هيام الشرع قشلة الخير كانت مبتسمة لي رغم الغيوم..
كان صباحا مختلفا يوم أمس، حين صافحت عيناي قشلة دجلة، صرح المثقفين والفنانين والمبدعين، زهوة بغداد بشموخها وعراقة مظهرها.....
وكأنها بابتسامتها تتحدى عوامل تعرية الزمن لكل قديم، لتقول لمن يزورها سأبقى هنا كما كنت، بكامل إناقتي وأهميتي..! وهذه الساعة التراثية التي تتصدر حديقتي؛ شاهد عيان على تأريخي وأصالتي، أميالها المتعانقة كل ساعة تمضي، تضخ الدم في شراييني ليبقى قلبي ينبض فرحا، وأنا استقبل أولادي وبناتي وأحفادي، وكل من سمع عني ورغب بزيارتي..
نعم يا قشلة المتنبي، ستبقين وجهة أصيلة فخمة كأصالة بغداد.. فهنيئا لنا بك وهنيئا لك بمن يحبك.
بينما كنت أتجول بين أروقة المتنبي والقشلة، اتوضأ من عبير أجوائهما العطرة، متنقلة بين ضفافهما لأطلع على أسماء الكتب المعروضة، واتفرج على المكتبات وما تحتويه من ادوات قرطاسية مختلفة واذا بي أمام الدكتور المبدع_مجيد السامرائي_
الاعلامي والكاتب المعروف الذي ميزني من أول وهلة ومازحني كعادته قائلا:
لماذا أصبحت قصيرة هكذا يا هيام وقد كنت اطول مني! ما زال كما عرفته بروحه الشبابية ومزاحه الأنيق وتواضعه وترحيبه، بكل من كانوا يمرون ويتوقفون ليسلموا عليه ويطلبون أن تجمعهم معه لقطة تذكارية.
كان يخبر البعض بلطفه المعهود أنها صدفة رائعة أن يلتقي بزميلة له منذ ايام عمله في جريدة الجمهورية.
حقا رغبت أن اخبره أني ما زلت محتفظة بكل الصور التي جمعتنا سوية مع فنانين وفنانات جمهورية مصر العربية حين كان يجري معهم لقاءات صحافية كالمرحوم عبد الله غيث والمرحوم عبد المنعم ابراهيم والمرحومة امينة رزق وغيرهم، لكن كثرة المعجبين والمعجبات وحديثهم معه حال دون ذلك.. بعدها ودعته متمنية له دوام النجاح والتوفيق.
كانت هذه زيارتي الاولى للمتنبي منذ ابتلعتني غربتي لأكثر من ثلاثين عام مضت وإن شاء الله لن تكون الأخيرة بعد اليوم.
هيام الشرع