هيام الشرع " مرطبات الحاج زبالة "
هيام الشرع
" مرطبات الحاج زبالة "
كان لقائي به محض صدفة، حين دعيت وأنا بين أحضان القشلة والمتنبي لأشرب عصير الرمان الطبيعي، اِستفز اسم محله فضولي، فكان سبباً في التعرف عليه الأسم الذي كان على شيء من الغرابة والتحدي. إقترب مني مبتدئا بالسلام، والبشاشة في وجهه مرآة، كشفت عن معدنه الطيب وقلبه المحب والودود... بادلته الإبتسامة وفي عينيّ علامات تعجب، قرأها منتظرا أن اترجمها بسؤال.
وكان هذا اللقاء بالحاج محمد ابو شيماء صاحب محل مرطبات الحاج زبالة
▪يقال في الأمثال"خالف تُعرف" فهل هذا هو المقصد من هذه التسمية الشاذة؟
--التسمية ولدت عام 1900 يوم ولد والدي رحمه الله
فجدتي رحمها الله كانت كلما تلد ولدا يموت، أما بالجدري أو بالكوليرا أو بالحصبة أو بحادث، لدرجة أنها فقدت ثمانية اولاد بشكل متعاقب. كانت تتمنى أن تلد ابنة لكن الله تعالى لم يرزقها بها، اخيرا رزقت بولد اسمته عبد الغفور والذي صار والدي بعد ذلك. وجاء الأهل والجيران يهنئونها فكانت تقول لهم هذا ايضا "زبالة " ومشت عليه تلك التسمية.
▪سمعت ان محلكم يعد من أقدم المحلات التراثية العريقة، فهل هذا صحيح؟
--نعم صحيح، محل العصير هذا تأسس عام 1900 في محلة (باب السيف) التي تطل على نهر دجلة جهة الكرخ. وكان يقصده في عهد جدي الأتراك ثم الانكليز بعد الاحتلال تمركزت فيه "الدوبات"الشبيهة بالعبارات وكانت مهمتها نقل التمور والأجبان الى دول الخليج ومن هناك ينقل الهنود تلك البضائع للهند.
حتى انهم كانوا يستعلمون "الكلك" الذي هو عبارة عن سيقان الاشجار تربط بشدة الى جانب بعضها لتشكل مسطح يحمل فوقه البضائع والناس ويحرك بمجاذيف
كانت الحياة بسيطة جدا ووسائل النقل كذلك، حتى انهم كانوا يستعملون "الكاري" والذي هو عبارة عن عربة تسير على سكة تجرها الخيول تنطلق من الكاظمية وحتى ساحة الشهداء وهناك يبدلون الخيول لتنطلق مرة اخرى باتجاه الكاظمية
▪أرى صور متنوعة، رؤوساءِ دول وشخصيات معروفة تزين جدران محلكم وتظهره وكأنه كان وجهة قصدها هؤلاء فكيف ذلك؟
--هذا صحيح أغلب الصور المعلقة على جدران المحل؛ هي لرؤساء دول مروا وشربوا من عصيرنا.
نحن نملك سر صناعة العصائر الطبيعية المتنوعة؛ لأنه عندنا الاجهزة الخاصة والقياسات ومعرفة بالنوعيات خاصة الزبيب التي لا يعرفها احد، لا نستعمل المطيبات ولا السكر للتحلية ولا الملونات، نستخلص المادة بشكل مركز ثم نخففها بالماء لتقل حلاوتها ليصبح طعمها حامض حلو
▪ماذا تتذكر من مواقف تركت لديك ذكرى أو انطباع لرؤساء او مشاهير؟
--سأروي لك موقفاً مضحكاً حدث حين مر الرئيس العراقي السابق صدام حسين، وكان برفقته حسني مبارك رئيس جمهورية مصر العربية السابق ايضا، وقفوا أمام المحل، وعلى ما يبدو أن الرئيس العراقي قد عزم الرئيس المصري ليذوقه العصير من محلنا
كونه من أقدم المحلات وأطيبها، وحين نزل الرئيس حسني وقرأ اللافتة قال للرئيس صدام:
(ايه ده يا ابو عدي تشربنا شراب زبالة).
ايضا ذات يوم في زمن والدي
مر عبد الكريم قاسم ومرافقة وصفي طاهر وسائقه، لتناول العصير الطازج فقال موجها كلامه لهما :
كنت طالباً وأشرب من محل الحجي
وصرت في الكلية العسكرية وايضا أشرب من محل الحجي
والآن أنا رئيس وزراء وما زلت أشرب من محل الحجي.. فقال له مرافقه لكن سيدي ليته يغير إسم زبالة فقال عبد الكريم لا هذا إسم تراثي وسيبقى هكذا.
كان لقاءا ممتعا، وثقناه بالعديد من اللقطات الرائعة
ثم ودعته على أمل العودة ثانية لشرب عصير الرمان اللذيذ.
