Alia Talib Akeel أجمل الرجال
Alia Talib Akeel
أجمل الرجال
التقيته اول مرة في بيتي منتصف 1986..اسماني ( المودلية ) وضحكت من التسمية طويلا ، ومن يومها اصبحنا اصدقاء.. كل يوم يزداد (جماله) في عقلي وانا استمع لخلاصات فكرية وتراثية وثقافية وتاريخية وموسوعية ، تشاركنا السنوات والعمل الصحفي والاعلامي والثقافي ، واصبحنا ( عالية وحميد) فلا يمكن ان يتواجد في اي مكان ان لم نكن معا، مقرات صحف ومجالس ادبية وجامعات ومنازل رواد العراق ( علميا وادبيا) وصوته لا يهدأ ابدا ، ندخل في نقاش وننسحب الى اخر، وزاد جماله حتى فاض على روحي فاصبحت اشكر زوجي كل يوم لانه عرفني به وهما ابناء مدينة ( النجف) والسنوات التي جمعتهما اكملتها بالاشتراك بصداقة لا يمكن لاي وصف ان يعطيها حقها.
يوم تركت العراق كان اصعب موقف علي وداع المطبعي كان موازيا لوجع روحي حين ودعت أبنتي الكبرى" حراء" ، شق على نفسي ان لا اراه ولا ادري كم سيطول زمن انفصالنا، اتصل به في غربتي فيعيد لي صوته طمأنينة " العراق" وكانه كل وطني وكل صحبتي ومعارفي واهلي، حين عدت كان هو أول من التقيته وشعرت بأن الدنيا عادت لكرمها معي، حرصت ان يبقى حولي في كل المسؤوليات التي تكلفت بها كان للمطبعي عموده الثابت فيها، فقط لاشعر بالامان الروحي الذي يدلقه وجوده حولي.
مرض وانتقل الى النجف ، وكلما مررت من الشارع المؤدي لبيته القريب مني صرخت بلوعة ( آخ ياحميد ، لماذا انت بعيد ) ذهبت اليه في النجف ، ياه كم كان ضعيفا لا يقوى على حديث ولا ضحكات مجلجلة ولا ذكريات لاحداث ومواقف وشخصيات وجرأة عجيبة لم اجدها في كتابات لغيره يوما، عدت لزيارته مرارا وفي كل مرة كنت اراه يرحل عني وعن " العراق" الذي يحب وامسح دموعي حتى لا يراها فانا اعرف انه لا يحب البكاء ويخشى الرحيل ولا يجرؤ على سماع كوارث الاخرين.
سنتان وانت في رحلتك الابدية ، هل تعرف ماذا يعني فراقك عني ؟؟
" حميد المطبعي" لا زلت كلما مررت بالشارع الذي يؤدي اليك ارسل لك التحية والاشواق واقنع نفسي انك لا زالت في صومعتك بالطابق العلوي بين كتبك والمسيح المصلوب خلفك وطاولتك المرتبة بعناية تغبطني، رحلت وتركت اكثر من 40 مؤلف ولم تكن تدري اننا مجتمع ثقافي جاحد تماما لانسأل عمن يغيب وعمن يحتاج الرعاية وعمن ترك ارثا لا بد ان يحتفى به دائما.
ايها المطبعي مشتاقة لوجهك الجميل وضحكتك " الخطيرة" ياأجمل الرجال لن اقول لك وداعا يوما فما زلت ارسل التحيات لصومعتك التي أحبها واعرف انك تستقبل صوتي مثلما أسمع صوتك في عقلي دوما.
أجمل الرجال
التقيته اول مرة في بيتي منتصف 1986..اسماني ( المودلية ) وضحكت من التسمية طويلا ، ومن يومها اصبحنا اصدقاء.. كل يوم يزداد (جماله) في عقلي وانا استمع لخلاصات فكرية وتراثية وثقافية وتاريخية وموسوعية ، تشاركنا السنوات والعمل الصحفي والاعلامي والثقافي ، واصبحنا ( عالية وحميد) فلا يمكن ان يتواجد في اي مكان ان لم نكن معا، مقرات صحف ومجالس ادبية وجامعات ومنازل رواد العراق ( علميا وادبيا) وصوته لا يهدأ ابدا ، ندخل في نقاش وننسحب الى اخر، وزاد جماله حتى فاض على روحي فاصبحت اشكر زوجي كل يوم لانه عرفني به وهما ابناء مدينة ( النجف) والسنوات التي جمعتهما اكملتها بالاشتراك بصداقة لا يمكن لاي وصف ان يعطيها حقها.
يوم تركت العراق كان اصعب موقف علي وداع المطبعي كان موازيا لوجع روحي حين ودعت أبنتي الكبرى" حراء" ، شق على نفسي ان لا اراه ولا ادري كم سيطول زمن انفصالنا، اتصل به في غربتي فيعيد لي صوته طمأنينة " العراق" وكانه كل وطني وكل صحبتي ومعارفي واهلي، حين عدت كان هو أول من التقيته وشعرت بأن الدنيا عادت لكرمها معي، حرصت ان يبقى حولي في كل المسؤوليات التي تكلفت بها كان للمطبعي عموده الثابت فيها، فقط لاشعر بالامان الروحي الذي يدلقه وجوده حولي.
مرض وانتقل الى النجف ، وكلما مررت من الشارع المؤدي لبيته القريب مني صرخت بلوعة ( آخ ياحميد ، لماذا انت بعيد ) ذهبت اليه في النجف ، ياه كم كان ضعيفا لا يقوى على حديث ولا ضحكات مجلجلة ولا ذكريات لاحداث ومواقف وشخصيات وجرأة عجيبة لم اجدها في كتابات لغيره يوما، عدت لزيارته مرارا وفي كل مرة كنت اراه يرحل عني وعن " العراق" الذي يحب وامسح دموعي حتى لا يراها فانا اعرف انه لا يحب البكاء ويخشى الرحيل ولا يجرؤ على سماع كوارث الاخرين.
سنتان وانت في رحلتك الابدية ، هل تعرف ماذا يعني فراقك عني ؟؟
" حميد المطبعي" لا زلت كلما مررت بالشارع الذي يؤدي اليك ارسل لك التحية والاشواق واقنع نفسي انك لا زالت في صومعتك بالطابق العلوي بين كتبك والمسيح المصلوب خلفك وطاولتك المرتبة بعناية تغبطني، رحلت وتركت اكثر من 40 مؤلف ولم تكن تدري اننا مجتمع ثقافي جاحد تماما لانسأل عمن يغيب وعمن يحتاج الرعاية وعمن ترك ارثا لا بد ان يحتفى به دائما.
ايها المطبعي مشتاقة لوجهك الجميل وضحكتك " الخطيرة" ياأجمل الرجال لن اقول لك وداعا يوما فما زلت ارسل التحيات لصومعتك التي أحبها واعرف انك تستقبل صوتي مثلما أسمع صوتك في عقلي دوما.