×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
المخرج محمد فرحان

إنهم أطباء ولكن

image
طغت في السنوات الأخيرة موضة الجراحات التجميلية بين جميع فئات الأعمار و كلا الجنسين ، لكن النسبة النسائية هي التي شكلت أعلى نسبة، بقدر ما كان هذا المجال خدم الكثيرات بقدر ما أصبح شبحا يحسب له ألف حساب لخطورته التي باتت تهدد الكثيرين و الكثيرات ، بسبب الأخطاء الجراحية التي يقع فيها العديد من الأطباء.

بعد سنوات عديدة من النجاح و الشهرة الذي تلقاه هذا المجال و الذي لم نكن نسمع عنه سوى كل خير إستبشر به الكثيرين و إعتبره قفزة كبيرة وعملاقة بالمجال الطبي ، مع مرور الزمن بدأ هذ البريق يتحول إلى ظلمة و ووحش شوه العديد من الناس ودمر حياتهم ،و السبب الأخطاء اللامتناهية التي أصبح يقع فيها الكثير الأطباء في ظل التجارة التجميلية الرائجة التي لم تعد تفرق بين مجال الطب و الرسالة الإنسانية و التكالب المادي.
فيا ترى من يتحمل نتيجة هذه الأخطاء المدمرة؟ ومن سيعوض المرضى المشوهين؟
نعلم من أن في الطب هناك جانب للخطأ معترف به دولياً لكن ما يهمنا و يهم الجميع متى قد نقول عنه من أنه خطأ حقيقي؟ وهل هذه الأخطاء التي تسبب تشوهات و عاهات أبدية بعد العملية الجراحية أو الترميمية للأنف أو الشفاه و التي لا رجعة فيها ولا يمكن تصحيحها تعتبر خطأ مقبول عالمياً و إذا كان مقبولاً عالمياً فلن يكون مقبولاً من طرف المريض ولن يغفر..
هل المريض عليه أن يتحمل مسؤولية خطأ طبيبه أيضاً؟ أسئلة كثيرة تدور بأذهاننا جميعاً
إلى متى سيظل هذا الشبح يطارد الجميع ، إلى أي مدى هؤلاء الأطباء سيظلون غارقين في عدم الحرفية في مجالهم منتهكين كل القوانين الطبية و الأخلاقية و الإنسانية ومتشبثين بالجانب المادي التجاري البحت للمجال التجميلي؟ وهل سيوضع لهم حد نهائي؟

فأي عملٍ في الحياة لابد من أن يرافقه مخافة الله أولاً ثم الإخلاص ثانياً ليصل به المطاف بعد ذلك لنقطة الاتقان الذي يولد الإبداع وليتربع صاحب هذا العمل على قمة الاحتراف ليكون ( مهنياً ) يثق به وبقدراته العملية والمهنية كل من مر عليه ، وإلا أصبح ذلك العمل عبثاً في هذه الحياة وليس له أي معنى أو لزوم.
عزيزي القاريء:
قد تكون هناك بعض الميادين و التخصصات تفيد كل شخص منا بل و يستعملها بشكل يومي بحكم العادة أو ضرورة لحياته اليومية حتى وإن فُقدت المهنية فيها كمجال السباكة أو الديكور و حلها بطرق أخرى بديلة لكنها تظل لا تشكل خطراً على حياة البشر أو صحتهم ولا تهدد مستقبلهم بل يستطيع كل واحد منا إما الاستغناء عنها أو إستبدالها بأشياء أخرى، إلا أن هناك مهن في غاية الأهمية ألا وهي (مهنة الطب) و تحديداً جراحة التجميل و الترميم التي مع الأسف الشديد تحولت لتجارة رابحة لاقت رواجاً بين مختلف شرائح المجتمع العربي و العالمي. في البداية الكل كان متبشراً خيراً كونها تمس جمال ومنظر الانسان سواء الأنف أو الشفاه أو الشفط إلخ ...فهرع كل من شائت له الاقدار و سمحت له إمكانياته لخوض هذه المغامرة الخطيرة و التجربة التي لم يفكر ربما قد تكون الضربة القاضية التي تدمر مستقبلهم و حلمهم الخيالي من الإنتقال للشكل الأصلي إلى الشكل المرسوم في خيالهم وتغيير خلقته التي صورها له رب العالمين و الإعتماد على أي دكتور لمجرد من أن إعلانات الفضائيات تحدثت عنه دون التأكد من صدق إحترافيته عن طريق تجربة أشخاص له و التي تكون معظم الأوقات برهان لبراعته و شهادة تطمئن المريض المقبل على العملية، لذا ليس علينا أيضا توجيه فقط أصابع الإتهام للدكتور الجراح بل للمرضى أيضاً وهذا ما يجب علينا فعله حتى تصل نسبة التوعية لأكبر قدر من الناس للحد من هذه الظاهرة فليس جميع الأطباء بارعين كما ليس جميعهم فاشلين كذلك!.
 0  0  349