Wafaa Anwar #وفاء_أنور عودوا ؛ لتكملوا حلمكم
Wafaa Anwar
#وفاء_أنور
عودوا ؛ لتكملوا حلمكم
فى لحظةٍ ما قررت أن أغلق كل الأبواب ، وأتحدث فيها إلى نفسى ، وقد استحضرت كل مراحل حياتى بعد أن مررت بالعقد الخامس من عمرى قررت أن أستحضر طفولتى البريئة ومراهقتى الرومانسية الحالمة وشخصية الأم الثلاثينية المسئولة عن تربية أطفالها ، وكذلك تلك الأربعينية الراشدة ، والآن الخمسينية التى توجه الجميع وتحدث نفسها بأن العمر الفائت لن يعود كله فتملأنى إصرارًا على اللحاق بأحلامى قبل أن ينقضى الأمر ويمر باقى العمر . الآن أجد فى نفسى حنينًا لتلك المراهِقة الحالمة التى تمسك بين يديها ديوان شعر أو تستمع إلى أغنية من أغانى الحب وهى سارحة وغارقة فى الخيال تمتلك العديد ، والعديد من الأفكار والطموحات والأحلام الوردية . انتظروا لقد خرجت الصغيرة من حجرتها الآن فاتحة الباب دون إذنٍ ، وباندفاع الشباب أوبخها وأنهرها قائلة : ماالذى أتى بك الآن إلى هنا ؟ عودى إلى غرفتك رتبى لعبك وامسكى بأقلامك الملونة وارسمى ماتشائين .
اذهبى فقد كبرت أنا على تلك الأشياء ، وأعتز حينها بأنى قد كبرت كم أنا ساذجة ، ففى يوم سأقف باكية على تلك السنوات ، وأتمنى عودتها علها تعود بى إلى ماضٍ بعيد حلوًا كان أو مرًا المهم هوالعودة ولكن .... ! قبل أن تستمتع المراهقة الحالمة بوقتها كاملًا . فجأة ظهرت فى المشهد تلك الأم الثلاثينية بأعبائها ، ومسئولياتها التى جعلت فيه أطفالها يحتمون خلف ظهرها كجبلٍ شامخ هى الحب والأمومة ، والأمل فى مستقبل رائع لأطفالها يدفعونها دفعًا للعمل ، وتعود فى اليوم التالى لرحلتها كقطار لاتوقفه محطات . تشتكى أحيانًا ، وتصمت كثيرًا ؛ فقد كبلتها المسئولية ونسيت لبعض الوقت طفولتها مراهقتها وحيويتها . لقد وهبت نفسها وعمرها ومجهودها لهؤلاء القابعين أمامها لهؤلاء الذين ستصحبهم معها إلى ميدان القتال نعم فهى ستحارب بهم ومن أجلهم العالم ، وتدفع بكل رغباتها وأحلامها وأمنياتها فى اتجاه واحد فقط اتجاه أمومتها . تعالوا لنغادر تلك الحقبة فقد تألمت كثيرًا فيها ، ومازلت أتحمل جزءًا منها ليس بقليل ، وإن كان مختلفًا بعض الشئ ؛ فالصغار قد كبروا ، وكبرت معهم مسئولياتى نحوهم .
أتت الأربعينية الراشدة العاقلة التى جاهدت نفسها ، وغيرها ممن أرادوا العزف على أوتار قلبها ظانين بأنها لم تمر بتجارب مماثلة ، ومعتقدين بأن ساحتها خالية ، ولكنها بأعلى صوتٍ نهرتهم فعادت لرشدها . عادت الصغيرة مرةً أخرى فأتساءل بعصبية ماذا تريدين الآن اذهبى فلم أعد أحتمل إزعاجك فتبكى ، وأبكى معها طفولتى التى كانت خالية من المسئوليات . تطربنى فيها غنوة أو إيقاع فأتراقص معترفة بأنوثتى التى فطرنى الله عليها ؛ فقد ولدت فى عصرٍ لايحرم هذا ، ولايمنعه قبل أن تتحول حياتنا جحيمًا بفعل فتاوى البعض الذين يقتلون فى الأنثى براءتها ويحرمونها من السعادة . يحرِّمون عليها أن تطل من نافذتها ؛ لترى العالم بعيونها وليس بعيون الكبار من حولها . وتلك الخمسينية هاهى قد أتت مثقلةً تريد أن تعوض مافاتها من عمرها تريد أن ترى العالم هى الأخرى .
