عنوان القصة : أَضغاث أَحلام بقلم :مهدي الجابري
قصة قصيرة
عنوان القصة : أَضغاث أَحلام
بقلم :مهدي الجابري
أَثار استغرابي اهتمام سعد بنفسه كثيراً، يقف أمام المرآة طويلاً، يحلق ذقنه وشاربه، يصفف شعره، يقف على دكة المكواة يومياً، يضع بعض المساحيق ليلاً على بَشَرته ِ، ويغسلها صباحا، يصبغ حذاءه كثيراً، أخذ شكله يتغير نحو الجمال والنضارة، يمازح فرح، حركاته توحي أن وراء هذه التحولات شئ، وأنا أعلم أنه عسكري برتبة عريف سائق لعجلة(الكونترول الفلو مي، سيارة الإرشاد الأرضي) وهي عجلة سيطرة المطار تسير أمام الطائرة بعد نزولها، لتوصلها إلى مكان وقوفها، ولها واجب ثاني تفتيش مدارج المطار، برفقة ضابط من برج المراقبة، تْقسم واجبات التفتيش على سبع ضباط برتبة ملازم جميعهن من النساء، جميلات وديعات حيويات، يرتدين التنورة(نيلي)القميص (أزرق) اللون، مفصلة على أجسامهن
ولقصر التنورة، تصبح مفاتنهن، وحركتهن الشبابية تجبر كل من يتغنى بالنساء أن لا يفارق هذه الوداعة والروح المعنوية التي جعلتها تزاحم الرجل في عمله بعدما تخرجن برتبة ملازم طيار، وأكملن دوراتهن بنجاح، وجميعن سجلن ساعات طيران، ولأسباب نجهلها تحولن الى مسيطرات في برج مراقبة المطار، أو برج الملاحة الجوية، الواجبات يومياً على قدم وساق.
سعد الذي لم يخلد للنوم إلا قيلاً، نجده صباحاً متفائل بكامل قيافته، وجهه مشرق، تأتي أحدى(الضابطات ) صباحاً، تنادي بصوت أنثوي جميل سعد، يجيب:- أنا جاهز العجلة نظيفة معطرة، ينطلقان للتفيش الساعة السادسة صباحاً ولخاصية المطار تكون حركة الطائرات قليلة، بعد انتهاء التفيش، ينزل سعد متفائل، يذهب الى المرآة يغسل وجهه، إحدى(الضابطات) كانت جميلة، مرحة، مجاملة، تهتم بنفسها كثيراً لكنها لاتعلم أن جندياً يتودد إليها، ويهيم بعشقها.
كان سعد دائم الحديث عن معشوقته الملازم سناء، ومايدور من حديث بينهما، فتح باب غرفة جلوسنا مبتسماً وقال:- لقد اختصرت الواجبات على ثلاث ضابطات فقط، أصبح واجب حبيبتي كل ثلاثة أيام بدلاً من ستة، وهي على فطرتها تضحك كثيراً كلها حيوية ، شعرها القصير وعينيها السوداوين وخديها المنتفخين،وشفتها الحمراء ، ترافة شابة جميلة، صدر مرتفع، غضة طرية، هام بحبها، أصبحت كل همومه وسيطرت على تفكيره، يتسائل دائما هل يحق لي الزواج منها؟
وكعادته ينتظرها صباحاً وهو يصفف شعره ويرتب ملابسه، جاءت ملازم سناء تتمايل في مشيتها، صعدت العجلة ، رائحة عطرها ملأت المكان، جمال خارق، قرر أن يستجمع شجاعته ويسألها عن الشاب الذي كان برفقتها بالأمس .
- سعد:-هذا الولد الذي كان برفقتك البارحة قريبك؟
- سناء:- من تقصد؟
- سعد:- الشاب الذي كان معك في المطعم.
- سناء:- اه تقصد أمير!
- سعد:- اسمه أمير إذن، اسمه جميل مثله
- سناء:- أكيد، لماذا تسأل؟
- سعد:- من باب المعرفة لا اكثر، واستغربت أول مرة أراك برفقة شاب من خارج المطار.
- سناء:- قريبي، نعم و لا.
-سعد:- كيف؟
- سناء:- يوم غد سيكون قريبي. قالتها بغنج وفرحة مكتومة وابتسامة تملأ وجهها فرحاً.
- سعد:- كيف؟
- سناء :- سيأتي لخطبتي نحن نحب بعضنا منذ سنة.
سكت سعد ولم يتكلم طول الطريق شارد الذهن مذهول يعتصر الألم قلبه كطير مذبوح
فقد عاش وهماً وحلماً يتمناه بالزواج من سناء
لكنه لم يكن يعلم
أنه
عريف سعد السائق.
ولا شئ غير ذلك....
