الدبلة و المحبس في اليوبيل الذهبي لمعرض الكتاب 2019
مجموعة قصصية
شاهيناز الفقي ..........(مصر )
قراءة بقلم: أمجد مجدوب رشيد
المملكة المغربية
لهذا الكتاب نصيب من سنتنا الجديدة ،فهانحن نتناول إصدارا قصصيا لم يمر على ظهوره سوى أيام ، يتحفنا به مدير دار غراب للنشر والتوزيع ، وفق طلب منا بتزويدنا بعمل قصصي مصري، ولم نشترط أن يكون جديدا،أحببنا أن يكون جديدا ولكن ما تخيلناه سيكون وقد خرج من الفرن لتوه!!
شاهيناز الفقي قاصة مصرية لها كتابة قصصية ذات نكهة نسائية جميلة،اخترنا أن نقف عند قصة " يوم الغسيل الأبيض" وقاربناها سيميائيا ، وسنشير إلى قصص
أخرى في مجموعتها " الدبلة والمحبس" من تلك القصص قصة "ست الحسن" ففيها إمكانية تأمل أنساق مثل:
نسق الضمائر..ونسق الزمن.. ونسق التكرار..ونسق التخييل ..فضلا على تجليات المفارقة والتناص...كا لا نغفل إيحاءات الألوان في القصة..ويتعزز هذا النسق إذا ما أخبرنا القارئ الكريم أن من بين قصص المجموعة بل القصة الأولى عنوانها" الحبة الزرقاء" وفي قصة "صائد الفراشات" يكون فضاء النت الأزرق لموقع التواصل أحد أبطال القصة.
نسق اللون:
(..اليوم هو يوم الغسيل الأبيض...وضعت القميص الحريري الأبيض...بهت لونهما الأحمر...فتى وفتاة في عمر أخضر ندي...صاحبة الغسيل الأبيض..)
ليس النسق بنية موجودة سلفا، النسق ينهضه من شتاته المؤول،يشكله كفرضية قراءة،يشعر بما فيه من الدلالة ،ويمنحه الفرصة ليبوح بما فيه،إنه تخمين كما يقترح إيكو، وهو ليس حقلا دلاليا تفرزه الصدفة ويعثر عليه الحدس، ولا أسرة معجمية تقوي وجودها التشابهات...النسق سيرورة تأويل وهو جزء من الكون الدلالي الذي يبنيه المؤول ولايكون النسق سوى لبنة فيه.
"...فالعالم عند بورس بكل موجوداته" الواقعية"و" المتخيلة"يشتغل كعلامات.وهذا العالم لا يدرك إلا باعتباره سلسلة من الأنساق،وكل نسق يضم في داخله نمطا مزدوجا من الإحالات:إحالات داخلية تخص النسق ذاته،وإحالات خارجية تحيل الأنساق على بعضها البعض.."
عندما قرأت قصة شاهيناز الفقي ضمن مجموعتها "الدبلة والمحبس" القصة التي أعني قصة :"يوم الغسيل الأبيض" ص105. وقر في نفسي البعد الرمزي لكل كلمة موضوعة في النسيج القصصي ،الذي يصعب أن تقرأه بغير يقظة الناقد لأنه مكتوب بحس جمالي رفيع،وبحنكة معتقة، لا يوجد شيء وضع هكذا !! دون مقصد جمالي وهدف تكويني ،لذا فالنص كون من العلامات الشديدة الذكاء،والخصبة الدلالة،بل إنها تتبادل إضاءات وتتوالد منها معان أخرى عن طريق التفاعل الداخلي.
