Alhattab Jawad . لماذا شاركتُ – شاركتَ - في مربد هذا العام ..؟
Alhattab Jawad مع أدباء كركوك و٣ آخرين.
لماذا شاركتُ – شاركتَ - في مربد هذا العام ..؟
....................................................
- 1 -
سؤال وجّه لي اكثر من مرّة بعد ذهابي الى البصرة وقراءتي فيها.
.
أحيانا ، كان هذا السؤال يحمل لي طابع الفضول ليس الّا ..
وأحيانا كان يأتيني بصيغة إستنكار، خصوصا من بعض الذين حاولوا التقرّب من الإتحاد، بعدما أشيع عن مقاطعته للمهرجان، وبعد ان شاهدوا إنسحاب "الأمين العام" من القاعة، حين دعتني عريفة الحفل الى قصّ شريط القراءات !!
وللأمانة ..
أشهد بأن الصديق "إبراهيم الخيّاط" رجل "مذواق" وقد تكون لحظة خروجه من القاعة – وقت المناداة عليّ- محض مصادفة لا غير..
.
أعود الى السؤال الذي ما زال يطرحه البعض : لماذا شاركت في مربد هذا العام، وأنت المقاطع لكل المهرجانات منذ إحتلال بغداد، والى اليوم .. ؟
.
- 2 -
ذكرت بمنشور سابق، في صفحتي هذه، بعض اسباب مشاركتي ، وللإفادة والتوثيق، ألخّص ما قلته في ذلك المنشور، وهو انّ " مربد هذا العام يصادف ذكرى مرور 50 عاما على فكرة المربد الأولى - 1969 - 2019".
و ..
" في أول مربد هوجم الجواهري الكبير، أثناء إفتتاحه قراءات المهرجان، وبقسوة من ناقد عقّب على القصائد، بحيث شعر الجمهور العراقي المتابع لوقائع تلك الفعاليات بأنّه من جرح، وليس أبا فرات، ولذلك أحسست ان من واجبي – الإنتمائي – أن أنتصر له، ولو بعد 50 عاما، فذهبت الى الإفتتاح بقصيدتي عنه- مقبرة الغرباء".
و ..
"الشيء الآخر، وهو الأهم، إنتسابي للبصرة وأدبائها الذين قيل ان المركز ضد إقامة مربدهم.
.
... والبصرة مسقط الرأس..
... والبصرة، خط أحمر..
لذلك جاهرت بمناصرتي، لها.. ولأدبائها .. و...
ذهبت الى المربد" .
.
ولكن، ثمة ما لم أقله، من أسرار صغيرة، أريد أن أوضحها الآن ..
المهرجان رفع شعار تكريم الراحل الكبير " حسين عبد اللطيف " وأقام الدورة برعايته، برعاية إسمه الباذخ أعني ..
ولي مع "ابو علي" مواقف وذكريات ثرّة تمتدّ الى ما يقرب من ثلاثين عاما، ولذلك - أيّام محنته المرضية - إستنفرت كل ما أملك من مناشدات للمسؤولين لنجدته، لرئاسة الجمهورية، لرئاسة الوزراء، للجان الثقافة في البرلمان..
لكنّه زمن غير...
فأكله المرض قطعة قطعة، والجميع يتفرجون عليه، بما فيهم إتحاد الأدباء، وملايين الملايين في رصيده البنكي !!
.
أيّامها، بقيت على اتصال شبه دائم معه، وهو يصارع المحنة بكبريائه المعروف، وبروحه الساخرة التي يتميز بها المبدعون البصريون، وفي المقدمة منهم، هو ، وكاظم الحجاج – ادام الله عليّ ظلّ محبته – والراحل الكبير محمود عبد الوهاب، وثلّة أخرى من نبلاء هذه المدينة، التي أسهو – في أحايين كثيرة – فأكتب أسمها، بحذف حرف الباء، لأنها فعلا "صرّة" الأرض ومركز ثقلها..
ألمْ يفعلها "بن ابي طالب" حين رَكَزَ رمحه المستقيم بالعراق وقال : هنا صرّة الأرض ..
وأظنّه أراد بكلمته هذه " البصرة " لكنّه أسقط الباء محبّة وتعظيما، وليس سهوا .. فمثله لا يسهو.
.
- 3-
في الصورة المقتطعة من رسالة الصديق، الشاعر الكبير عبد الرزاق الربيعي، تقرأون ما كتبه لي، بأن صديقا كتب له بأنّ هناك من هاجمني لمشاركتي في "مهرجان جرش" في الأردن ..
