شكرمرزوك العبيدي · قارئ المقام الفنان محمد العاشق
شكرمرزوك العبيدي
·
قارئ المقام الفنان محمد العاشق
المطرب المخضرم محمد العاشق في نظر الأكثرية الجماهيرية مغنياً مقامياً بالمعنى المتداول، في بداياته على الاقل، إذ لم يكن قد أدّى الكثيرَ من المقامات، وفي بدايته مارس الاداءات الدينية من خلال أجوائها كالمدائح والمناقب النبوية الشريفة والتهاليل والاذكار حيث أدرك الملاّ عثمان الموصلي وإعتبر من تلامذته المتأخرين، وفي العشرينات والثلاثينات من القرن العشرين شارك مع زملائه المغنين تسجيل بعض المقامات العراقية لصالح الشركات الاجنبية التي كانت تتجول في كثير من الدول لتسجل تراث الشعوب الغناسيقي،وقد سجل بعض المقامات مثل مقام البهيرزاوي ومقام الجهاركاه والشعر مع الابوذية...الخ وبقيت نظرة الجماهير الى كونه مغنياً بستجياً،أكثر منه مقامياً حتى نهاية مسيرته الفنية، لا لأنه لم يلبِّي حاجة الاتجاهات الذوقية والفكرية الدافعة الى مطالبة المغنين بصورة عامة الى غناء الكثير من المقامات أو جميعها كي يحسب من المغنين المقاميين..! بل لأنه كان بالاساس فناناً يملك بعضاً من صفة الاحتراف، ومع أن مستوياته الفنية الادائية كانت جيدة، تساعده على ذلك خامته الصوتية الجيدة وهي من فصيلة "التنور" وكذلك إهتمامه بعدد قليل من المقامات العراقية دون غيرها، إلا أنه نجح في تأدية الكثير من الأداءات المقامية والأشغال الدينية، ويرى بعضُ النقاد أنَّ هذه الاجواء الدينية والدنيوية عند ممارسته لها، أمر لا يخلو من قيمة مقامية..لقد قيل الكثير عن موضوع تسجيله لبعض الاسطوانات المقامية أو بعض الاغاني لصالح الشركات الاجنبية للتسجيلات الصوتية الغناسيقية في العشرينات أو الثلاثينات من القرن العشرين، ولكننا لم نعثر عليها أو لم نسمعها ولم يسمعها الكثيرون ممن يهتمون بهذا الشأن، ولكننا إستمعنا إليه بصورة مباشرة مرَّات عديدة وهو في عمر تجاوز السبعين عاماً ضمن الحفلات الأُسبوعية المستمرة يوم الجمعة من كل أُسبوع في المتحف البغدادي مطلع السبعينات كما مرَّ بنا، وبقي كذلك حتى وفاته في عمر ناهز الثمانين عاماً.. والملاحظة المهمة في هذه التسجيلات البسيطة في تقنيات تسجيلها، أنَّ المطربَ محمد العاشق يمتلكُ خامةً صوتية أكثر من جيدة..!
ورغم أنَّه لا داعي للحديث عن فنيَّات الاداء وتفصيلاته بالنسبة لهذه التسجيلات، لكبر سنه وشيخوخته وأُفول قابلياته الادائية، إضافة الى بساطة التسجيل كما قلنا قبل قليل، إلا أن ذلك من ناحية اخرى يعتبر ظاهرة نادرة في تاريخ قابليات مُغنّي المقام العراقي، لمطرب بقي يغني حتى وفاته وهو في عمر كبير ناهز الثمانين عاماً..وجدير بالذكر، ان الرئيس العراقي الأسبق أحمد حسن البكر(1968 – 1979م)، أمر أن تسجل للمطرب محمد العاشق اكثر من سهرة تلفزيونية في تلفزيون بغداد لمجموعة من المقامات والاغاني العراقية التراثية، وكان ذلك أواخر السبعينات من القرن العشرين، تكريماً لتاريخه وشيخوخته ولأغراض الارشفة والتوثيق، نظراً لضياع الكثير من التراث الشخصي لهذا المطرب الرائد..