تطرق باب طفولتها أحيانًا تمسك بيديها أشياءً تنسج بها بعض الأحلام . وتطل على المراهقة الجميلة الملفتة الجذابة المتمتعة بحيويتها تجلس كثيرًا معها دون ملل فهى لاتود أن تعود من منطقتها ولكن ....! ثم تمر سريعًا بتلك الأم الثلاثينية المجهدة وترفض البقاء هناك طويلًا فقد عانت وتحملت فوق طاقتها حتى أنها مازالت تتألم من تلك المعاناة ومن ثقل المسئولية حتى يومها هذا . تمر بالأربعينية الراشدة التى قد امتلكت بعض الحكمة بفعل مامرت به من تجارب ومن صعوبات واحباطات تستمع إلى جملةٍ منها وتدير ظهرها فهى قد تعلمت أن العمر يسير باتجاه الأمام وهى لاتريد أن تفقد ماهو آتٍ منه .
وفى تلك المحطة الحالية تقف الخمسينية المتمسكة بتحقيق أحلامها التى قد تدفعها رغبتها فى تحقيق ماتم مصادرته من أشياءٍ أحبتها وتمنتها أن تسارع وتسبح بكل قوتها ؛ لتصل إلى شاطئ تحقيق الذات .. وهنا تعود الصغيرة فكل الشخصيات قد تجمعت وسألتها فى آنٍ واحد ماالذى أتى بك الآن ؟ لقد شارفنا على نهاية الرحلة فتخبرهم بأنها تريد أن تشاهد وترى لتتعلم فيعترفن جميعًا بأن التعلم ليس له عمر معين وبأن كل شخصية منهن لن تستطيع الانفصال عن الأخرى . أدركت الآن أن كل منا يحمل العديد من الشخصيات بداخله ، ولن أخفى عليكن أننى أستحضرأحيانًا روح كل شخصية لأعيش معها كما عشت من قبل ؛ فالملل يغتالنى ببطء ، والحياة داخل قالب واحد تشعرنى بالاختناق . وللجميع أقول مهما مر بكم العمر لاتنسوا أن تعيشوا فيه أنفسكم . لاتتخلوا عن ماضيكم ، ولاتنسوا حاضركم ، أو مستقبلكم . تذكروا ألا تبقوا هناك كثيرًا عودوا لتكملوا حلمكم ، وتحققوا ماأردتم لأنفسكم .
#وفاء_أنور
عودوا ؛ لتكملوا حلمكم
فى لحظةٍ ما قررت أن أغلق كل الأبواب ، وأتحدث فيها إلى نفسى ، وقد استحضرت كل مراحل حياتى بعد أن مررت بالعقد الخامس من عمرى قررت أن أستحضر طفولتى البريئة ومراهقتى الرومانسية الحالمة وشخصية الأم الثلاثينية المسئولة عن تربية أطفالها ، وكذلك تلك الأربعينية الراشدة ، والآن الخمسينية التى توجه الجميع وتحدث نفسها بأن العمر الفائت لن يعود كله فتملأنى إصرارًا على اللحاق بأحلامى قبل أن ينقضى الأمر ويمر باقى العمر . الآن أجد فى نفسى حنينًا لتلك المراهِقة الحالمة التى تمسك بين يديها ديوان شعر أو تستمع إلى أغنية من أغانى الحب وهى سارحة وغارقة فى الخيال تمتلك العديد ، والعديد من الأفكار والطموحات والأحلام الوردية . انتظروا لقد خرجت الصغيرة من حجرتها الآن فاتحة الباب دون إذنٍ ، وباندفاع الشباب أوبخها وأنهرها قائلة : ماالذى أتى بك الآن إلى هنا ؟ عودى إلى غرفتك رتبى لعبك وامسكى بأقلامك الملونة وارسمى ماتشائين .