وكان ذلك في تسعينيات الزمن الماضي!!
واليوم، يكتب لي بعض الأصدقاء بأنّ هناك من يهاجمني لأنني شاركت في "مهرجان المربد"..!!
وفي كلا الهجومين الإتهام ذاته: انني اجمّل وجه النظام ؟!!
.
وللجميع أقول : ايها الاصدقاء..
أنا الخط الموصل بين نقطتين :
وطني .. و .. وطني
البصرة، و.. البصرة
ربما تستعيدون معي ما ذكرته "الهندسة الإقليدية" من إن "الخط المستقيم" هو أقصر مسافة بين نقطتين..
أنا "خطّ" البصرة "المستقيم"، ولذلك حين دعتني انطلقت اليها مستقيما مثل رمح "بن أبي طالب" .
.
- 4-
يكتب لي " حسين عبد اللطيف " الذي رعا مربد 2019 بدورته الـ33، رسالة قصيرة يطالب فيها بـنسخة من ديواني " شتاء عاطل ".
ويشاكس الكبير- شعرا ومنزلة - كاظم الحجاج، لأنه يعرف ان الحجاج حين يصل بغداد لا بدّ وان يتصل بي.. ولذلك – بحسب الرسالة- طلب منه، ما إدّعى ان الحجاج إستأثر به فيما بعد!!
.
في العادة لا نطالب بنسخة من أيّ كتاب، ومن أي مبدع، الا اذا كان ذاك الكتاب – أو المبدع - يشكّل اهمية خاصة بالنسبة لنا، او ما نعتقد ان فيه ما يستحق المتابعة ..
ورسالة عبد اللطيف، شهادة ما زلت أعتز بها، لا سيما وأنّه كتب "مادة نقديّة " عن الديوان أرسلها لي فيما بعد .
.
وللطريفة ..
كتبت مرة إهداء على أحد كتبي، للصديق المبدع، الشاعر العربي العماني " سيف الرحبي " ما نصّه : ما اتمناه - يا سيف - الا تترك كتابي هذا في الفندق حين تغادر، كما افعله عادة انا مع كتبك !!
وصار إهدائي هذا يومها حديث المشاركين في ملتقى "حوار الثقافة العربية الألمانية " في صنعاء عام 2000، ولي عودة في مقال قادم عن مشاركتي فيه، وقراءاتي باحدى جلساته..
فالكتب حتى حين تهدى، تكون عرضة للإهمال اذا لم يكن فيها ما يعوّل عليه، فماذا لو طلبناها بانفسنا، وشاكسنا الآخرين عليها ؟!!
الطلب.. يعني "شهادة نقدية" في مثل هذه الأحايين، خصوصا اذا كان من شاعر شاعر مثل حسين عبد اللطيف !!
.
يكتب لي حسين ، بانّه أرسل الحجّاج خاطبا، فخطب لنفسه، وهذا يعني.. بان ما أرسلته – أنا - من نسخة " شتاء عاطل " استأثر بها كاظم، ولم يعطها لأبي علي الذي أوصاه بأن يجلبها له !!
ولأجل تدارك هذه الخطيئة، هدّدني اذا لم ارسل له نسخة ثانية، فشتائي عاطل عن الأمطار اذن !!
.
هذا هو بن عبد اللطيف الذي يسألني البعض : لِمَ ذهبت الى مربد البصرة وقرأت هناك، وهو يعرف ان هذا المهرجان هو دورة " حسين عبد اللطيف "؟!!
.
- 5 -
رسالة اخرى لمبدع بصري لا يعلى عليه، هو " جبار صبري العطية "، وادعو البصرة وإتحاد ادبائها الى تذكر هذا المبدع الكبير، المبدع الشامل .
.
يكتب لي العطية في رسالة قصيرة :
(.. أمس صباحا، الجمعة ، كنّا في إتحاد الأدباء، نمضي صباحنا فيه كما تعلم ..
سأل الأخ "محمد خضير" قال : سمعت ان جواد الحطاب في البصرة .
قلت صحيح، قابلته صدفة وبسرعة ..
قال الشاعر الحجاح، قابلته مرتين .
..
...أظنّ لست وحدي من يودّ ان يراك ويتحدث اليك
ولكن، لا بصدفة.. ولا بسرعة ..)
..
- 6 –
أخيرا..
أكلّ هذا، أيّها الأصدقاء ..