·
قارئ المقام الفنان محمد العاشق
المطرب المخضرم محمد العاشق في نظر الأكثرية الجماهيرية مغنياً مقامياً بالمعنى المتداول، في بداياته على الاقل، إذ لم يكن قد أدّى الكثيرَ من المقامات، وفي بدايته مارس الاداءات الدينية من خلال أجوائها كالمدائح والمناقب النبوية الشريفة والتهاليل والاذكار حيث أدرك الملاّ عثمان الموصلي وإعتبر من تلامذته المتأخرين، وفي العشرينات والثلاثينات من القرن العشرين شارك مع زملائه المغنين تسجيل بعض المقامات العراقية لصالح الشركات الاجنبية التي كانت تتجول في كثير من الدول لتسجل تراث الشعوب الغناسيقي،وقد سجل بعض المقامات مثل مقام البهيرزاوي ومقام الجهاركاه والشعر مع الابوذية...الخ وبقيت نظرة الجماهير الى كونه مغنياً بستجياً،أكثر منه مقامياً حتى نهاية مسيرته الفنية، لا لأنه لم يلبِّي حاجة الاتجاهات الذوقية والفكرية الدافعة الى مطالبة المغنين بصورة عامة الى غناء الكثير من المقامات أو جميعها كي يحسب من المغنين المقاميين..! بل لأنه كان بالاساس فناناً يملك بعضاً من صفة الاحتراف، ومع أن مستوياته الفنية الادائية كانت جيدة، تساعده على ذلك خامته الصوتية الجيدة وهي من فصيلة "التنور" وكذلك إهتمامه بعدد قليل من المقامات العراقية دون غيرها، إلا أنه نجح في تأدية الكثير من الأداءات المقامية والأشغال الدينية، ويرى بعضُ النقاد أنَّ هذه الاجواء الدينية والدنيوية عند ممارسته لها، أمر لا يخلو من قيمة مقامية..لقد قيل الكثير عن موضوع تسجيله لبعض الاسطوانات المقامية أو بعض الاغاني لصالح الشركات الاجنبية للتسجيلات الصوتية الغناسيقية في العشرينات أو الثلاثينات من القرن العشرين، ولكننا لم نعثر عليها أو لم نسمعها ولم يسمعها الكثيرون ممن يهتمون بهذا الشأن، ولكننا إستمعنا إليه بصورة مباشرة مرَّات عديدة وهو في عمر تجاوز السبعين عاماً ضمن الحفلات الأُسبوعية المستمرة يوم الجمعة من كل أُسبوع في المتحف البغدادي مطلع السبعينات كما مرَّ بنا، وبقي كذلك حتى وفاته في عمر ناهز الثمانين عاماً.. والملاحظة المهمة في هذه التسجيلات البسيطة في تقنيات تسجيلها، أنَّ المطربَ محمد العاشق يمتلكُ خامةً صوتية أكثر من جيدة..!
ورغم أنَّه لا داعي للحديث عن فنيَّات الاداء وتفصيلاته بالنسبة لهذه التسجيلات، لكبر سنه وشيخوخته وأُفول قابلياته الادائية، إضافة الى بساطة التسجيل كما قلنا قبل قليل، إلا أن ذلك من ناحية اخرى يعتبر ظاهرة نادرة في تاريخ قابليات مُغنّي المقام العراقي، لمطرب بقي يغني حتى وفاته وهو في عمر كبير ناهز الثمانين عاماً..وجدير بالذكر، ان الرئيس العراقي الأسبق أحمد حسن البكر(1968 – 1979م)، أمر أن تسجل للمطرب محمد العاشق اكثر من سهرة تلفزيونية في تلفزيون بغداد لمجموعة من المقامات والاغاني العراقية التراثية، وكان ذلك أواخر السبعينات من القرن العشرين، تكريماً لتاريخه وشيخوخته ولأغراض الارشفة والتوثيق، نظراً لضياع الكثير من التراث الشخصي لهذا المطرب الرائد..