أضغاث أحلام
مهدي الجابري
عنوان القصة : أَضغاث أَحلام
بقلم :مهدي الجابري
أَثار استغرابي اهتمام سعد بنفسه كثيراً، يقف أمام المرآة طويلاً، يحلق ذقنه وشاربه، يصفف شعره، يقف على دكة المكواة يومياً، يضع بعض المساحيق ليلاً على بَشَرته ِ، ويغسلها صباحا، يصبغ حذاءه كثيراً، أخذ شكله يتغير نحو الجمال والنضارة، يمازح فرح، حركاته توحي أن وراء هذه التحولات شئ، وأنا أعلم أنه عسكري برتبة عريف سائق لعجلة(الكونترول الفلو مي، سيارة الإرشاد الأرضي) وهي عجلة سيطرة المطار تسير أمام الطائرة بعد نزولها، لتوصلها إلى مكان وقوفها، ولها واجب ثاني تفتيش مدارج المطار، برفقة ضابط من برج المراقبة، تْقسم واجبات التفتيش على سبع ضباط برتبة ملازم جميعهن من النساء، جميلات وديعات حيويات، يرتدين التنورة(نيلي)القميص (أزرق) اللون، مفصلة على أجسامهن
ولقصر التنورة، تصبح مفاتنهن، وحركتهن الشبابية تجبر كل من يتغنى بالنساء أن لا يفارق هذه الوداعة والروح المعنوية التي جعلتها تزاحم الرجل في عمله بعدما تخرجن برتبة ملازم طيار، وأكملن دوراتهن بنجاح، وجميعن سجلن ساعات طيران، ولأسباب نجهلها تحولن الى مسيطرات في برج مراقبة المطار، أو برج الملاحة الجوية، الواجبات يومياً على قدم وساق.
سعد الذي لم يخلد للنوم إلا قيلاً، نجده صباحاً متفائل بكامل قيافته، وجهه مشرق، تأتي أحدى(الضابطات ) صباحاً، تنادي بصوت أنثوي جميل سعد، يجيب:- أنا جاهز العجلة نظيفة معطرة، ينطلقان للتفيش الساعة السادسة صباحاً ولخاصية المطار تكون حركة الطائرات قليلة، بعد انتهاء التفيش، ينزل سعد متفائل، يذهب الى المرآة يغسل وجهه، إحدى(الضابطات) كانت جميلة، مرحة، مجاملة، تهتم بنفسها كثيراً لكنها لاتعلم أن جندياً يتودد إليها، ويهيم بعشقها.
كان سعد دائم الحديث عن معشوقته الملازم سناء، ومايدور من حديث بينهما، فتح باب غرفة جلوسنا مبتسماً وقال:- لقد اختصرت الواجبات على ثلاث ضابطات فقط، أصبح واجب حبيبتي كل ثلاثة أيام بدلاً من ستة، وهي على فطرتها تضحك كثيراً كلها حيوية ، شعرها القصير وعينيها السوداوين وخديها المنتفخين،وشفتها الحمراء ، ترافة شابة جميلة، صدر مرتفع، غضة طرية، هام بحبها، أصبحت كل همومه وسيطرت على تفكيره، يتسائل دائما هل يحق لي الزواج منها؟
وكعادته ينتظرها صباحاً وهو يصفف شعره ويرتب ملابسه، جاءت ملازم سناء تتمايل في مشيتها، صعدت العجلة ، رائحة عطرها ملأت المكان، جمال خارق، قرر أن يستجمع شجاعته ويسألها عن الشاب الذي كان برفقتها بالأمس .
- سعد:-هذا الولد الذي كان برفقتك البارحة قريبك؟
- سناء:- من تقصد؟
- سعد:- الشاب الذي كان معك في المطعم.
- سناء:- اه تقصد أمير!
- سعد:- اسمه أمير إذن، اسمه جميل مثله
- سناء:- أكيد، لماذا تسأل؟
- سعد:- من باب المعرفة لا اكثر، واستغربت أول مرة أراك برفقة شاب من خارج المطار.
- سناء:- قريبي، نعم و لا.
-سعد:- كيف؟
- سناء:- يوم غد سيكون قريبي. قالتها بغنج وفرحة مكتومة وابتسامة تملأ وجهها فرحاً.
- سعد:- كيف؟
- سناء :- سيأتي لخطبتي نحن نحب بعضنا منذ سنة.
سكت سعد ولم يتكلم طول الطريق شارد الذهن مذهول يعتصر الألم قلبه كطير مذبوح
فقد عاش وهماً وحلماً يتمناه بالزواج من سناء
لكنه لم يكن يعلم
أنه
عريف سعد السائق.
ولا شئ غير ذلك....
أضغاث أحلام
مهدي الجابري