أخبار قناة الشمس

×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
المخرج محمد فرحان

وتطبق نظرية "مناعة القطيع" في كل دول العالم ٢٠٢٠ مستشارة قانونية تهاني العبيدلي

وتطبق نظرية "مناعة القطيع" في كل دول العالم ٢٠٢٠ مستشارة قانونية
تهاني العبيدلي

هاهي اقتصادات الدول تتهاوى نتيجة القوة القاهرة التي ضربت بضراوة، وشلت الحركة التجارية، وهي جائحة فيروس كورونا كوفيد ١٩، حيث لم تستطع الدول القضاء عليه وصده ومنع انتشاره وآثاره، على الرغم من الاحتياطات الوقائية الاحترازية ،والتي كلفت خزينة الدولة الكثير، و استنزفت مصادر الدولة، وأهمها العنصر البشري بكافة مؤسسات الدولة وعلى رأسها وزارة الداخلية والوزارة الدفاع والحرس الوطني ووزارة الصحة من الكادر الطبي الأطباء ومساعديهم بكافة قطاعاتهم وانبرت مؤسسات المجتمع المدني والافراد كمتوطوعين في اسناد الصفوف الأولى بكافة الأطياف والتخصصات من ذكر وأنثى والملفت للنظر حتى الاطفال الصغار أبوا إلا أن يشاركوا في خدمة الوطن.
و خاصة تلك الدول التي تعتمد في تجارتها، وصادراتها على انتاج المصانع، والدخل، والضرائب.
وتسابق الكويتيون باقصى طاقاتهم، لصد الوباء والعمل على عدم انتشاره،مع بناء محاجر صحية مؤسسية، واستئجار و تهيئة محاجر مؤسسية صحية، في كافة أرجاء البلاد، من منتجعات ،وفنادق ومدارس، بالاضافة الى المستشفيات، بالاضافة الى التوعية، بشأن كيفية اعداد المحاجر الصحية المنزلية ، وكيفية التعامل مع الخاضع للحجر، و قد سنت دولة الكويت عدة اجراءات مشددة، بهذا الشأن منها؛
١-حظر جزئي من بداية أزمة كورونا كوفيد ١٩ الذي امتد الى حظر كلي في البلاد ولمدة ٢٠ يوما.
٢-إغلاق المجمعات والمحال التجارية والصالونات، ومحال الحلاقة، واقتصارها على خدمة التوصيل من المطاعم .
٣-التشديد في منح تصاريح الخروج، فاقتصرت على الجمعيات التعاونية، و الأسواق المركزية الغذائية والمستشفيات والصيدليات.
٣- إيقاف خدمة توصيل المطاعم والبقاء على خدمة التوصيل من الصيدليات.
٤- تفعيل الخدمة الالكترونية لكافة أنواع التصاريح.
٥-تفعيل مواعيد التسوق من الجمعيات التعاونية إلكترونياً.
٦- عزل بعض المناطق الموبوءة المكتظة بالعمالة الوافدة.
٧- عزل المخالفين للإقامة في مباني مجهزة استعدادا لترحيلهم من البلاد.
٨- التصريح بمدة ساعتين لممارسة رياضة المشي في حيز منطقة السكن مع اشتراط التباعد الاجتماعي، وارتداء الكمام، وهذا البند السادس، هو ما يوضح تطبيق لنظرية مناعة القطيع التي اعتنقتها، وطبقتها كثير من الدول في مواجهة فيروس كورونا كوفيد ١٩ وعلى رأسها المملكة المتحدة .
وباء كورونا تحدى علم الطب الحديث بجميع مختبرات العالم وشل قدرة العلماء في ايجاد لقاح يقضي على فيروس كورونا كوفيد١٩ أو يبطئ من انتشاره كالنار في الهشيم.
وفي تصريح واضح، تم مرارا وتكرارا لمنظمة الصحة العالمية، بأن فرصة إيجاد اللقاح أمر مستبعد في المدى القريب، وممكن مع التجارب السريرية ،التى أجرتها بعض الدول وظهور النتائج الإيجابية، ولكن إعتمادها رسميا لن يكون قبل أواخر العام الحالى.
وفي ظل هذه الأوضاع، وتردي الحياة الاقتصادية، وإفلاس الدول والتجار، و توقف حركة النمو الاقتصادي في قاطبة الارض، اتخذت بعض تلك الدول سياسة القطيع، والذى يقوم على مبدأ السماح للسكان بارتياد الاماكن العامة، والتفاعل فيما بينهم من دون اغلاق المحلات التجارية ، أو المنتزهات، أو الشواطئ بمعنى أن السلطة، تسمح بانتشار العدوى على نطاق معين يمكن مراقبته.