اذهبى فقد كبرت أنا على تلك الأشياء ، وأعتز حينها بأنى قد كبرت كم أنا ساذجة ، ففى يوم سأقف باكية على تلك السنوات ، وأتمنى عودتها علها تعود بى إلى ماضٍ بعيد حلوًا كان أو مرًا المهم هوالعودة ولكن .... ! قبل أن تستمتع المراهقة الحالمة بوقتها كاملًا . فجأة ظهرت فى المشهد تلك الأم الثلاثينية بأعبائها ، ومسئولياتها التى جعلت فيه أطفالها يحتمون خلف ظهرها كجبلٍ شامخ هى الحب والأمومة ، والأمل فى مستقبل رائع لأطفالها يدفعونها دفعًا للعمل ، وتعود فى اليوم التالى لرحلتها كقطار لاتوقفه محطات . تشتكى أحيانًا ، وتصمت كثيرًا ؛ فقد كبلتها المسئولية ونسيت لبعض الوقت طفولتها مراهقتها وحيويتها . لقد وهبت نفسها وعمرها ومجهودها لهؤلاء القابعين أمامها لهؤلاء الذين ستصحبهم معها إلى ميدان القتال نعم فهى ستحارب بهم ومن أجلهم العالم ، وتدفع بكل رغباتها وأحلامها وأمنياتها فى اتجاه واحد فقط اتجاه أمومتها . تعالوا لنغادر تلك الحقبة فقد تألمت كثيرًا فيها ، ومازلت أتحمل جزءًا منها ليس بقليل ، وإن كان مختلفًا بعض الشئ ؛ فالصغار قد كبروا ، وكبرت معهم مسئولياتى نحوهم .
أتت الأربعينية الراشدة العاقلة التى جاهدت نفسها ، وغيرها ممن أرادوا العزف على أوتار قلبها ظانين بأنها لم تمر بتجارب مماثلة ، ومعتقدين بأن ساحتها خالية ، ولكنها بأعلى صوتٍ نهرتهم فعادت لرشدها . عادت الصغيرة مرةً أخرى فأتساءل بعصبية ماذا تريدين الآن اذهبى فلم أعد أحتمل إزعاجك فتبكى ، وأبكى معها طفولتى التى كانت خالية من المسئوليات . تطربنى فيها غنوة أو إيقاع فأتراقص معترفة بأنوثتى التى فطرنى الله عليها ؛ فقد ولدت فى عصرٍ لايحرم هذا ، ولايمنعه قبل أن تتحول حياتنا جحيمًا بفعل فتاوى البعض الذين يقتلون فى الأنثى براءتها ويحرمونها من السعادة . يحرِّمون عليها أن تطل من نافذتها ؛ لترى العالم بعيونها وليس بعيون الكبار من حولها . وتلك الخمسينية هاهى قد أتت مثقلةً تريد أن تعوض مافاتها من عمرها تريد أن ترى العالم هى الأخرى .
تطرق باب طفولتها أحيانًا تمسك بيديها أشياءً تنسج بها بعض الأحلام . وتطل على المراهقة الجميلة الملفتة الجذابة المتمتعة بحيويتها تجلس كثيرًا معها دون ملل فهى لاتود أن تعود من منطقتها ولكن ....! ثم تمر سريعًا بتلك الأم الثلاثينية المجهدة وترفض البقاء هناك طويلًا فقد عانت وتحملت فوق طاقتها حتى أنها مازالت تتألم من تلك المعاناة ومن ثقل المسئولية حتى يومها هذا . تمر بالأربعينية الراشدة التى قد امتلكت بعض الحكمة بفعل مامرت به من تجارب ومن صعوبات واحباطات تستمع إلى جملةٍ منها وتدير ظهرها فهى قد تعلمت أن العمر يسير باتجاه الأمام وهى لاتريد أن تفقد ماهو آتٍ منه .
وفى تلك المحطة الحالية تقف الخمسينية المتمسكة بتحقيق أحلامها التى قد تدفعها رغبتها فى تحقيق ماتم مصادرته من أشياءٍ أحبتها وتمنتها أن تسارع وتسبح بكل قوتها ؛ لتصل إلى شاطئ تحقيق الذات .. وهنا تعود الصغيرة فكل الشخصيات قد تجمعت وسألتها فى آنٍ واحد ماالذى أتى بك الآن ؟ لقد شارفنا على نهاية الرحلة فتخبرهم بأنها تريد أن تشاهد وترى لتتعلم فيعترفن جميعًا بأن التعلم ليس له عمر معين وبأن كل شخصية منهن لن تستطيع الانفصال عن الأخرى . أدركت الآن أن كل منا يحمل العديد من الشخصيات بداخله ، ولن أخفى عليكن أننى أستحضرأحيانًا روح كل شخصية لأعيش معها كما عشت من قبل ؛ فالملل يغتالنى ببطء ، والحياة داخل قالب واحد تشعرنى بالاختناق . وللجميع أقول مهما مر بكم العمر لاتنسوا أن تعيشوا فيه أنفسكم . لاتتخلوا عن ماضيكم ، ولاتنسوا حاضركم ، أو مستقبلكم . تذكروا ألا تبقوا هناك كثيرًا عودوا لتكملوا حلمكم ، وتحققوا ماأردتم لأنفسكم .