×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
المخرج محمد فرحان

أسماء صقر القاسمي لـ"النهار": الشعر مَلَكَة وليس صناعة

أسماء صقر القاسمي لـ"النهار": الشعر مَلَكَة وليس صناعة محمد علي الأسعد- ألمانيا

كيف يكون ال#شعر حين تؤجّج نار موقده امرأة، وتفيض عليه من عطر معصمها القوافي؟ وكيف يكون الشعر حين تكتبه شاعرة روحها الشعر وقلبها القصيدة؟ هي شاعرة إماراتية لها دراسات في الفلسفة ومقارنة الأديان، صدر لها العديد من الأعمال الشعرية، منها "معبد الشجن"، و"شذرات من دمي"، و"طيرسون الحنين" "شهقة عطر"، "هواجس الندى"، و"امرأة خارج الوقت" و"صلاة عشتار"، كما أنها عضوة الرابطة الشعرية العالمية في شيلي، ومؤسسة منتدى صدانا الأدبية.

التقت "النهار" بالشاعرة الشيخة أسماء صقر القاسمي، وكان لنا معها هذا الحوار.

- في البداية، دعيني أسألك سؤالاً مشاغباً: كان والدك الراحل الشيخ صقر القاسمي شاعراً، فهل يمكن الشعر أن يكون بالوراثة؟

الإجابة هنا لمتخصّص في الجينات، فيمكنه أن يقول لنا هل هناك جينات تخصّ الشعر، لا سيما أنّ أختي هند تكتبه أيضاً؟ أبي الراحل كان قمراً أدبيًا ترك نوره أثراً عميقاً في وجداننا لإحساسنا بالآخر والقضايا الكبرى وحالة الفناء الخيالي مع المفردات والمعاني، فتشكلت القصائد.

- ثمة مَن يقول: "عليك أن تقرأ ألف كتاب قبل أن تكتب كلمة"، فهل قرأت أولاً، أم أنّ كتابة الشعر هي التي فرضت نفسها؟

القراءة هي سفر في ذهنية الآخرين، وتصفح مشاعرهم تجاه الأشياء، وهي إضافة للشاعر، تمنحه تراكم خبرات في التعامل مع النص، لكنها ليست الأصل. فالشعر مَلَكة وليس صناعة، كما يقول البعض، لأن الهاجس الشعري هو مرايا خاصة في أعماق الشاعر، يرى من خلالها الوجود بشفافية عالية، تأخذه منه إلى عالمها، كأن الذات الشعرية أشبه بثقب أسود ينسخ العوالم وينقلها من زمان إلى آخر عبر النطاقات الموازية.

- لديك مشاغلك الكثيرة بحكم مركزك الاجتماعي، فهل شيطان الشعر يؤثر في مجمل أعمالك، أم لكل وقته؟

ليس شيطاناً كل الوقت، هناك لبس في هذا التوصيف. هو كائن روحي هجين يتخلق من خلال التواصل الروحي بين الشاعر وكل العوالم الوجودية التي تلهمه وتدور حوله. والشعر هنا نافذة أعبر من خلاله إلى أبعد نقطة ضوء في أعماقي. لذلك، الشعر رئتي الثالثة، فهو يعطيني إحساساً جديداً على الدوام بالعالم، حتى وإن كان بعض الأحيان ألماً جديداً، المهم أنه حيوية دائمة.

- لك سُمعة طيبة في دعم الأنشطة الثقافية، بخاصة أنك تقيمين في الشارقة عاصمة الثقافة العربية، فما هي خططك المستقبلية لدعم الثقافة في الدول التي نهشت جسدها الحروب؟

وُجدت "مؤسسة صدانا" لهذا الأمر، لتمد جسور التواصل الثقافي وتسافر في جسدنا العربي بصوت الحياة، ولكن التدافع العكسي لما يحصل عربياً جعلنا نشتغل بحدود الوضع والمتاح، إلى أن تتعافى شعوبنا العربية من هذه التحولات، وتعيد إنتاج أصالتها من جديد.

- في ديوانك "أنا هاهنا"، قصيدة مطولة لمحتُ فيها تكريساً لدور المرأة في الحياة وتحدياً واضحاً للرجل، فهل هنالك معركة بين الرجل والمرأة بالفعل؟

إنه وجود تفاعلي ينشطر ويندمج في كل صيرورته الزمنية، وهذه العلاقة، الأصل فيها المعركة الوجودية المتناغمة، وهي تحتاج إلى ضابط إيقاع يسمح لكل الآلات أن تتشكل كأوركسترا كونية تنظم التعدد في أنساق جمالية تفيض بالحياة.

- في قصيدتك "امرأة خارج الوقت"، وصفتِ مدينتك "كلباء" بمشيمة الروح، فما مدى انتماء الشعر إلى المدن؟

كلباء هي أول قصيدة قرأتها بمشاعري وحواسي، إنها المادة الأولية للجمال الداخلي الذي أتقوّس في وجدانيته، وهي ذاكرة التعرّف إلى المسارات، إنها البدء والكلمة.

- كونك صاحبة تجربة أدبية مميزة، هل من كلمة توجهينها لجيل الشباب من الشعراء؟

إننا نعيش في زمن التحولات، لذلك يمكن أن نجتمع بصورة أكثر ثباتاً، وأن نقاوم أي عدمية ونعبر الأيام خارج الأطر المغلقة. نحتاج إلى أن نكون أكثر جرأة لنساهم في إعادة الحياة كأننا الأصل الأول في هذا الفلك الثقافي الكبير.

- أخيراً، هل لديك مشاريع ثقافية مقبلة في ظل أزمة كورونا؟

أتمنى أن تكون كورونا محطة طارئة وتعبر سريعاً، ولكن، إن طالت، فإننا قد نقيم ندوات ثقافية أو أمسيات شعرية عبر الفضاء الإلكتروني والتي تساعد في إخراج الناس من الوحشة والثقة باستعادة الأمان الوجودي.
image
 0  0  266