×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
Thikra Luaibi

إلى صديقتي

imageإلى صديقتي أ... ، كما وعدتكِ أن أكتب، ولكل امرأة واجهت مما سأكتبه:
سأكتب بجرأة لم يعهدها القارىء من قلم " ذكرى لعيبي"
سأكتب عن أمرٍ يقتل أعمق وأجمل وأكبر علاقة حب ممكن أن تبدأ بين رجل وامرأة.
لا ننكر أهمية وجود وتوفر وسائل التواصل الاجتماعي في عصرنا الحالي، ولن اتطرق هنا إلى سلبياتها أو ايجابياتها لأنها باتت معلومة عند الجميع.
بعض علاقات التعارف تبدأ بأحدى وسائل التواصل الاجتماعي الافتراضي، العالم الرقمي الغير محسوس، العالم الذي يخفي خلف الشاشة الحقائق التي نجهلها، والمشاعر التي لم نراها في أعين مَنْ نتحدث إليهم، ولا تعابير ملامحهم، وبعضها تأتي من أرض الواقع، أشخاص وضعنا القدر أمامهم أو وضعهم أمامنا، زملاء مهنة أو عمل أو دراسة أو سفر أو أقارب..
قد يأتي التعارف من باب مكالمة جاءت بالرقم الخطأ، أو من باب نافذة فيسبوكية ، أو لقاء في احتفال ومناسبة ..
سأتجاوز مرحلة التعارف، وأقف طويلاً عند " الغرض من التعارف" لأن هذا الوقوف سيحدد نوع العلاقة ، ونوع الحوار والتعامل مع المقابل، والمدى الذي ستصل إليه العلاقة ، والخطوط التي تسير بها.
للأسف الكثير ينسى أخلاقه وتربيته ومبادئه ، ويتخفى خلف أقنعة عديدة ، أقنعة لاتمت إلى واقعه أو حاله بشيء، ظاهرة أو حالة ، حقيقةً لا أجد أي مسمى لها ، انتشرت كثيراً، بين المثقف والجاهل، بين المتعلم والأمّي، بين الصغير والكبير ، بين القريب والغريب، وصرنا لانعرف أين الصدق وأين الكذب!؟
للأسف أيضًا تحدث بين من يدعّون الحب والمحبون بصدق.
بعد تعارف قصير، وتبادل عبارات الاعجاب والحب والشوق والوله وكل ما يخطر على البال من كلمات الشعر والقصة، يبادر العاشق الولهان بطلب " سخيف " جدًا، بحيث تتبدد كل الكلمات المهذبة التي كان يتحدث بها، وتسقط جميع المشاعر التي كان يبثها، ويتفجر بداخل المرأة بركان من القلق والخوف ومشاعر شتى تزعزع داخلها ، بل أحياناً تنتزع من داخلها الثقة بالآخر:
" حبيبتي أنا وحيد وتعبان وما أريد أغلط ، ولا أريد أسوي علاقة مع غيرچ"
" حبيبتي جيبي ايدچ وخليها على صدري" وطبعا هذا الحديث على أحدى وسائل التواصل
" حبيبتي تقربي شوية"
قلت في بداية المقال سأكتب بجرأة،، لأن فعلاً بعضهم افتقد عناصر التهذيب وافتقد القيم ، ولم يعرف أصلاً معنى حب وعلاقة نظيفة هدفها رابط مقدس .
لماذا الرجل يخنق علاقته بحبيبته بهكذا أمور؟! هل هذا سيكون رابط وثيق ؟ ما اللذة والمتعة في نزف المشاعر بطريقة مبتذلة عبر محادثة ؟
ربما بعضهن/م يرتضين/ون، ويجدن/ ون، تسلية أو سد جوع عاطفي ، لكن ثم ماذا بعد ذلك؟
مالذي بقي للقاء العمر؟ اللقاء الذي سيلغي جميع شاشات العالم، وجميع الحواجز والمسافات، اللقاء الذي سيجعل جوارحك تشعر وتلمس وتسمع حقيقة حبك وحلمك وأملك.
من المؤسف والموجع حقًا ، كثير من الرجال يخسرون امرأة جيدة بطلباته هذه، والعكس صحيح أيضًا.
مَنْ يحب بصدق لا يطلب من محبوبته علاقة متكاملة من خلال نافذة ماسينجر، أو محادثة واتس أو غيرها،، مَنْ يحب بصدق لغرض ارتباط دائم مقدّس ، عليه أن يتحاور بمودة واحترام ويخططان مع بعض من أجل إيجاد درب وطريقة لاستمرارية هذه العلاقة، وبحث في كيفية إزالة العراقيل التي ربما تقف في طريقهما.
العلاقة الحقيقية ، هي واقع محسوس، لقاء ملموس، مشاعر فرح وحزن متبادلة ، اشتياق للآخر، سعي للبقاء معًا، العيش معًا، تحمّل أعباء الحياة معًا، لاشيء هناك اسمه علاقة روحية أو حبيبة روحية " كما موظة هذه الأيام" أبداً ، لا انفصال بين الروح والجسد ألا بالموت، العلاقة الصحيحة الحقيقية هي بالروح والجسد معًا
لاشيء يستمر وينجح بالظلمة ، أوتحت عباءة الكذب أو أي مسمى آخر ، لا نبتة تنمو دون هواء وماء وتربة ونور الشمس، حتى نبتتة الظل أو الزينة تحتاج ماء وضوء، لا طفل يترعرع دون قطرة حليب، لا بيت آمن دون سقف، لا توفيق وسعادة دون صدق وصفاء نيّات.
فتح نوافذ تطلّ على حدائق خضراء وصوت عصافير ونوافير، أجمل وأنقى بكثير من فتحها على أرض خربة زرعها شوك وعاقول.
أرجوا أن وفيّت بالوعد لصديقتي.
بواسطة :
 0  0  233