غصن ..... قصة قصيرة
ظافر الجبيري "قاص سعودي
غصن
قصة قصيرة ............. ظافر الجبيري/ قاص سعودي
منذ أن ترملتْ، بانت شكوكُها في الآخرين من حولها.لم أعرف أن ظنونها قد تصلني فيما عشتُ أنظِم الوداعة مع الناس في عقد من طمأنينة لا أريد له أن ينفرط يوما.
غبتُ عن بيتي لأشهر قليلة ؛وعدت إليه أتفقّد مازاد وما نقص من أشياء. وجدت أغصانًا تطاولت فوق السور في جهات أخرى . لكن الغريب أن ينفذ غصن واحد نحو حوش الجارة مستغلًّا فرجة في الجدار لم تغلق .
ترك الغصن فناء البيت واخترق السور العالي من الوسط باحثا عن ضوء، وراح يلاعب الهواء وحيدًا..سرى التسبيح على لساني متأمّلًا حال الحياة والشجر.
عدت أدراجي متسائلًا: هل يمتنع ، و هل ينكسر لو أعدته إلى صوابه؟
بعد أن توسّط القمر قلب السماء ،تجوّلت في المكان ..وقد سرتْ أنفاس الليل عذبة، وكأنما النهار ذكرياتُ ماضٍ بعيد !
مررتُ بالقرب من الفناء المجاور مفكّرًا فيما عزمتُ عليه ، ومع خطواتي لمحتُ بابًا مفتوحًا على الليل والقمر ، وتعالتْ إلى مسامعي آهاتٌ حرّى .. تراجعت تاركًا أسرار الليل تمضي إلى أقصاها، وعن قرب، شهدتُ الباب والغصن مع كائنات السهر تملأ المكان برعشات هامسة.