أخبار قناة الشمس

×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
المخرج محمد فرحان

الأحد 14 يناير 2018 بيت السرد في ثقافة الدمام السعودية يناقش رواية فلين جذور الصفصاف في أمسية بعنوان (رواية وناقد)

في ليلة أدبية سعودية سودانية ووسط حضوري نوعي من الجنسين; استضاف بيت السرد وجمعية الثقافة والفنون بالدمام مساء الأحد 14 يناير الجاري; الأستاذ الدكتور ظافر محمد الشهري عميد كلية الآداب جامعة الملك فيصل رئيس مجلس إدارة نادي الأحساء الأدبي. والروائي والقاص جمال الدين علي الحاج. حيث قدم الدكتور مبارك الخالدي سيرة ذاتية مقتضبة عن الضيفين ومن ثم تلاه الكاتب جمال الدين علي. حيث ذكر في معرض حديثه أن الكاتبة كفعل إنساني هي نتاج لاختمار الكثير من الأفكار والانفعالات النفسية داخليا وفي لحظة كوميض يخرج الدفق فتهدأ النفس. وقال أنه تعثر بالصدفة خلال تصفحه لموقع ال BBC بقصة مصطفى ود بربر الدرويش الصغير الطفل الذي أخذته حملة انقاذ غردون معها شمالا وكانت هذه الحادثة هي الشرارة التي قدحت في وقود الخيال. أيضا ثمة تساؤلات تعتري الواحد عند قراءة تاريخ العظماء. أين البسطاء الذين عاشوا حولهم؟ ألم يكن لهم دور. حياة. أحلام؟ لماذا أقفلهم التاريخ؟ من هذا المنطلق رمح الخيال ليصور حياة أولئك البسطاء ملح الأرض. فكان فلين ومرجان وعبد الخير والشيخ موسى ود نايل وسيسبانة وشامة وغيرهم كثير. إن كنا نجهلهم نحن أهل الأرص; فحتما يعرفهم أهل السماء.
البروف ظافر قراءة نقدية من 28 صفحة في رواية فلين جذور الصفصاف. تحدث عن الفرق بين كتابة التاريخي في قالب روائي و الرواية التاريخية. وذكر أن هذه الرواية في أحداثها وخصائصها السردية تشكّل نصا ابداعيا مربكا بتعدد احتمالاته وتنوع إمكانياته وكثرة متاهاته فهي تتحدث عن مرحلة تاريخية هامة عرفها السودان داخليا من الناحيتين السياسية والاجتماعية ( الثورة المهدية) وخارجيا في علاقته بالحكم التركي و الاستعمار الإنجليزي لاحقا. واذا ما أردنا أن نكون منصفين في القراءة فإن التقنيات السردية في هذه الرواية هي بلا شك تقنيات إشكالية من فلاش باك وتداعي حر وراوي عليم إلى تقنية التقطيع و تعاقب الرواة. وراوية فلين جذور الصفصاف شكل إبداعي لها ما يميزها عن غيرها من الأشكال المشابهة لها مثل القصة والأقصوصة ولكن شرطا مهما يبقى مشتركا بين هذه الأشكال الأدبية جميعا ألا وهو البعد الزمني لأن أي حدث إنساني لا يمكن تصوره خارج إحداثية الزمان والمكان. اذ لاحظنا أن الروائي يستعمل أسماء لوقائع فعلية وأسماء مدن حقيقية لكنه لا يسرد لنا تاريخ هذه الأحداث وفق تعاقب زمني تفرضه الوقائع ويفرضه علم التاريخ حين يعرض الحدث ويحلله ويربط اسبابه بنتائجه. اذ الزمن التاريخي تعاقبي يربط الحاضر بماضيه أو الماضي بمستقبله أي أن المؤرخ يتعامل مع الزمن تعاملا خطيا اما تقدميا من الماضي إلى المستقبل أو العكس مع ترتيب الأسباب والنتائج تصاعديا أو ارتداديا وهذا يعني أن المؤرخ لا يفصل الحدث عن إحداثيته الزمانية والمكانية أما الروائي وان كان ينطلق من الحدث نفسه فان