قضايا التغيب والمخدرات مستشارة قانونية كويتية تهاني العبيدلي الشمري
تطل علينا يوميا قضايا تغيب احداث من البنات والأولاد بعمر ١٢ و١٣ و١٤ طلاب مدارس وبعد ٢٤- ٤٨ ساعة يعثرون عليهم او بالأحرى يرجعون لبيوتهم بهدوء ظاهري للعامه وزوبعة وعاصفة في بيت العائلة ان انتشار المخدرات وما يقابله من برامج ومحاضرات توعوية بشانه وعقوبات جزائية مغلظة ضد تاجر المخدرات ومن يغرر بالأحداث ومن يحرضهم بل ولوالديهم في حال إخلالهم وتقصيرهم برعاية اولادهم.
ان لطبيعة المجتمعات العربية عموما و الخليجية خصوصا فان تورط الأحداث بأعمارهم الصغيرة بتعاطي المخدرات وغيابهم عن البيت لمده تفوق ال ١٨ ساعه نجد التعامل السلبي من قبل الوالدين تجاه هذه الواقعه الخطيرة فيلوذون بالصمت ويتعاملون مع ولدهم او ابنتهم بالتهديد والوعيد تارة وبالعقاب تارة اخرى او بالاحتواء الخاطىء او الاستسلام واليأس و الصبر والاحتساب والتعامل مع الامر انه بلاء يحتاج الدعاء والصبر ! نعم فالقلة القليلة الواعية من الأسر من تخضع المتعاطي للعلاج الطبي و تبلغ عمن غرر بابنها او ابنتها وهو الامر الصحيح . فالتلميذ او التلميذة المتعاطين للمخدرات كيف لهم الدفع نقدا لتلك المخدرات فالمصروف اليومي لا يكفي ويكون الدفع اما عن طريق الطرفه او عرض الجسد نعم ان المتعاطي يرخص الغالي من اجل جرعه المخدرات التي ترضيه و يرغب بها ويتطور الامر ان يزيد الجرعة مره عن مره ان أولياء الامور يفقهون جيدا ما يتعرض له ابنهم او ابنتهم من انتهاك لأجسادهم وهتك لأعراضهم من قبل الغير ولا يقبل منهم التجاهل او الاستغباء بشان هذا الامر انهم يدمرون ابنائهم بعذر الفضيحة القبيح فالمتعاطي في الاسرة من الإعمار الصغيرة ان كان لديه اخ فحتما سيجره معه وان كانت المتعاطية بنت ولها اخت قريبة من عمرها ستجرها معها الى مستنقع التعاطي وان لم يكن لديها اخت فالصديقة المقربة ستكون الضحية معها نعم فالمتعاطين الصغار خاصة لا يتعاطون منفردين بل باشتراك المقربين منهم ويشجعهم التاجر او الوسيط على ذلك بل ويأمرهم بكثير من الأحيان بجلب المزيد من الضحايا المتعاطين
ان من يعلم بشان اَي طفل مدمن للمخدرات ولم يتخذ والديه او الوصي او الولي عليه اَي اجراء لحمايته وعلاجه فله ان يبلغ الجهات المختصة عنه وسيساءل عن تهمة إهمال رعاية قاصر والتي تم تغليظها بموجب قانون الطفل رقم ٢١/ ٢٠١٥ وقانون الأحداث الجديد رقم ١١١/ ٢٠١٥ حيث العقوبة السجن والغرامة فالتزام أفراد المجتمع بتقديم واجب المساعده للطفل في حال تعرضه للخطر "المخدرات" في مقالنا هذا
ونجد ذلك في المادة رقم (٧٨ ) من قانون الطفل رقم ٢١ لسنة ٢٠١٥ التي تنص على
" وعلى كل من علم بتعرض طفل للخطر أن يقدم اليه مافي مكنته من المساعدة العاجلة الكفيلة بتوقي الخطر أو زواله عنه".
كذلك قانون الجزاء رقم ١٦/ ١٩٦٠ في المادتين١٤٣و ١٤٤ .
أيها الأب أيتها الأم ان كان لديكم احد أبناءكم متعاط للمخدرات فليس بالضرورة ان تكونوا السبب المباشر لذلك
فتحجموا عن الابلاغ ومعالجة ابنكم او ابنتكم المتعاطين ان المتعاطي في حكم المريض والطفل ضحية لمن اغرر به من الأصدقاء والغرباء وخاصة في وجود وسائل التواصل الاجتماعي ونجدها في الأجهزة الذكية حاليا هي من تربي الاطفال وتغذيهم فكريا بالصالح والطالح
وقد أورد المشرع الكويتي في البند الثالث من المادة ١١ ما يعد حماية للطفلدالقاصو حينما يتم استغلاله والانتفاع منه أو بواسطته أو خداعه بالتدليس أو الكذب أو الاحتيال بتشدي العقوبة المقررة حيث نصت على " لا تقل عقوبة الحبس أو الغرامة التي يحكم بها عن نصف حدها الأقصى اذا اقترنت الجريمة بأي من الظروف الآتية ؛
١- ارتكاب الجريمة من خلال عصابة منظمة.
٢- شغل الجاني وظيفة عامة وارتكابه لها مستغلا سلطته أو نفوذه .
٣- التغرير بالقصر ومن في حكمهم من ناقصي الاهلية أو استغلالهم .
٤- صدور أحكام مسبقة من المحاكم الوطنية أو الأجنبية بموجب الاتفاقيات المصادق عليها بلدانه الجانب بجرائم مماثلة .
انقذوا فلذات ابنائكم وابناء المجتمع من هذه الآفة التي اجتاحت المجتمع وحصدت الضحايا فمجتمعاتنا مستهدفة وإغراق الشباب في وحل المخدرات غاية وهدف لهؤلاء الافاعي الأبالسة لهدم المجتمع وتعطيل تنميته وضياع شبابه
هذه الظاهرة تتنامى وتتزايد ودقت أجراس كثيرة بشأنها ولا تزال تقرع وتحتاج الى علاج جاد وحازم بعمل جماعي فتكافل الاسرة والمدرسة ومؤسسات المجتمع لحلها امر ضروري وملح فنحتاج الى برامج كثيرة ومتخصصة وخاصة للوالدين في توعيتهم بشان الأعراض وسمات المتعاطي وطريقة احتوائهم لأولادهم وكيفية التعامل في حال وجود متعاط في الأسرة اضافة الى برامج تدريبية متخصصة للأخصائين الاجتماعيين في المدارس الذين يجهلون حاليا كيفية التعامل مع كل حالة تعاط على حدا بالاضافة الى الادارة المدرسية التي لا تحسن التصرف او بالأحرى تتخاذل فلا تبلغ الجهات المختصة وتكتفي بنقل الطالب لمدرسة اخرى حفاظا على سمعتها فقط غير مكترثة لمصلحة الطالب المتعاط ولا الى الطلبة في المدرسة المنقول اليها الطالب .
نسأل الله حفظ الأوطان وأبناءها من كل شر