وتخضع هذه السياسة الاستراتيجية الصحية، لنظرية أن يصاب الناس ويتعافون، حتى يكتسبوا مناعة ذاتية تلقائيا ، بمعتقد كاذب وليس له مبرر الا مصالح اقتصادية تجارية بحته بأن الفايروس يعتبر ليس فتاكا بشكل كبير ، ونسبة كبيرة من المصابين لايشعرون في أى اعراض !ولكن يظل الفيروس فتاكا، ونسبة كبيرةسيشعرون بالمرض وأعراضه وسيصارعون ضد المرض من أجل الحياة!
مع العلم، سبق وأن نبهت منظمة الصحة العالمية أن صغار السن من الاطفال ، ليسوا في مأمن عن المرض ، وان كان المسنون اكثر ضحايا فيروس كورونا ١٩.
و فرصة عدم عودة الاصابة من المتشافين ما يزال محل تشكيك من قبل الباحثين لان عدد ممن تماثلوا للشفاء شخصت لديهم الاصابة مجددا .
واذا أخذنا المملكة المتحدة (بريطانيا) التي طبقت نظرية مناعة القطيع منذ ظهور الوباء و صرحت بذلك اعلاميا و بشكل رسمي وكانت النتيجة زيادة اعداد الاصابات بشكل مهول أدى إلى زيادة الضغط على مؤسسات الدولة الصحية وإمكاناتها مما تسبب في الاخلال لطواقمها واجهزتها الطبية بوتيرة متسارعة وزيادة اعداد الوفيات بالمئات.
في الكوبت امتلات المستشفيات و بدأت تصل للحدود القصوى نتيجة زيادة اعداد الاصابات ونحن فى ذروة انتشار الوباء ، والحاجة الى مستشفيات ميدانية امر ضروري وهام ومطلوب في الوضع الراهن ولا سيما ان أعداد الوافدين المصابين يفوق بكثير عدد المواطنين اجمالا وسياسة القطيع تعنى زيادة وسرعة باعداد الاصابات .
وقد بينت منظمة الصحة العالمية بأن مناعة القطيع عملية حسابية ( وحشية خطرة ) غير آدمية والبشر ليسوا قطعانا وهى ماخوذة من علم الأوبئة البيطرية حيث يهتم الناس بالصحة العامة للقطيع ، ولا يهم صحة الحيوانات الفردية .
و بهذا المعنى هل البشر قطعانا؟ هل هم حيوانات؟ هل صحة الأقوى مناعة هو الجدير لعيش الحياة؟ بل هل يجوز شرعا ودستورا بالتضحية بأرواح البشر والقائهم الى التهلكة؟
اَي كبد رطبة ستموت جراء تطبيق نظرية "القطيع" ،فهي برقبة متخذي قرار اعتمادها في الدولة، وكل من شارك آثم ومنتهك لحقوق الانسان، ومجرم في نظر القانون .
لذا، من الضروري عدم الانجراف والإنحراف، والمسارعة باتخاذ قرار تطبيق نظرية مناعة القطيع، بل التريث و الأخذ بسياسة الصين الآدمية المتوازنة في تعاملها الفعال والذكي مع جائحة كورونا كوفيد ١٩، الصين فرضت حجر صحى بالغ الشدة على اكثر من خمسين مليون شخص ،و أثمر عن عودة الحياة الطبيعية بمدة زمنية معينة وحتى عندما أوقفت الحجر وفتحت المحال التجارية، و المدارس ،فقد اتخذت اجراءات صارمة في اجراءات التعقيم في المدارس، مذ بداية دخول كل طالب وتعقيمه بالكامل وأدواته المدرسية ،و ارتداء الكمام ، و غسل اليدين بالمعقم.
حالة الهلع التي تسود المجتمعات، جراء تزايد اعداد الإصابات والوفيات ، يقابلها اعداد تشافي كبيرة وهو مؤشر إيجابي، لنجاح العلاجات المتاحه و قوة مناعة الأجسام التي تتصدى وتقاوم المرض ولعل ما يميزنا في دولنا، برامج التطعيمات ،التي تفرضها الدولة على الكافة، فمنذ ولادة الطفل الى بلوغه السابعه عشر تقريبا اَي الى المرحلة الثانوية يتلقى جرعات من التطعيمات الإلزامية المجانية وهي مصدر لمقاومة الأمراض والفيروسات وعندما اشارت الصحة العالمية الى عدم مناعة الاطفال وضعف اجسامهم فبرأيي المتواضع انه بشكل اجمالي كون الاطفال ولصغر سنهم لم يتعرضوا لأمراض كثيرة كونهم لم يخالطوا المجتمع بشكل كبير ولمدة طويلة بعكس ابناءنا الذين تعرضوا للفيروسات عن طريق التطعيمات واكتسبوا مناعة.
جائحة كورونا كوفيد١٩ فتحت كافة الأبعاد للتغييرات للسياسات الصحية والمخبرية و التكنولوجية ولاشك انه بعد انجلاء وباء كورونا كوفيد ١٩ ستخصص الدول ميزانيات ضخمة للعلوم والأبحاث والمختبرات و ستتغير كافة السياسات والخطط والبرامج السياسية والعسكرية والاقتصادية.
دمتم بود
image
 15  0  273