رياض محسن المحمداوي في ذكرى رحيل العلامة {الشيخ جلال الدين الحنفي البغدادي} .
رياض محسن المحمداوي
في ذكرى رحيل العلامة
{الشيخ جلال الدين الحنفي البغدادي} .
الشيخ جلال الحنفي الفقيه والعالم ألآدبي وإلآسلامي . الموسوعي والكاتب والصحفي والمؤرخ و الغوي العراقي الجنسية المولود في بغداد عام 1914م والمتوفى في مدينة بغداد في يوم 5 آذار من عام 2006م.
درس في المرحلة الأبتدائية في بغداد وتخرج منها في عام 1930م.
درس بكلية الأمام الأعظم الدينية في جامع أبي حنيفة.
ألتحق في عام 1939م بالأزهر الشريف في القاهرة.
عمل في مجال التعليم الديني وفي الوعظ في الجوامع حيث بدأ حياته كخطيب في جامع المرادية في بغداد عام 1935.
سافر إلى الصين لتدريس الدين والدعوة الأسلامية حيث قام بتدريس اللغة العربية في معهد اللغات الأجنبية في بكين و شنغهاي في الصين عام 1966.
قام بتدريس علم التجويد في معهد الفنون الموسيقية في بغداد.
قدم برامج دينية وثقافية وتاريخية في راديو بغداد وتلفزيون بغداد.
اجرى في علم العروض تصحيحات كثيرة و نشرها في كتاب و اوجد نماذج للعروض فالرجز مثلا هو 8 بحور جعلها الحنفي 50 بحرا و اخترع بها اوزان جديدة.
ومن كتبه و مؤليفاته.
التشريع الأسلامي تاريخه وفلسفته عام 1940.
معاني القرآن عام 1941م.
آيات من سورة النساء عام1951م.
ثلاث سنوات في جوار الميتم الأسلامي عام 1955م.
صحة المجتمع عام 1955م.
الروابط الأجتماعية في الأسلام عام 1956م.
الحديث من وراء المكرفون عام1960.
المرأة في القرآن الكريم عام 1960.
الأمثال البغدادية عام 1964م.
المغنون البغداديون والمقام العراقي عام 1964.
رمضانيات عام 1988م.
شهر رمضان عام 1988م.
مقدمة في الموسيقى العربية عام 1989.
شخصية الرسول الأعظم قرآنيآ عام 1997.
كان الشيخ جلال الحنفي الرجل الذي يصعب حصره في خانة معينة.
فهو ذاكرة بغداد كما يحلو لاغلب الباحثين اطلاق هذا الوصف عليه، ولهذا فأن تسمية (الشيخ) السابقة لاسمه، لا تمثل في حقيقتها الا وجهاً واحداً، حيث اشتغل الحنفي فيما عمل بالعلوم الدينية وتفسير القرآن الكريم .
وكان له في ذلك باع طويل مثلما عمل في التعليم والصحافة وشغل العديد من المواقع الدينية كان آخرها امام وخطيب جامع الخلفاء الذي واصل العمل فيه عقوداً طويلة وحتى وفاته .
والشيخ جلال، ولقبه البغدادي، من مواليد 1914، كان منذ نشأته الاولى معروفاً بالنشاط والتوزع، فقد حاول ان يجمع اكثر من رمانة في يد واحدة وقد نجح في ذلك نجاحاً عظيماً، وان كان متفاوتاً، فمع الشعر كانت له صولة منذ عهد الصبا، حافظاً لعيونه وناظراً فيه وناقداً له بل عني بنظمه، وترك الكثير منه، الا انه لم يسجن نفسه داخل اسواره، وانما كان يلجأ اليه كلما اشتاقت روحه الى التعبير عن شجونها ولواعجها، وكان له مع الصحافة وقفة اطول، حتى انه في العام 1939 اصدر مجلة عنوانها (الفتح) الا انه لم يستطع مواصلة إصدارها فتوقفت بعد 13 عدداً، والغريب انه بعد مضي 64 سنة على توقفها، عاد الى اصدارها ثانية بعد الاحتلال الامريكي في نيسان 2003.
