×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
المخرج محمد فرحان

وم مولدي: العاشر من محرم كان عيدا لولا حادثة الحسين: للدكتورة هدى المطاوعة

Hoda Al-Mutawah


وم مولدي:
العاشر من محرم كان عيدا لولا حادثة الحسين:
للدكتورة هدى المطاوعة
9/9/2019

يوم استشهاد الامام الحسين هو اليوم الذي نجا فيه الله سيدنا موسى ع من فرعون وجعله يشق البحر بعصاه ويغرق فرعون وجيشه، وهو اليوم الذي نجا فيه سيدنا إبراهيم من النار وقال "يانار كوني بردا وسلاما على إبراهيم" ويقال انه اليوم الذي وقف فيه الطوفان واستوت فيه سفينة نوح على جبل الجود بعد ان امرها الله بقوله " يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ"
واليوم هو يوم خاص بالنسبة لي شخصيا، فهو اليوم الذي ولدت فيه في العام الهجري، فكان أهلي في المقيظ "المصيف" في منطقة في السيف كانت تسمى "البدعة" وكان جدي وجدتي في التاكسي ينتظرون ان يشقوا طريقهم وسط مواكب عزاء الحسين من تلك منطقة الريف البحريني الخضراء الجميلة المليئة بالنخيل والاشجار الكثيفة المتعانقة في الاعالي والينابيع والخضرة البهيجة إلى المحرق المدينة التاريخية العريقة والعاصمة الأولى للبحرين ،حيث مستشفى السيدة الهندية اليهودية او المسيحية القابلة المشهورة أم جان ، وكانت أمي لا تنسى المأزق والطلق الذي كان يحمي عليها في ذلك الظرف، حيث الشوارع كلها مكتظة بالناس والمسيرات الحسينية و تذكر لي كيف انها كانت تبتهل ألى الله ان لا تلد في سيارة التاكسي وتتعرض للفشيلة، وعناية الله استجابت لها فأقبلت "الهدى" على يد سيدة لا تنتمي لأي طائفة.. سيدة عبرت البلدان والمحيطات مثلي.. فصرت انتمي للانسانية كلها، ولا أميز أحد بسبب ديانته أو عرقه منذ طفولتي، وكانت صديقاتي في المدرسة ينتمين إلى جنسيات وعرقيات متنوعة : فوداد ، الفتاة البلوشية الرائعة الجمال ذات الظفيرتين الطويلتين السوداوتين والوجه الوردي الخجول، وأمل ربحي سالم الفلسطينية ذات الشعر الأشقر الذهبي المموج والوجه الشديد البياض، وحفيظة الهندية الخمرية اللون ذات الشعر القصير الأسود والقامة الطويلة الممشوقة، وأوميد الفتاة الإيرانية الاصفهانية الاصل ذات الشعر الذهبي القصير والوجه الابيض والابتسامة الدائمة، وشيخة ال خليفة ذات السمرة الخمرية المحببة والوجنات الوردية والظفائر البنية المقصبة ومرافقتها البنت الافريقية الملامح ذات الشعر الأجعد القصير والبشرة الداكنة والمليئة بالمرح - دون أن أعلم إن يوم ولادتي هو يوم عظيم بكل المقاييس، وكانت والدتي تقول بأنه لولا حادثة استشهاد الحسين، لكان يوم عيد لجميع الأديان، لان سيدنا موسى كان يصومه وكذلك سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فكل عام وانا وانتم بخير.
هدى المطاوعة* انتهى
image
 1  0  528