أكتب لكِ وأنا أركضُ.. شعر: عامر الطيب/ العراق
أكتب لكِ وأنا أركضُ
لذلك ستصلك الكلمات شائكة
ستجدين اسمكِ في المنتصف مكرراً
مع أني فكرت أن أضعه في النهاية .
ستجدين أنني كتبتُ
حفلاً
و قد كنتُ أقصد حقلاً
ستعيدين العبارة مراراً
للتأكد من موعد الحفل
و من فساتينك أيضاً ..
أكتب لك الرسالة الثانية الآن وأنا أقف
لقد وضحتُ لك
أشياءً خارقة بخصوص الحقل
إلا أنك اعتقدت أنني أقصد
الحفلَ لكني أخطأت هذه المرة سهواً .
وداعاً
وداعاً
وداعاً
أكتب لك الرسالة الثالثة
و أنا أبكي
لقد كرهتُ الكثير من الكلمات
و احترقَ الحقلُ !
▪︎▪︎▪︎
حاولتُ أن أحبكِ في ما تبقى من الوقت
لكني انشغلتُ بترتيب الأنهار
و غسل الأنهار الصغيرة منها
فقد انخدعت المياه الضئيلة
بالهواء السريع
و ضيعت الطريق إلى النبع .
حاولتُ أن أحبك بعد أن أرجعَ من مشوار طارئ
إلا أنني اختفيتُ تماماً
بينما كنتُ أوصلُ حب امرأة أخرى
إلى الباب !
▪︎▪︎▪︎
قبلني بيدك
ضعها على شفتي هكذا
كما تهدأ القوارب في القرى الصغيرة
أو قبلني بانفك
ضعه في أي مكان شئت
بالطبع
لن يعدم المرء اليائس
فرصة للحقد في المدن التي تشتعل !
▪︎▪︎▪︎
يا بلادنا الخائفة من الطرق
و البوابات
و الأقفال ..
يا بلادنا الخائفة
من المفاتيح أيضاً
كيف ستموتين بطريقة ملفتة
اذا لم تخرجي
من البيت
خمسين سنة على الأقل؟!
▪︎▪︎▪︎
ما معنى كلمة جثة؟
أهي جسد قديم
أم كيس فارغ؟
أم هي فكرتنا عن النسيان؟
ما معنى كلمة صوت؟
أهي صوت
أم حائط؟
ذلك أنني كلما صحتُ يا إلهي
حسبتْ المدينة
أني سأنقل الأخبار السيئة إلى الله!
▪︎▪︎▪︎
في الشتاء السابق
لم تكن هناك وردة على جدار
قريب من الحرب،
لم تكن الأسابيع تبكي
كالقطط مثل الآن،
لم يكن صداعنا شديداً
كنا نغتسل
و نشرب شاياً
و ننام
لكن برد هذه الأيام
متوتر كأنه يحاول أن يبتكر لغة
و محاصر
كأن قيامة العالم كلهُ استندت
على بلاد واحدة لتقوم !
▪︎▪︎▪︎
هذا يوم الأحد
هذه نهايته ،
في الأحد القادم سيكون العراق
أشد حذراً
مع الأسماء
سيتأكد من الهواء
و الأصوات
ومن الموت و الصحراء ..
الأحد القادم
سيطير العراق إن استطاع
و إن لم يستطع
سيؤلف حياته القادمة مع الريح !
▪︎▪︎▪︎
اخترْ لك موتاً جيداً
انتظرْ أن تنتهي الحرب
و يتوقف الناس عن الثرثرة
في الدم و الدخان
اكتبْ شيئاً ساذجاً
عن امرأة
بالطريقة التي تجعلك تعتبر حبها
لعبة مضحكة
إلا أنك سرعان
ما تشعر بأن تلك اللعبة
تبتلعك تدريجياً .
اختر لك يوماً مناسباً لموتك
لقد انشغل الناس
بألعابهم
يمكنك أن تخرج من غرفتك الآن
تصوب مسدسك
على الجميع
ولا تقتل أحداً !
▪︎▪︎▪︎
أكل آدم التفاحة
من أجل التسلية
لكن الله أخذ الأمر على محمل الجد
أعد العالم
و الأسماء
و جهز الملائكة و الشياطين.
صار آدم عندئذ مطالبا بأن يفعل شيئاً
فتصرف مثل أي فيلسوف ناقم :
تقيأ مرتين ليصلح الأرض!
▪︎▪︎▪︎
أنك مثيرة من دون أن تتصنعي ذلك
لن أقول لك
أن الفراشة ليست مطالبة بأن تصير فراشة
لكني أعتقد أننا لسنا متفائلين تماماً
فالرجل الأعلى
يعيش أيامه الأخيرة في الليل
وقد يصدر أمراً
بإرسال نصف النساء المثيرات إلى الحبس!