×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
المخرج محمد فرحان

حمير الأسطح ، قصة وعبرة مستشارة قانونية تهاني العبيدلي

حمير الأسطح ، قصة وعبرة
مستشارة قانونية
تهاني العبيدلي

قصة قديمة من التراث العربي،تصلح لكل زمان.
يقال ان رجلا اشترى حمارا،توسم فيه الخير ، ومن فرحته به أخذه إلى سطح بيته،لغاية في نفسه، و على عكس المتعارف عليه، وهو أن الحمير عادة، تستخدم للحمل والنقل، ومكانها الربط بمستوى الارض المنبسطة، ولكن في هذه القصة،فالأمر مختلف، صار الرجل يدلل الحمار،ويريه منطقتهم من فوق السطح حتى يتعرف على الدرب، ولا يضيع حين يرجع للبيت وحده ، و عند المساء، أراد الرجل أن ينزلَ الحمار من على سطح المنزل ،لكنه أبى ،و لم يقبل النزول ، و يبدو أن الحمار أعجبه السطح ،وقرر أن يبقى في السطح أعلى المنزل.
حاول الرجل، صاحب الحمار أن ينزله فلم يفلح ، وحاول سحبه، فلم يستطع، فالحمار أعجبه السطح و لم يرتض النزول، وتمرتس برجله في السطح، وتمسك بالبقاء فوق، واخذ يركض ويدفع صاحبه ،وأخذ البيت يتضعضع ، و يهتز ،وبما أن السقف خشب ،خاف الرجل و نزل راكضا من السطح ، و أخذ زوجته وأطفاله الى خارج البيت، وخلال دقائق،انهار سقف البيت ومات الحمار .
وقف الرجل على رأسِ حماره متحسرا، وقال :
ماحدث ليس بذنبك أبدا،فمكانك تحت هناك بآخر البيت، والذنب ذنبي، وغباء مني حينما رفعتك إلى السطح.
وتكمن العبره في هذه القصة، أن الحمير الذين تم إيصالهم لمكان غير مناسب لهم،لا يلام إلّا من أوصلَهم!
فاذا تهدمت دولنا بسببهم فهي بأيدينا و عندما يتم تعيين أناس غير مناسبين، وغير مؤهلين في مواقع سدة القرار ، فلا عجب من انهيار كافة المؤسسات، و مرافق الدولة ومنها التعليم،والصحة، والزراعة ينهار الاقتصاد،وتنهدم القيم، ويتفشى الفساد، وتزداد الجرائم من تزوير وتدليس و سرقات، وتنتشر المخدرات بين الشباب لتدميره، وتنعدم المثل و الأخلاق، فتكثر جرائم القذف ، والسب .
وعندما كثرت الحمير على الأسطح، وتضعضعت الدعامات فهل من معجزة تستطيع أن تنزلها ؟
وخاصة أن من يصعد من الحمير للسطح، لن يقبل بتاتا أن ينزل قبل أن يهدم البيت على أصحابه، والطامة الكبرى حينما لا يتمتعون بأي ولاء للدولة ، فيكون شرهم مستطير و يكونون جبهة تضرب مفاصل الدولة من الداخل والخارج.
image
 5  0  426