×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
مديرة التخرير سعاد العتابي

أدب الطفل من المهد إلى النضج التام.. بقلم: سعاد العتابي

image


المطالعة غذاء للروح، وقد قيل "الكتب مدرسة يدخلها كل راغبٍ.. متى شاء".
إن أردت أن تعرف حضارة الغد لشعب من الشعوب انظر إلى أطفال هذا الشعب وادرس سلوكياتهم وأفكارهم ومدى حبهم للمعرفة والإطلاع.
إن الأمم المتحضرة تنظر إلى الطفل نظرة احترام وتقدير حدّ التقديس، لأن الطفل هو المستقبل ونحن في مجتمعاتنا لا نبالي بذلك الكائن البائس المبتلى بمن ينهره ويسكته ويعامله بعنف.
آن الأوان لأن نلتفت لأبنائنا وننصفهم.
إن تربية الأطفال هي صناعة الإنسان.
فأول طريق للتفتح والإبداع هو التمرين المبدئي للإصغاء والاستماع، ثم التدريب على الحكي وممارسة التعبير والكلام، واعتبارا لدور أدب الطفل وأهميته بمختلف أنواعه: (القصة والشِّعر، والمسرح المدرسي ومسرح الطفل، ومسرح العرائس، ووسائل الإعلام ومختلف الوسائط، التلفاز والإذاعة والمجلة والسرد المباشر.) في الحفاظ على توازنه النفسي، فإن الأطفال الذين ينشؤون نشأة تذوقية أدبية يكتسبون مهارات وعمقا في الذاكرة وتنمية في الشخصية وتكاملها. وهو من أهم الأجناس الأدبيّة التي تهتم بعقل الطفل وتجعله مؤهلا لتحمّل مسؤولية بناء الوطن بوعي واقتدار.
يتميز أدب الطفل عن أدب الكبار بخصائص تتناسب وعقل الطفل بعيدا عن الحشو والتلقين، إنه جنس يساهم في تنمية المهارات اللغوية عن طريق استخدام لغة سهلة بسيطة ليس فيها إطناب ولا تقعر، تعابير واضحة لا تحمل أكثر من معنى، فرموز أدب الطفل لا ينبغي أن ترهق القدرة العقلية للطفل وتكلفه جهدا يفوق إمكاناته المتواضعة، نراعي خصائص النمو الجسمي وقدرات العقل على التفكير والتحليل مع وجود المقومات النفسية الجذابة كالحوار البسيط والحدث والحبكة السهلة في القصة، وأن يشمل على خصائص فكرية تتعلق بالخيال وأن يبتعد عن التجريد وينشد المحسوس ويتناول الصوَّر ذات الصلة بالحياة.
معايير أدب الطفل:
الكتابة للأطفال تخضع لثلاث اعتبارات أساسيّة حسب ما صرح بذلك الباحثون والمربون، اعتبارات تربوية، واعتبارات فنية عامة وأخرى خاصة.
ولكل كاتب أهداف يرسمها ووسائل يستعملها لبلوغ غاياته، فنحن نكتب من أجل بناء جيل قارئ يتذوق ما يقرأ، ويوظف ما يكتسب، وأدب الطفل يساهم في تحرير الطفل من العنف والقمع والوصاية ويساعده في تفتق ما لديه من كوامن ويعمل على تمهير مواهبه، يرسخ في ذهنه القيم الإنسانية وينمِّي فيه الوعي بالخصوصيات الثقافية والتراث ويحبب إليه البيئة، فيكتشف ذاته ومحيطه ويقبل الحق في الاختلاف ويرضى برأي الآخر، ويسهم في إذكاء روح البحث وحب الإطلاع.
 0  0  1791