هامش في قراءة إشكالية الدين في أنمطة المجتمع (الكاتب مصطفى العمري) د. دجلة احمد السماوي
هامش في قراءة إشكالية الدين في أنمطة المجتمع
(الكاتب مصطفى العمري)
د. دجلة احمد السماوي
صدر حديثا عن دار تموز ميموزي :دمشق في طبعته الاولى 2018 كتاب نقدي عنوانه إشكالية الدين في أنمطة المجتمع قراءات نقدية .يتألف الكتاب 186 صفحة صممت الكتاب الفنانة امينة صلاح الدين .
وقبل الولوج الى محتويات الكتاب النقدي الاجتماعي من حقنا ان نتساءل من هوالمؤلف مصطفى العمري يجب ان اعطي فكرة انبثاق مشروع الكاتب المغترب مصطفى المقبل الينا من بيئة جنوبية قدمت للعراق نصف مبدعيه وفنانيه ومفكريه ومناضليه وانماط العناد العقلي المتسلط بعباءة الدين الاسلامي والدين براء من ذلك . ورأى المؤلف لزاما عليه ان يقول شيئا بصوت عال في زمن المسكوت عنه او الكلام الخافت بشجاعة نادرةبعقله الواعي المتفتح ومنهجه العلمي الراسخ .وكان المؤلف قبل الكتاب وخلال الكتاب يسبح ضد تيار التخلف واوهام العصر وركود الادمغة والتدخل العقيم في تفاصيل حياة الناس وحرياتهم . ومحاولة تضليل الناس بامور يزعمون انها من روح الدين غير مبالين بعقول المفكرين ومجددي هذا العصر الموسوم بالتواصل الاجتماعي وهومعجزة هذا العصر . لذلك انطلق العمري بوعيه المتميز الذي بوأه مكانة كبيرة بين المثقفين. رغم انه مازال في طور الشباب والشباب عادة ينشغلون بامور كثيرة ويهملون الثقافة والفكر لكن العمري جعل الفكر هما مثل قوته فاستحق التقدير من المثقفين عن جدارة يغبط عليها واتوقع لهذا الكتاب ان يحتل مكانه مرموقة في المكتبة العربية وتهتم به الاقلام المنصفة .
ويتطرق الكاتب العمري الى عقلية الانسان السوي وغير السوي في زمن التكالب باسم الدين والقيم الاجتماعية والاخلاقية .ويشير الى بعض المفكرين الكبار والنقاد في الساحة الادبية ويبرهن على ارائهم الثرية بالحكمة . و يحاكم الكاتب العمري الظواهر الاجتماعية بمنهج عقلي رصين داعيا الى التخفف من سلطان النقل هذا السلطان المنفتح على الخرافة ونسبة الاشياء الى امور غير صحيحة .ومن هذا المنطلق يشق المؤلف طريقا فيه الكثير من النظر الموضوعي المستند الى قراءات متانية لكتب القدامى والمحدثين .لكي نطلع عليها من منبعها الصافي دون تنطع اومبالغة. وربما ناقش الكاتب حجج الاخرين ونظرياتهم مناقشة علمية ليست الغاية منها ان يحدد غلط الاخرين بقدر ما تكون الغاية تنوير الاخرين . ومن الظواهرالمهمة التي ناقشها ظاهرة التجاذب والصراع بين منطقي العقل والنقل الامر الذي مازال يشغل المفكرين كمايشغل الناس الاعتياديين .والغاية التي يهدف اليها العمري غاية صعبة ومهمة في وقت واحد وبخاصة ونحن مازلنا نعاني من شيوع ثقافة الخرافة ان جاز لنا هذا التعبير فقد تدخلت الخرافة في ادق تفاصيل حياتنا فلن تترك لنا مجالا للتفكير اومعرفة الصح من الغلط :وبتنا نشهد مقولات متداخلة مثل الجائز وغير الجائز والحلال والحرام وقد تتداخل المفاهيم فيكون غير الجائز جائزا .
يقول العمري كل العلماء والفلاسفة الذين ينتمون الى تلك البيئة المنكوبة.كانوايملكون وعيا لم يصرحوابه. إختنق ذلك الوعي ومات مع موتهم . ومع كل هذا الحذروالخوف ترشح لنا من وعيهم مانستنج منه علمانية قديمة بلباس ديني .اذن الكاتب العمري يتكلم عن اجيال مارست الفكر في ازمنة مختلفة وظروف صعبة ومع ذلك استطاعت ان تسرب لنا افكارها بطريقة غير مباشرة استنتجها العمري .
وشاهد ذلك المفكر والفيلسوف ابن رشد الذي لم يكن سعيدا في زمانه هو الاخر .فقد وجد من يحاربه حربا شرسة ومن يتهمه في دينه بل وبلغ ان يتهم هذا المفكرالعقلي بعقله وهذه واحدة من المحن التي يمربها التفكير .
ان الكتاب الذي بين ايدينايمثل حركة نوعية في سياق الافكار ولهذا نرجح انتشارهذا الكتاب النوعي بين ايدي المثقفين باختلاف اعمارهم ونزعاتهم الفكرية.