ويتجرأ أحدهم ويسألني : لماذا شاركت في مهرجان مربد هذا العام..؟
ولماذا ذهبت الى البصرة ؟!!
.
لماذا شاركتُ – شاركتَ - في مربد هذا العام ..؟
....................................................
- 1 -
سؤال وجّه لي اكثر من مرّة بعد ذهابي الى البصرة وقراءتي فيها.
.
أحيانا ، كان هذا السؤال يحمل لي طابع الفضول ليس الّا ..
وأحيانا كان يأتيني بصيغة إستنكار، خصوصا من بعض الذين حاولوا التقرّب من الإتحاد، بعدما أشيع عن مقاطعته للمهرجان، وبعد ان شاهدوا إنسحاب "الأمين العام" من القاعة، حين دعتني عريفة الحفل الى قصّ شريط القراءات !!
وللأمانة ..
أشهد بأن الصديق "إبراهيم الخيّاط" رجل "مذواق" وقد تكون لحظة خروجه من القاعة – وقت المناداة عليّ- محض مصادفة لا غير..
.
أعود الى السؤال الذي ما زال يطرحه البعض : لماذا شاركت في مربد هذا العام، وأنت المقاطع لكل المهرجانات منذ إحتلال بغداد، والى اليوم .. ؟
.
- 2 -
ذكرت بمنشور سابق، في صفحتي هذه، بعض اسباب مشاركتي ، وللإفادة والتوثيق، ألخّص ما قلته في ذلك المنشور، وهو انّ " مربد هذا العام يصادف ذكرى مرور 50 عاما على فكرة المربد الأولى - 1969 - 2019".
و ..
" في أول مربد هوجم الجواهري الكبير، أثناء إفتتاحه قراءات المهرجان، وبقسوة من ناقد عقّب على القصائد، بحيث شعر الجمهور العراقي المتابع لوقائع تلك الفعاليات بأنّه من جرح، وليس أبا فرات، ولذلك أحسست ان من واجبي – الإنتمائي – أن أنتصر له، ولو بعد 50 عاما، فذهبت الى الإفتتاح بقصيدتي عنه- مقبرة الغرباء".
و ..
"الشيء الآخر، وهو الأهم، إنتسابي للبصرة وأدبائها الذين قيل ان المركز ضد إقامة مربدهم.
.
... والبصرة مسقط الرأس..
... والبصرة، خط أحمر..
لذلك جاهرت بمناصرتي، لها.. ولأدبائها .. و...
ذهبت الى المربد" .
.
ولكن، ثمة ما لم أقله، من أسرار صغيرة، أريد أن أوضحها الآن ..
المهرجان رفع شعار تكريم الراحل الكبير " حسين عبد اللطيف " وأقام الدورة برعايته، برعاية إسمه الباذخ أعني ..
ولي مع "ابو علي" مواقف وذكريات ثرّة تمتدّ الى ما يقرب من ثلاثين عاما، ولذلك - أيّام محنته المرضية - إستنفرت كل ما أملك من مناشدات للمسؤولين لنجدته، لرئاسة الجمهورية، لرئاسة الوزراء، للجان الثقافة في البرلمان..
لكنّه زمن غير...
فأكله المرض قطعة قطعة، والجميع يتفرجون عليه، بما فيهم إتحاد الأدباء، وملايين الملايين في رصيده البنكي !!
.
أيّامها، بقيت على اتصال شبه دائم معه، وهو يصارع المحنة بكبريائه المعروف، وبروحه الساخرة التي يتميز بها المبدعون البصريون، وفي المقدمة منهم، هو ، وكاظم الحجاج – ادام الله عليّ ظلّ محبته – والراحل الكبير محمود عبد الوهاب، وثلّة أخرى من نبلاء هذه المدينة، التي أسهو – في أحايين كثيرة – فأكتب أسمها، بحذف حرف الباء، لأنها فعلا "صرّة" الأرض ومركز ثقلها..
ألمْ يفعلها "بن ابي طالب" حين رَكَزَ رمحه المستقيم بالعراق وقال : هنا صرّة الأرض ..
وأظنّه أراد بكلمته هذه " البصرة " لكنّه أسقط الباء محبّة وتعظيما، وليس سهوا .. فمثله لا يسهو.
.
- 3-
في الصورة المقتطعة من رسالة الصديق، الشاعر الكبير عبد الرزاق الربيعي، تقرأون ما كتبه لي، بأن صديقا كتب له بأنّ هناك من هاجمني لمشاركتي في "مهرجان جرش" في الأردن ..
وكان ذلك في تسعينيات الزمن الماضي!!
