوتك فنحن تعودناه ولم نعد نخافه ولانخافك أيضًا ، ولم نجد فى طريقتك إلا العناد الذى أصبح جليسًا لنا فقدنا لغة الحوار كرهنا أن تخرج كلماتنا فتحطمها بغضبتك التى لاتجدى نفعًا . استيقظ ياسيدى من غفلتك التى طالت ؛ فالدنيا تغيرت والعالم لم يبق بصورته التى كان عليها . ياسيدى إن أبناءنا أصبحوا يعرفون الحياة أكثر منا فكم ينصحوننا بأن نصبح لهؤلاء أصدقاء أو نغادر هؤلاء ونحن ننظر إليهم فى ذهولٍ ، ولسان حالنا يقول هل كبرتم إلى هذا الحد ؟ نعم كبروا ، وتعلموا وفهموا حديث زمانهم أكثر منّا . عليك ياسيدى عندما تجد هذا أن تحترم سنن الكون . كفاك عنادًا كفاك صراخًا فما جنينا من ورائه إلا فجوةٍ عميقة جعلتنا أغرابًا ! نريد أن ننطق وننتبه إلى أى نتيجة سنصل بعد أن نقول كلمتنا فنؤثر الصمت فى يأسٍ . كم حولت امرأة حديثًا غير مجدٍ إلى برٍ آمنٍ بحكمتها ! أعود وأكرر نحن نقدرك ولاننكر دورك ولهذا نبلغك قبل فوات الأوان أن خريطتك التى تتبعها بخطواتك تلك لن توصلك إلى مكانك ومكانتك التى ترجوها لأنها ببساطة لم تعد هى فالمستحدثات كثرت وأنت مازلت تسير على طريقةً مضت ومضى عهد من اتبعوها . عد ياسيدى وحدث نفسك بعد أن تقرأ رسالتى ولكننى أعود لأرجوك أن تحدث نفسك وأنت هادىء فقد رأيت بنفسك أن الصراخ لم يكن أبدًا مرادفًا لكلمة رجل ولم تنتصر المرأة غالبًا إلا بأسلحتها الوحيدة والرشيدة حنانها ، وحكمتها ، واحتوائها لكل من حولها . ولهذا نجحت المرأة .
 0  0  147