لان المؤلف كتب افكاره الحادة بهدوء يحسب له .
(الكاتب مصطفى العمري)
د. دجلة احمد السماوي
صدر حديثا عن دار تموز ميموزي :دمشق في طبعته الاولى 2018 كتاب نقدي عنوانه إشكالية الدين في أنمطة المجتمع قراءات نقدية .يتألف الكتاب 186 صفحة صممت الكتاب الفنانة امينة صلاح الدين .
وقبل الولوج الى محتويات الكتاب النقدي الاجتماعي من حقنا ان نتساءل من هوالمؤلف مصطفى العمري يجب ان اعطي فكرة انبثاق مشروع الكاتب المغترب مصطفى المقبل الينا من بيئة جنوبية قدمت للعراق نصف مبدعيه وفنانيه ومفكريه ومناضليه وانماط العناد العقلي المتسلط بعباءة الدين الاسلامي والدين براء من ذلك . ورأى المؤلف لزاما عليه ان يقول شيئا بصوت عال في زمن المسكوت عنه او الكلام الخافت بشجاعة نادرةبعقله الواعي المتفتح ومنهجه العلمي الراسخ .وكان المؤلف قبل الكتاب وخلال الكتاب يسبح ضد تيار التخلف واوهام العصر وركود الادمغة والتدخل العقيم في تفاصيل حياة الناس وحرياتهم . ومحاولة تضليل الناس بامور يزعمون انها من روح الدين غير مبالين بعقول المفكرين ومجددي هذا العصر الموسوم بالتواصل الاجتماعي وهومعجزة هذا العصر . لذلك انطلق العمري بوعيه المتميز الذي بوأه مكانة كبيرة بين المثقفين. رغم انه مازال في طور الشباب والشباب عادة ينشغلون بامور كثيرة ويهملون الثقافة والفكر لكن العمري جعل الفكر هما مثل قوته فاستحق التقدير من المثقفين عن جدارة يغبط عليها واتوقع لهذا الكتاب ان يحتل مكانه مرموقة في المكتبة العربية وتهتم به الاقلام المنصفة .
ويتطرق الكاتب العمري الى عقلية الانسان السوي وغير السوي في زمن التكالب باسم الدين والقيم الاجتماعية والاخلاقية .ويشير الى بعض المفكرين الكبار والنقاد في الساحة الادبية ويبرهن على ارائهم الثرية بالحكمة . و يحاكم الكاتب العمري الظواهر الاجتماعية بمنهج عقلي رصين داعيا الى التخفف من سلطان النقل هذا السلطان المنفتح على الخرافة ونسبة الاشياء الى امور غير صحيحة .ومن هذا المنطلق يشق المؤلف طريقا فيه الكثير من النظر الموضوعي المستند الى قراءات متانية لكتب القدامى والمحدثين .لكي نطلع عليها من منبعها الصافي دون تنطع اومبالغة. وربما ناقش الكاتب حجج الاخرين ونظرياتهم مناقشة علمية ليست الغاية منها ان يحدد غلط الاخرين بقدر ما تكون الغاية تنوير الاخرين . ومن الظواهرالمهمة التي ناقشها ظاهرة التجاذب والصراع بين منطقي العقل والنقل الامر الذي مازال يشغل المفكرين كمايشغل الناس الاعتياديين .والغاية التي يهدف اليها العمري غاية صعبة ومهمة في وقت واحد وبخاصة ونحن مازلنا نعاني من شيوع ثقافة الخرافة ان جاز لنا هذا التعبير فقد تدخلت الخرافة في ادق تفاصيل حياتنا فلن تترك لنا مجالا للتفكير اومعرفة الصح من الغلط :وبتنا نشهد مقولات متداخلة مثل الجائز وغير الجائز والحلال والحرام وقد تتداخل المفاهيم فيكون غير الجائز جائزا .
يقول العمري كل العلماء والفلاسفة الذين ينتمون الى تلك البيئة المنكوبة.كانوايملكون وعيا لم يصرحوابه. إختنق ذلك الوعي ومات مع موتهم . ومع كل هذا الحذروالخوف ترشح لنا من وعيهم مانستنج منه علمانية قديمة بلباس ديني .اذن الكاتب العمري يتكلم عن اجيال مارست الفكر في ازمنة مختلفة وظروف صعبة ومع ذلك استطاعت ان تسرب لنا افكارها بطريقة غير مباشرة استنتجها العمري .
وشاهد ذلك المفكر والفيلسوف ابن رشد الذي لم يكن سعيدا في زمانه هو الاخر .فقد وجد من يحاربه حربا شرسة ومن يتهمه في دينه بل وبلغ ان يتهم هذا المفكرالعقلي بعقله وهذه واحدة من المحن التي يمربها التفكير .
ان الكتاب الذي بين ايدينايمثل حركة نوعية في سياق الافكار ولهذا نرجح انتشارهذا الكتاب النوعي بين ايدي المثقفين باختلاف اعمارهم ونزعاتهم الفكرية.
لان المؤلف كتب افكاره الحادة بهدوء يحسب له .