واليوم، يكتب لي بعض الأصدقاء بأنّ هناك من يهاجمني لأنني شاركت في "مهرجان المربد"..!!
وفي كلا الهجومين الإتهام ذاته: انني اجمّل وجه النظام ؟!!
.
وللجميع أقول : ايها الاصدقاء..
أنا الخط الموصل بين نقطتين :
وطني .. و .. وطني
البصرة، و.. البصرة
ربما تستعيدون معي ما ذكرته "الهندسة الإقليدية" من إن "الخط المستقيم" هو أقصر مسافة بين نقطتين..
أنا "خطّ" البصرة "المستقيم"، ولذلك حين دعتني انطلقت اليها مستقيما مثل رمح "بن أبي طالب" .
.
- 4-
يكتب لي " حسين عبد اللطيف " الذي رعا مربد 2019 بدورته الـ33، رسالة قصيرة يطالب فيها بـنسخة من ديواني " شتاء عاطل ".
ويشاكس الكبير- شعرا ومنزلة - كاظم الحجاج، لأنه يعرف ان الحجاج حين يصل بغداد لا بدّ وان يتصل بي.. ولذلك – بحسب الرسالة- طلب منه، ما إدّعى ان الحجاج إستأثر به فيما بعد!!
.
في العادة لا نطالب بنسخة من أيّ كتاب، ومن أي مبدع، الا اذا كان ذاك الكتاب – أو المبدع - يشكّل اهمية خاصة بالنسبة لنا، او ما نعتقد ان فيه ما يستحق المتابعة ..
ورسالة عبد اللطيف، شهادة ما زلت أعتز بها، لا سيما وأنّه كتب "مادة نقديّة " عن الديوان أرسلها لي فيما بعد .
.
وللطريفة ..
كتبت مرة إهداء على أحد كتبي، للصديق المبدع، الشاعر العربي العماني " سيف الرحبي " ما نصّه : ما اتمناه - يا سيف - الا تترك كتابي هذا في الفندق حين تغادر، كما افعله عادة انا مع كتبك !!
وصار إهدائي هذا يومها حديث المشاركين في ملتقى "حوار الثقافة العربية الألمانية " في صنعاء عام 2000، ولي عودة في مقال قادم عن مشاركتي فيه، وقراءاتي باحدى جلساته..
فالكتب حتى حين تهدى، تكون عرضة للإهمال اذا لم يكن فيها ما يعوّل عليه، فماذا لو طلبناها بانفسنا، وشاكسنا الآخرين عليها ؟!!
الطلب.. يعني "شهادة نقدية" في مثل هذه الأحايين، خصوصا اذا كان من شاعر شاعر مثل حسين عبد اللطيف !!
.
يكتب لي حسين ، بانّه أرسل الحجّاج خاطبا، فخطب لنفسه، وهذا يعني.. بان ما أرسلته – أنا - من نسخة " شتاء عاطل " استأثر بها كاظم، ولم يعطها لأبي علي الذي أوصاه بأن يجلبها له !!
ولأجل تدارك هذه الخطيئة، هدّدني اذا لم ارسل له نسخة ثانية، فشتائي عاطل عن الأمطار اذن !!
.
هذا هو بن عبد اللطيف الذي يسألني البعض : لِمَ ذهبت الى مربد البصرة وقرأت هناك، وهو يعرف ان هذا المهرجان هو دورة " حسين عبد اللطيف "؟!!
.
- 5 -
رسالة اخرى لمبدع بصري لا يعلى عليه، هو " جبار صبري العطية "، وادعو البصرة وإتحاد ادبائها الى تذكر هذا المبدع الكبير، المبدع الشامل .
.
يكتب لي العطية في رسالة قصيرة :
(.. أمس صباحا، الجمعة ، كنّا في إتحاد الأدباء، نمضي صباحنا فيه كما تعلم ..
سأل الأخ "محمد خضير" قال : سمعت ان جواد الحطاب في البصرة .
قلت صحيح، قابلته صدفة وبسرعة ..
قال الشاعر الحجاح، قابلته مرتين .
..
...أظنّ لست وحدي من يودّ ان يراك ويتحدث اليك
ولكن، لا بصدفة.. ولا بسرعة ..)
..
- 6 –
أخيرا..
أكلّ هذا، أيّها الأصدقاء ..
ويتجرأ أحدهم ويسألني : لماذا شاركت في مهرجان مربد هذا العام..؟
ولماذا ذهبت الى البصرة ؟!!
.