الألوان إذا ليست موضوعة إلا لأنها كثة بالمعنى..فماهي هذه المعاني الممكنة من خلال هذا النسق؟
ربما نحتاج إلى شيء من الدلالات التداولية فكلمة (أبيض) في مصر حاليا تعني لا علم له أو فقير جدا أولا يملك ...وهذا شأن صاحبة الغسيل فهي عانس أو مطلقة لا زوج ولا حبيب ،كل ما عاشته الفتاة في الحارة مع الفتى
شاهيناز الفقي ..........(مصر )
قراءة بقلم: أمجد مجدوب رشيد
المملكة المغربية
لهذا الكتاب نصيب من سنتنا الجديدة ،فهانحن نتناول إصدارا قصصيا لم يمر على ظهوره سوى أيام ، يتحفنا به مدير دار غراب للنشر والتوزيع ، وفق طلب منا بتزويدنا بعمل قصصي مصري، ولم نشترط أن يكون جديدا،أحببنا أن يكون جديدا ولكن ما تخيلناه سيكون وقد خرج من الفرن لتوه!!
شاهيناز الفقي قاصة مصرية لها كتابة قصصية ذات نكهة نسائية جميلة،اخترنا أن نقف عند قصة " يوم الغسيل الأبيض" وقاربناها سيميائيا ، وسنشير إلى قصص
أخرى في مجموعتها " الدبلة والمحبس" من تلك القصص قصة "ست الحسن" ففيها إمكانية تأمل أنساق مثل:
نسق الضمائر..ونسق الزمن.. ونسق التكرار..ونسق التخييل ..فضلا على تجليات المفارقة والتناص...كا لا نغفل إيحاءات الألوان في القصة..ويتعزز هذا النسق إذا ما أخبرنا القارئ الكريم أن من بين قصص المجموعة بل القصة الأولى عنوانها" الحبة الزرقاء" وفي قصة "صائد الفراشات" يكون فضاء النت الأزرق لموقع التواصل أحد أبطال القصة.
نسق اللون:
(..اليوم هو يوم الغسيل الأبيض...وضعت القميص الحريري الأبيض...بهت لونهما الأحمر...فتى وفتاة في عمر أخضر ندي...صاحبة الغسيل الأبيض..)
ليس النسق بنية موجودة سلفا، النسق ينهضه من شتاته المؤول،يشكله كفرضية قراءة،يشعر بما فيه من الدلالة ،ويمنحه الفرصة ليبوح بما فيه،إنه تخمين كما يقترح إيكو، وهو ليس حقلا دلاليا تفرزه الصدفة ويعثر عليه الحدس، ولا أسرة معجمية تقوي وجودها التشابهات...النسق سيرورة تأويل وهو جزء من الكون الدلالي الذي يبنيه المؤول ولايكون النسق سوى لبنة فيه.
"...فالعالم عند بورس بكل موجوداته" الواقعية"و" المتخيلة"يشتغل كعلامات.وهذا العالم لا يدرك إلا باعتباره سلسلة من الأنساق،وكل نسق يضم في داخله نمطا مزدوجا من الإحالات:إحالات داخلية تخص النسق ذاته،وإحالات خارجية تحيل الأنساق على بعضها البعض.."
عندما قرأت قصة شاهيناز الفقي ضمن مجموعتها "الدبلة والمحبس" القصة التي أعني قصة :"يوم الغسيل الأبيض" ص105. وقر في نفسي البعد الرمزي لكل كلمة موضوعة في النسيج القصصي ،الذي يصعب أن تقرأه بغير يقظة الناقد لأنه مكتوب بحس جمالي رفيع،وبحنكة معتقة، لا يوجد شيء وضع هكذا !! دون مقصد جمالي وهدف تكويني ،لذا فالنص كون من العلامات الشديدة الذكاء،والخصبة الدلالة،بل إنها تتبادل إضاءات وتتوالد منها معان أخرى عن طريق التفاعل الداخلي.
الألوان إذا ليست موضوعة إلا لأنها كثة بالمعنى..فماهي هذه المعاني الممكنة من خلال هذا النسق؟
ربما نحتاج إلى شيء من الدلالات التداولية فكلمة (أبيض) في مصر حاليا تعني لا علم له أو فقير جدا أولا يملك ...وهذا شأن صاحبة الغسيل فهي عانس أو مطلقة لا زوج ولا حبيب ،كل ما عاشته الفتاة في الحارة مع الفتى