سرده للأحداث يختلف نوعيا عن المؤرخ اذ للمخيلة دورها في صناعة الحدث الروائي والزمن الروائي لذا فهو يتنقل بحرية في الزمن وكأن التاريخ عنده يتحول إلى ذاكرة حية لا تتعامل مع الأحداث كما وقعت وفق تعاقبها انما تتعامل مع الأحداث كما تخيلتها الذاكرة الابداعية وترتبها وتستحضرها واذ بالرواية تؤلف مشاهد متداخلة في أزمنتها وشخصياتها تفرض على القارئي اعادة ترتيب المشاهد ليفهم وقائعها كما يجب من خلال متابعة المقاطع السردية المتناثرة التي يستحضرها الراوي تارة ويقطعها تارة أخرى وفق ما يقتضيه حال تسلسل الأحداث في وقائع الرواية إن واقع الرواية غير واقع التاريخ وان كان الحدث واحدا لذلك يكون من العبث البحث عن حقيقة الواقع في النص الأدبي.
تخلل الجلسة وصلات موسيقية قدمها عازف القانون عبد العزيز بو سعود.
ثم فتح باب النقاش وطرح الأسئلة من قبل الحضور.
قدم الأستاذ الدكتور ظافر الشهري تساؤل للروائي و للحضور. حيث ذكر أنه لاحظ خلال زياراته لكثير من الدول الأفريقية أن الدور التبشيري يقوم على استمالة الناس بالمعونات وذكر أنه يلاحظ ذلك من خلال الكنائس فخم البناء بجوار المساجد المتداعية وأيضا المدارس الكنسية مقارنة لمدارس المسلمين وهذا ما قامت عليه الحملات التبشيرية في القارة الأفريقية وقد تطرق له الكاتب بشكل رائع كسؤال يطرق الذهن على مر الحقب.
مداخلة الأستاذ عبد الله الوصالي بسؤال للروائي. هل هل الاخصاء استطاع أن يكبح جماح الشجاعة.
أجاب الروائي جمال الدين. الاخصاء كفعل ميكانيكي يكبح جماح الهرمونات الذكورية وتقوى الهرمونات الأنثوية ولا يمكننا القول أن الأنثى لا تمتلك الشجاعة ولكنه في حالة فلين وفي لحظة مثل انطلاق الشرارة و ارتداد الشحنات بذهنه مع وميض الحب الذي لمع بقلبه حين التقى سيسبانة كل ذلك التضاد الروحي و النفسي والعاطفي والذهني أضاء فلوات كانت معتمة بذهنه وبلغ الذروة لحظة هم بتقبيل سيسبانة حينها نبض قلبه بالحب ولا شرارة ذكورية تنطلق لتحرك الكوامن.حينها أدرك فداحة الفقد وسري تيار كامل جسمه شحنه بشحنات الانتقام. وفكر في القصاص ممن فعلوا به ذلك الفعل الشنيع.
سؤال آخر موجه للبروف ظافر. تعاقب الرواة وتوثيقه الحالة الروائية هل يحدث خللا في الجزء المروي؟
اجاب بروف ظافر الشهري.
لابد من ذلك في الرواية التاريخية ولا يصيبها بالخلل بل بالعكس تعدد أصوات الرواة وتعاقبهم يحفزنا الى اعادة كتابة التاريخ وهي تمثل وجهات نظر مختلفة.
مداخلة من دكتور مبارك الخالدي. حيث قال لاحظت في الرواية أن المرأة لعبت نقطة تحول كبرى في حياة فلين. فمنذ القبله الأولى التي تلقاها من ابنة سيده أبي السعود وهو طفل صغير وحتى التقائه بسيسبانه حبيبته لاحقا واكتشافه لحجم الفقد. هذان الفعلان المتضادان شكلا نقطة تحول كبرى في النص وفي نفس فلين. من طفل مكتمل الى خصي ومن شاب يافع بلا شهوة الى ثائر في وجه الظلم. واختتمت الأمسية بتقديم هدايا من قبل بيت السرد للضيفين و من ثم قام المؤلف بتوقيع نسخ من الكتاب.
د.جمال الدين علي
image
image
image
image
image
image
الخ




image
 0  0  336