هيام الشرع
" مرطبات الحاج زبالة "
كان لقائي به محض صدفة، حين دعيت وأنا بين أحضان القشلة والمتنبي لأشرب عصير الرمان الطبيعي، اِستفز اسم محله فضولي، فكان سبباً في التعرف عليه الأسم الذي كان على شيء من الغرابة والتحدي. إقترب مني مبتدئا بالسلام، والبشاشة في وجهه مرآة، كشفت عن معدنه الطيب وقلبه المحب والودود... بادلته الإبتسامة وفي عينيّ علامات تعجب، قرأها منتظرا أن اترجمها بسؤال.
وكان هذا اللقاء بالحاج محمد ابو شيماء صاحب محل مرطبات الحاج زبالة
▪يقال في الأمثال"خالف تُعرف" فهل هذا هو المقصد من هذه التسمية الشاذة؟
--التسمية ولدت عام 1900 يوم ولد والدي رحمه الله
فجدتي رحمها الله كانت كلما تلد ولدا يموت، أما بالجدري أو بالكوليرا أو بالحصبة أو بحادث، لدرجة أنها فقدت ثمانية اولاد بشكل متعاقب. كانت تتمنى أن تلد ابنة لكن الله تعالى لم يرزقها بها، اخيرا رزقت بولد اسمته عبد الغفور والذي صار والدي بعد ذلك. وجاء الأهل والجيران يهنئونها فكانت تقول لهم هذا ايضا "زبالة " ومشت عليه تلك التسمية.
▪سمعت ان محلكم يعد من أقدم المحلات التراثية العريقة، فهل هذا صحيح؟
--نعم صحيح، محل العصير هذا تأسس عام 1900 في محلة (باب السيف) التي تطل على نهر دجلة جهة الكرخ. وكان يقصده في عهد جدي الأتراك ثم الانكليز بعد الاحتلال تمركزت فيه "الدوبات"الشبيهة بالعبارات وكانت مهمتها نقل التمور والأجبان الى دول الخليج ومن هناك ينقل الهنود تلك البضائع للهند.
حتى انهم كانوا يستعلمون "الكلك" الذي هو عبارة عن سيقان الاشجار تربط بشدة الى جانب بعضها لتشكل مسطح يحمل فوقه البضائع والناس ويحرك بمجاذيف
كانت الحياة بسيطة جدا ووسائل النقل كذلك، حتى انهم كانوا يستعملون "الكاري" والذي هو عبارة عن عربة تسير على سكة تجرها الخيول تنطلق من الكاظمية وحتى ساحة الشهداء وهناك يبدلون الخيول لتنطلق مرة اخرى باتجاه الكاظمية
▪أرى صور متنوعة، رؤوساءِ دول وشخصيات معروفة تزين جدران محلكم وتظهره وكأنه كان وجهة قصدها هؤلاء فكيف ذلك؟
--هذا صحيح أغلب الصور المعلقة على جدران المحل؛ هي لرؤساء دول مروا وشربوا من عصيرنا.
نحن نملك سر صناعة العصائر الطبيعية المتنوعة؛ لأنه عندنا الاجهزة الخاصة والقياسات ومعرفة بالنوعيات خاصة الزبيب التي لا يعرفها احد، لا نستعمل المطيبات ولا السكر للتحلية ولا الملونات، نستخلص المادة بشكل مركز ثم نخففها بالماء لتقل حلاوتها ليصبح طعمها حامض حلو
▪ماذا تتذكر من مواقف تركت لديك ذكرى أو انطباع لرؤساء او مشاهير؟
--سأروي لك موقفاً مضحكاً حدث حين مر الرئيس العراقي السابق صدام حسين، وكان برفقته حسني مبارك رئيس جمهورية مصر العربية السابق ايضا، وقفوا أمام المحل، وعلى ما يبدو أن الرئيس العراقي قد عزم الرئيس المصري ليذوقه العصير من محلنا
كونه من أقدم المحلات وأطيبها، وحين نزل الرئيس حسني وقرأ اللافتة قال للرئيس صدام:
(ايه ده يا ابو عدي تشربنا شراب زبالة).
ايضا ذات يوم في زمن والدي
مر عبد الكريم قاسم ومرافقة وصفي طاهر وسائقه، لتناول العصير الطازج فقال موجها كلامه لهما :
كنت طالباً وأشرب من محل الحجي
وصرت في الكلية العسكرية وايضا أشرب من محل الحجي
والآن أنا رئيس وزراء وما زلت أشرب من محل الحجي.. فقال له مرافقه لكن سيدي ليته يغير إسم زبالة فقال عبد الكريم لا هذا إسم تراثي وسيبقى هكذا.
كان لقاءا ممتعا، وثقناه بالعديد من اللقطات الرائعة
ثم ودعته على أمل العودة ثانية لشرب عصير الرمان اللذيذ.
هيام الشرع