الشاعرة سعاد حسن العتابي .. اللامكــان
في اللامكان ...
على ضـفة بـلا نهـرٍ
جلسـتُ وظلّي على أعشاب الماء
يشـاركني مُـرّ الحديث وحلمي
وزهرة عباد الشـمس تمرّست سماعنا
وأشـياء هنا .. وهنـاك
تحتفظ بانعكاس .. همسنا
وتأريخ .. أمنياتنا القريبة البعيدة
وهناك..
عقدَ المساءُ قرانه على الصباح
أضاعت الشمسُ نورها
التَحفَ القمرُ بالعتمة
تشرذمتْ الأنجم في متاهات الفضاء
سافرتْ الأحلام خارج الزمن
بكتْ البساتينُ البلابلَ الغافية
انطوى الجسد وتدثّر بجلده وبقبلةٍ
تسمّرتْ على الشفاه
من زمن ما ....
في اللامكان ..
اجتَحْـتُ وظلّي برزخَ الروح
هــاجَ شوق لذاتٍ أقْصيـتْ
في سراديب العتمة ..
زادُها حزن تعهّد لها بالأخلاص
في اللامكان..
انسلخنا عن ذاتنا لحظتيـن
محونا دروب التيــه من خطواتنا
بابتسامة لاحـتْ لنا من سماء الوطن
خلعنا أسمال الغربة
وانطلقنا .... نحو السراب
في اللامكان .....