والحقيقة فأن الصحافة كانت من ابرز المحطات في حياته، فقد نشر مئات المقالات، كما كانت له العديد من الزوايا والابواب الثابتة في الصحافة العراقية لعل من اكثرها ذيوعاً (رؤوس اقلام) التي استمرت اعواماً طويلة، وتكشف كتاباته الصحفية عن قدر كبير من ثقافته الموسوعية اولاً، وعن فهمه لدور الصحافة ثانياً، حيث يلاحظ ابتداء بأنه شديد العناية بنقد الظواهر السلبية في الحياة، وهي وظيفة رئيسة من وظائف الصحافة، ومن هنا كنا نقرأ نقوداته وانتقاداته لكل صغيرة وكبيرة من الشؤون اليومية التي تلامس حياة المواطن المباشرة، مع أنه كان في الثمانين من العمر، وقد تميز اسلوبه الصحفي بالاقتضاب الشديد مع التركيز على الدقة والتركيز في ايصال المعلومة باقصر الطرق واكثرها وضوحاً وسلاسة، ومن المفيد هنا الاشارة الى ان جزءاً غير يسير من تلك الملاحظات النقدية كانت ترتبط بطبيعة اهتماماته الثقافية، فقد كان يرصد (اخطاء) المذيعين والمذيعات في اجهزة الاذاعة والتلفزيون، سواء تلك التي تتعلق باللغة والنحو ام تلك المتعلقة باصول الالقاء، وهو الامر الذي كان يدلل على تبحر علمي عميق باللغة وقواعدها، وبأصول الالقاء وضوابط المد والدغم والوقف.. الخ مثلما كان يقدم العديد من الملاحظات الخاصة بقضايا التراث تصويباً لمعلومة وتصحيحاً لرأي، وكان الشيخ مصدراً مهماً من المصادر التي يرجع اليها الباحثون والاعلاميون في أي شأن من شؤون التراث وعاداته وتقاليده وحكاياه وامثاله، وله في هذا المجال الكثير من البحوث والمقالات والاشارات والتصويبات، وقد لا يثير استغرابنا ان تحتل الموضوعات التراثية حيزاً واسعاً من مجلة (الفتح) التي اصدرها عام 1939 كما سبق القول.
على ان اللافت للنظر هو ان اهتمام الحنفي قد انصب بالدرجة الاولى- زيادة على اهتمامه بالتراث العراقي عامة والبغدادي خاصة- على التراث الموسيقي وفن المقام وكان له في ذلك (تنظيرات وكتابات دقيقة في وصف المقام واصول قراءته وقرائه وعازفيه وهواته) وقد خطا في هذا الميدان خطوة موفقة عندما عمد الى (تسجيل) كل ما يتعلق بالمقام قراءة وسلالم وانتقالات وايقاعات وقرارات واجوبة، تسجيلاً بالصوت والكلمة لكي يحفظ اصول هذا الفن من الضياع أو التلاعب.
لابد ان يثير اهتمام الحنفي بالمقام والموسيقى حفيظة المتشددين وحنقهم، لانه (رجل دين) من منظورهم ولا يحق له الخوض في قضايا الغناء والطرب والموسيقى، الا انه كان يمتلك من الجرأة والقناعة ما جعله متمسكاً بهذا التوجه والدفاع عن وجهة نظره التي تؤكد بأن الموسيقى علم والمقامات علم، وان تجويد القرآن الكريم والاذان والتهاليل والاذكار والتلاوة والاناشيد الدينية لا تقوم ولا تستقيم من غير معرفة دقيقة بالمقام العراقي الذي قال عنه (هو من بعض فروع الرياضيات والهندسة الصوتية العظيمة)، ووصفه في مكان آخر بأنه من الثروات التي لا تقدر بثمن.
رحم الله شيخ بغداد فقد كان موسوعة متكاملة بحق.
ومع ان الحنفي من اتباع الطريقة الرشيدية في قراءة المقام الا ان ذلك لم يمنعه من مرافقة عميد المقام العراقي الراحل محمد القبانجي، استاذاً له يعلمه اللغة وحسن التلفظ وضبط مخارج الحروف، ومعجباً بأدائه وصوته الساحر.
والحنفي بعد ذلك من الاعلام الذين اشارت اليهم بافاضة جميع معاجم وموسوعات الاعلام العراقية، وهو يحسن اللغة الصينية التي تعلمها واتقنها بعد انتدابه عام 1966 لتدريس العربية في معهد اللغات الاجنبية في بكين.. رحم الله العلامة والباحث في التراث الموسيقي العراقي واللغوي ورجل الدين الشيخ جلال الحنفي البغدادي فقد كان بستاناً من المعارف وموسوعة تمشي على الارض . رحمه الله.
