نور غفرم الشحري كانت عزيزة تتألم كلما سمعت والدها يذم قبيلة حبيبها..
نور غفرم الشحري
كانت عزيزة تتألم كلما سمعت والدها يذم قبيلة حبيبها..
فبين القبيلتان ثأر وغدر وخذلان وتناقضات واختلافات وجدال لا آخر له.. هي تلوم قلبها الشقي الذي أحب فارس من فرسان القبيلة الخصم...
تخوننا مشاعرنا أحياناً حين تنطلق لأحدهم ولا تستمتع لتأنيب العقل والضمير..
سألت أبيها ذات يوم: أبي متى ينتهي هذا الانتقام؟؟ أي حقد هذا الذي ستورثونه لنا وللأجيال القادمة؟؟
نظر إليها والدها ثم رد بهدوء: دماء أهالينا ليست رخيصة كي ننساها ونسامح يا ابنتي.. نفوسهم علينا عزيزة..
لذا أسميتك عزيزة..
كان محمد يشعر بحب عزيزة.. وحين يعبر بمحاذاة مضاربهم ينتظرها في نهاية الوادي ليحظى برؤيتها وهي ترعى الأغنام ... لا تتمالك نفسها حين تراه فتبتسم..
وتبتسم معها الزهور.. والسماء والطيور والأرض والحجارة والأعشاب ..
كان كل شيء يرحب به معها...
أخبرها ذات مرة بأنه لن يتزوج غيرها.. وأخبرته بأنها ستنتظره العمــر كله..
أمطرت السماء وهما يتحدثان ولم يشعرا بالمطر أو البلل ولا بالبرد او الوقت .. كانا يتعاهدان بأن العمـــر القادم سيكون لهم .. وبأن الأوقات التالية ستكون في صالحهم..
لكن مع الأيام الوضع تأزم بين القبيلتين.. واشتد الجدال وتعارك الخصمان..
كانت النساء تنتحب وتبكي بمرارة... إلى متى هذا الخصام وهذا القتال؟؟
في المساء جاء خبر موت أبو عزيزة على يد حبيبها محمد..
كان قد اشتد بينهما الجدال والتحدي وتطاولا على بعضهما فقتل محمد أبو حبيبته في لحظة انتقام وعراك..
كانت النساء تلطم، والرجال تتوعد، والدنيا مقلوبة في مضارب عزيزة بينما بقيت هي واقفة كالتمثال تتملكها الصدمة وتملؤها الدهشة والحسرة..
سقطت مغشياً عليها حين رأتهم يحملون جثمان والدها ليدفنوه...
مرت الفصول وتوالت المواسم وعهد يخلفه عهد إلى أن تصالحت القبائل..ووافقت على الصفح وطي صفحة الأمــس..
أكثر من فرح بهذا الصلح عزيزة.. وفي اليوم التالي أخبرت اخوتها بأنها ستعود لرعي الغنم وللحياة من جديد..
سعد الجميع بعودتها.. وبخروجها من الحداد والحزن اللذان لازماها طويلاً..
حين مرت بنهاية الوادي لم تجد محمد بانتظارها..
فأرسلت له مرسال يقول ((لم أذق مرارة اليتم إلا حين هجرتني))
وفي المساء التالي وجدته ينتظرها في نهاية الوادي كما كان يفعل ..
ابتسمت حين رأته.. اقتربت منه.. كانت مشاعرها ترتعش.. تنتفض.. تتصارع.. رباه ماهذه المشاعر التي لا تنطفيء..
كان محمد يبتسم وفي قلبه الكثير من الحذر..
ذكرته بالعهد.. فقاطعها: أمازلتِ باقية عليه.؟؟
أومأت برأسها موافقة والدموع تنهمر منها بلا توقف.. وقلبها يعتصر ألماً..
عزم محمد وأخبر الجميع وتقدم لقبيلتها طالباً يد حبيبته..
صدم اخوتها .. بعضهم رفض أن يحضر العقد .. ومنهم من حضر وفي قلبه غصّة..
مر كل شيء سريعاً .. وغادرت عزيزة بكامل زينتها مخضبة بالحناء لمضارب زوجها... وأخيراً تحقق حلمهما..
دخل محمد على عروسه وكان سعيداً.. وضع بندقيته خلف الباب.. وحين خرجت عزيزة بحث تحت السرير وفي ثيابها عن أي سلاح.. ولم يجد شيء.. لذا اطمأن واكتملت سعادته..
نظر إليها طويلاً.. وقال بسعادة: كنت واثقاً في صدق مشاعرك وحبك لي..
أتمنى أن ننسى الماضي وأن نبدأ صفحة جديدة ياحبيبتي..
كانت عزيزة تبتسم وهي تجلس أمامه..
وقف محمد كي يحكم اغلاق الباب.. فأخذت عزيزة البندقية بكل سرعة .. وسددتها نحوه.
سألها محمد مصدوماً.. اجننتِ؟؟
قاطعته: دم أبي ليس رخيصاً.. وأطلقت نحوه عدة رصاصات أردته قتيلاً في لحظة..ثم خرجت عزيزة مسرعة إلى شيخ القبيلة واحتمت به..
أجارها الشيخ وأقسم أن لا تلمسها يد أحدهم..
وفي اليوم التالي عادت لقبيلتها..
