مارد الأمنيات :: بـقـلـم إيمان المالكي
نمرض، ونريد أن نشفى بلا حاجة للذهاب للطبيب ولا الانتظار في الدور، ودون حاجة لأخذ الدواء ولا الإمتثال لتعليمات الطبيب
نحب، ولا نريد أن ننتظر، ولا أن نصغي، ولا أن نتنازل، ولا أن نخاطر، ولا أن نصفح، ولا أن نغير ما في أنفسنا كي تنجح علاقاتنا
نخطيء ولا نريد أن نعترف بالخطأ، ولا أن نستمع لانتقاد حقيقي، لانرغب في الاعتذار، ولا في محاولة إعادة توجيه مسلكنا
نطمح، ولانريد أن نخطط للوصول إلى غاياتنا، ولا أن نتعب في سبيلها، ولا أن نتعلّم المهارات اللازمة لتحقيقها، ولا أن نضحي لأجلها
نغضب، ولانريد أن نفهم أسباب غضبنا الحقيقية، لا نريد أن نواجه من أغضبنا، ولا نريد أن نقبل بمحاولات التخاطب إن أتت من الجهة الأخرى
نعيشُ على الأمل الخرافي أننا سنعثر على مصباح علاء الدين فجأةً، وسيقوم المارد (نيابة عنا) بتحقيق كل مانريد، وتغيير كل مانرفض
عقدة علاء الدين تسيطر علينا فردًا فردًا، من الصبية العاشقة التي تنكر الحب، إلى السياسي المارق الذي يتجاهل الاتجاه الكارثي لسياسته
أيها الناس، أبشركم، أن مارد علاء الدين لن يأتي، ولن تؤول أموركم صغائرها وكبائرها- إلى خير مالم ينذر أحدكم خالص عقله، وقلبه لتغييرها للخير
أيها الناس، "إن الله لا يغير مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" ، فلا تواكلوا، ولا توكلوا أموركم لماردٍ يدعي الإصلاح والصلاح وفي قلبه مرض
إن كل منا يحمل في ذاته ما يكفي ليفهم، ويشخص، ويتعلم ،ويصحح، ولا يعدم أحدنا مهما بلغ به اليأس، القدرة على الخلق والإصلاح
فلنصمت قليلًا عن التذمر، وليقم كل منا بعمل واحد كل يوم، عمل واحد فقط، يخلق فيه شيئًا كاملا، أو يصحح فيه أمرا كاملا، لا تسويف ولا أعذار
أيها الناس إن المارد الذي يمكنه أن يحقق الأمنيات يسكن في أفكارنا التي نصنع، في خالص أعمالنا وإن صغرت ، في وفاء قلوبنا وإن خذلها الواقع .