في ذكرى رحيل العلامة
{الشيخ جلال الدين الحنفي البغدادي} .
الشيخ جلال الحنفي الفقيه والعالم ألآدبي وإلآسلامي . الموسوعي والكاتب والصحفي والمؤرخ و الغوي العراقي الجنسية المولود في بغداد عام 1914م والمتوفى في مدينة بغداد في يوم 5 آذار من عام 2006م.
درس في المرحلة الأبتدائية في بغداد وتخرج منها في عام 1930م.
درس بكلية الأمام الأعظم الدينية في جامع أبي حنيفة.
ألتحق في عام 1939م بالأزهر الشريف في القاهرة.
عمل في مجال التعليم الديني وفي الوعظ في الجوامع حيث بدأ حياته كخطيب في جامع المرادية في بغداد عام 1935.
سافر إلى الصين لتدريس الدين والدعوة الأسلامية حيث قام بتدريس اللغة العربية في معهد اللغات الأجنبية في بكين و شنغهاي في الصين عام 1966.
قام بتدريس علم التجويد في معهد الفنون الموسيقية في بغداد.
قدم برامج دينية وثقافية وتاريخية في راديو بغداد وتلفزيون بغداد.
اجرى في علم العروض تصحيحات كثيرة و نشرها في كتاب و اوجد نماذج للعروض فالرجز مثلا هو 8 بحور جعلها الحنفي 50 بحرا و اخترع بها اوزان جديدة.
ومن كتبه و مؤليفاته.
التشريع الأسلامي تاريخه وفلسفته عام 1940.
معاني القرآن عام 1941م.
آيات من سورة النساء عام1951م.
ثلاث سنوات في جوار الميتم الأسلامي عام 1955م.
صحة المجتمع عام 1955م.
الروابط الأجتماعية في الأسلام عام 1956م.
الحديث من وراء المكرفون عام1960.
المرأة في القرآن الكريم عام 1960.
الأمثال البغدادية عام 1964م.
المغنون البغداديون والمقام العراقي عام 1964.
رمضانيات عام 1988م.
شهر رمضان عام 1988م.
مقدمة في الموسيقى العربية عام 1989.
شخصية الرسول الأعظم قرآنيآ عام 1997.
كان الشيخ جلال الحنفي الرجل الذي يصعب حصره في خانة معينة.
فهو ذاكرة بغداد كما يحلو لاغلب الباحثين اطلاق هذا الوصف عليه، ولهذا فأن تسمية (الشيخ) السابقة لاسمه، لا تمثل في حقيقتها الا وجهاً واحداً، حيث اشتغل الحنفي فيما عمل بالعلوم الدينية وتفسير القرآن الكريم .
وكان له في ذلك باع طويل مثلما عمل في التعليم والصحافة وشغل العديد من المواقع الدينية كان آخرها امام وخطيب جامع الخلفاء الذي واصل العمل فيه عقوداً طويلة وحتى وفاته .
والشيخ جلال، ولقبه البغدادي، من مواليد 1914، كان منذ نشأته الاولى معروفاً بالنشاط والتوزع، فقد حاول ان يجمع اكثر من رمانة في يد واحدة وقد نجح في ذلك نجاحاً عظيماً، وان كان متفاوتاً، فمع الشعر كانت له صولة منذ عهد الصبا، حافظاً لعيونه وناظراً فيه وناقداً له بل عني بنظمه، وترك الكثير منه، الا انه لم يسجن نفسه داخل اسواره، وانما كان يلجأ اليه كلما اشتاقت روحه الى التعبير عن شجونها ولواعجها، وكان له مع الصحافة وقفة اطول، حتى انه في العام 1939 اصدر مجلة عنوانها (الفتح) الا انه لم يستطع مواصلة إصدارها فتوقفت بعد 13 عدداً، والغريب انه بعد مضي 64 سنة على توقفها، عاد الى اصدارها ثانية بعد الاحتلال الامريكي في نيسان 2003.