استقبلها الجميع بحفاوة.. وعادت ترعى الأغنام.... تمت
كانت عزيزة تتألم كلما سمعت والدها يذم قبيلة حبيبها..
فبين القبيلتان ثأر وغدر وخذلان وتناقضات واختلافات وجدال لا آخر له.. هي تلوم قلبها الشقي الذي أحب فارس من فرسان القبيلة الخصم...
تخوننا مشاعرنا أحياناً حين تنطلق لأحدهم ولا تستمتع لتأنيب العقل والضمير..
سألت أبيها ذات يوم: أبي متى ينتهي هذا الانتقام؟؟ أي حقد هذا الذي ستورثونه لنا وللأجيال القادمة؟؟
نظر إليها والدها ثم رد بهدوء: دماء أهالينا ليست رخيصة كي ننساها ونسامح يا ابنتي.. نفوسهم علينا عزيزة..
لذا أسميتك عزيزة..
كان محمد يشعر بحب عزيزة.. وحين يعبر بمحاذاة مضاربهم ينتظرها في نهاية الوادي ليحظى برؤيتها وهي ترعى الأغنام ... لا تتمالك نفسها حين تراه فتبتسم..
وتبتسم معها الزهور.. والسماء والطيور والأرض والحجارة والأعشاب ..
كان كل شيء يرحب به معها...
أخبرها ذات مرة بأنه لن يتزوج غيرها.. وأخبرته بأنها ستنتظره العمــر كله..
أمطرت السماء وهما يتحدثان ولم يشعرا بالمطر أو البلل ولا بالبرد او الوقت .. كانا يتعاهدان بأن العمـــر القادم سيكون لهم .. وبأن الأوقات التالية ستكون في صالحهم..
لكن مع الأيام الوضع تأزم بين القبيلتين.. واشتد الجدال وتعارك الخصمان..
كانت النساء تنتحب وتبكي بمرارة... إلى متى هذا الخصام وهذا القتال؟؟
في المساء جاء خبر موت أبو عزيزة على يد حبيبها محمد..
كان قد اشتد بينهما الجدال والتحدي وتطاولا على بعضهما فقتل محمد أبو حبيبته في لحظة انتقام وعراك..
كانت النساء تلطم، والرجال تتوعد، والدنيا مقلوبة في مضارب عزيزة بينما بقيت هي واقفة كالتمثال تتملكها الصدمة وتملؤها الدهشة والحسرة..
سقطت مغشياً عليها حين رأتهم يحملون جثمان والدها ليدفنوه...
مرت الفصول وتوالت المواسم وعهد يخلفه عهد إلى أن تصالحت القبائل..ووافقت على الصفح وطي صفحة الأمــس..
أكثر من فرح بهذا الصلح عزيزة.. وفي اليوم التالي أخبرت اخوتها بأنها ستعود لرعي الغنم وللحياة من جديد..
سعد الجميع بعودتها.. وبخروجها من الحداد والحزن اللذان لازماها طويلاً..
حين مرت بنهاية الوادي لم تجد محمد بانتظارها..
فأرسلت له مرسال يقول ((لم أذق مرارة اليتم إلا حين هجرتني))
وفي المساء التالي وجدته ينتظرها في نهاية الوادي كما كان يفعل ..
ابتسمت حين رأته.. اقتربت منه.. كانت مشاعرها ترتعش.. تنتفض.. تتصارع.. رباه ماهذه المشاعر التي لا تنطفيء..
كان محمد يبتسم وفي قلبه الكثير من الحذر..
ذكرته بالعهد.. فقاطعها: أمازلتِ باقية عليه.؟؟
أومأت برأسها موافقة والدموع تنهمر منها بلا توقف.. وقلبها يعتصر ألماً..
عزم محمد وأخبر الجميع وتقدم لقبيلتها طالباً يد حبيبته..
صدم اخوتها .. بعضهم رفض أن يحضر العقد .. ومنهم من حضر وفي قلبه غصّة..
مر كل شيء سريعاً .. وغادرت عزيزة بكامل زينتها مخضبة بالحناء لمضارب زوجها... وأخيراً تحقق حلمهما..
دخل محمد على عروسه وكان سعيداً.. وضع بندقيته خلف الباب.. وحين خرجت عزيزة بحث تحت السرير وفي ثيابها عن أي سلاح.. ولم يجد شيء.. لذا اطمأن واكتملت سعادته..
نظر إليها طويلاً.. وقال بسعادة: كنت واثقاً في صدق مشاعرك وحبك لي..
أتمنى أن ننسى الماضي وأن نبدأ صفحة جديدة ياحبيبتي..
كانت عزيزة تبتسم وهي تجلس أمامه..
وقف محمد كي يحكم اغلاق الباب.. فأخذت عزيزة البندقية بكل سرعة .. وسددتها نحوه.
سألها محمد مصدوماً.. اجننتِ؟؟
قاطعته: دم أبي ليس رخيصاً.. وأطلقت نحوه عدة رصاصات أردته قتيلاً في لحظة..ثم خرجت عزيزة مسرعة إلى شيخ القبيلة واحتمت به..
أجارها الشيخ وأقسم أن لا تلمسها يد أحدهم..
وفي اليوم التالي عادت لقبيلتها..
استقبلها الجميع بحفاوة.. وعادت ترعى الأغنام.... تمت