والحقيقة فأن الصحافة كانت من ابرز المحطات في حياته، فقد نشر مئات المقالات، كما كانت له العديد من الزوايا والابواب الثابتة في الصحافة العراقية لعل من اكثرها ذيوعاً (رؤوس اقلام) التي استمرت اعواماً طويلة، وتكشف كتاباته الصحفية عن قدر كبير من ثقافته الموسوعية اولاً، وعن فهمه لدور الصحافة ثانياً، حيث يلاحظ ابتداء بأنه شديد العناية بنقد الظواهر السلبية في الحياة، وهي وظيفة رئيسة من وظائف الصحافة، ومن هنا كنا نقرأ نقوداته وانتقاداته لكل صغيرة وكبيرة من الشؤون اليومية التي تلامس حياة المواطن المباشرة، مع أنه كان في الثمانين من العمر، وقد تميز اسلوبه الصحفي بالاقتضاب الشديد مع التركيز على الدقة والتركيز في ايصال المعلومة باقصر الطرق واكثرها وضوحاً وسلاسة، ومن المفيد هنا الاشارة الى ان جزءاً غير يسير من تلك الملاحظات النقدية كانت ترتبط بطبيعة اهتماماته الثقافية، فقد كان يرصد (اخطاء) المذيعين والمذيعات في اجهزة الاذاعة والتلفزيون، سواء تلك التي تتعلق باللغة والنحو ام تلك المتعلقة باصول الالقاء، وهو الامر الذي كان يدلل على تبحر علمي عميق باللغة وقواعدها، وبأصول الالقاء وضوابط المد والدغم والوقف.. الخ مثلما كان يقدم العديد من الملاحظات الخاصة بقضايا التراث تصويباً لمعلومة وتصحيحاً لرأي، وكان الشيخ مصدراً مهماً من المصادر التي يرجع اليها الباحثون والاعلاميون في أي شأن من شؤون التراث وعاداته وتقاليده وحكاياه وامثاله، وله في هذا المجال الكثير من البحوث والمقالات والاشارات والتصويبات، وقد لا يثير استغرابنا ان تحتل الموضوعات التراثية حيزاً واسعاً من مجلة (الفتح) التي اصدرها عام 1939 كما سبق القول.
على ان اللافت للنظر هو ان اهتمام الحنفي قد انصب بالدرجة الاولى- زيادة على اهتمامه بالتراث العراقي عامة والبغدادي خاصة- على التراث الموسيقي وفن المقام وكان له في ذلك (تنظيرات وكتابات دقيقة في وصف المقام واصول قراءته وقرائه وعازفيه وهواته) وقد خطا في هذا الميدان خطوة موفقة عندما عمد الى (تسجيل) كل ما يتعلق بالمقام قراءة وسلالم وانتقالات وايقاعات وقرارات واجوبة، تسجيلاً بالصوت والكلمة لكي يحفظ اصول هذا الفن من الضياع أو التلاعب.
لابد ان يثير اهتمام الحنفي بالمقام والموسيقى حفيظة المتشددين وحنقهم، لانه (رجل دين) من منظورهم ولا يحق له الخوض في قضايا الغناء والطرب والموسيقى، الا انه كان يمتلك من الجرأة والقناعة ما جعله متمسكاً بهذا التوجه والدفاع عن وجهة نظره التي تؤكد بأن الموسيقى علم والمقامات علم، وان تجويد القرآن الكريم والاذان والتهاليل والاذكار والتلاوة والاناشيد الدينية لا تقوم ولا تستقيم من غير معرفة دقيقة بالمقام العراقي الذي قال عنه (هو من بعض فروع الرياضيات والهندسة الصوتية العظيمة)، ووصفه في مكان آخر بأنه من الثروات التي لا تقدر بثمن.
رحم الله شيخ بغداد فقد كان موسوعة متكاملة بحق.
ومع ان الحنفي من اتباع الطريقة الرشيدية في قراءة المقام الا ان ذلك لم يمنعه من مرافقة عميد المقام العراقي الراحل محمد القبانجي، استاذاً له يعلمه اللغة وحسن التلفظ وضبط مخارج الحروف، ومعجباً بأدائه وصوته الساحر.
والحنفي بعد ذلك من الاعلام الذين اشارت اليهم بافاضة جميع معاجم وموسوعات الاعلام العراقية، وهو يحسن اللغة الصينية التي تعلمها واتقنها بعد انتدابه عام 1966 لتدريس العربية في معهد اللغات الاجنبية في بكين.. رحم الله العلامة والباحث في التراث الموسيقي العراقي واللغوي ورجل الدين الشيخ جلال الحنفي البغدادي فقد كان بستاناً من المعارف وموسوعة تمشي على الارض . رحمه الله.