إعلام أم إعلان
بِقلم الأستاذ وليد عبد الصّمد
أدمن مشاهدة التلفاز بكل الأوقات وأنواع البرامج، وكم كنت أشتهي أن أتابع برنامجاً ثقافياً، ولكن للأسف أغلبية البرامج بعيدة عن هذا المضمار، الى ما يقارب السنة تقريباً، عادت الثقافة لتغزو شاشاتنا بكل الأوقات والمحطات. والملفت للنظر إن مقدمي البرامج الثقافية بأغلبيتهم من أهل الشعر والكلمة وذلك جيد.
إلا إني خذلت حين وجدت بعض الكُتاب (رواية أو شعر) لا يفقهون من الإعلام شيء، لا بل معظمهم يعتدون على الإعلام بالإعلان من حيث الشكل واللباس وأسلوب الكلام، والمضحك المبكي في آن إضافة لقب الإعلامي على لائحة الألقاب (الشاعر والكاتب والأديب …) وذلك بالتزامن مع الإطلالة الأولى على الشاشة، والتي أصبحت سبيلاً للوصول الى المال والمجد الزائف، بغض النظر عن كيفية ولوج الشاشات من أساليب وطرق خبيثة ولا أخلاقية عند البعض
ما أدركه إن الإعلام والإعلامي مسيرة طويلة تبدأ بالدراسة والتعلم والتمرين وخوض التجربة والفشل وصولاً للنجاح والشهرة حيث يصبح لقب إعلامي تلقائي عند ذكر الاسم.
والإحترافية هذه تنطبق على كل مناحي الإعلام المرئي والمسموع. وينطلق الظهور على الشاشة او عبر الأثير من الصوت والنبرة ومخارج الحروف، وما فاجأني منذ أيام قليلة هو صوت ولفظ معدة تقرير أخباري على احدى المحطات اللبنانية الشهيرة (رغم جودة التقرير من الناحية الصحفية واللغوية) حيث انها تلدغ بأربع حروف، أيعقل هذا؟
وبالعودة الى البرامج الثقافية، فبعض من يقدم برنامجه بالفصحى يقع بعدد من الأخطاء اللغوية والقواعدية، وهناك البعض ممن يخلطون الفصحى والعامية بشكل يقزز المتابع، ناهيك عن نوعية الضيوف ومستوياتهم وفحوى هذه البرامج وحواراتها التي لا ترتقي بأغلبها للمستوى الذي يليق بالثقافة، إضافة الى الدمج والتنقل بين المقابلات الثقافية والفنية وفنون الطبخ في البرامج الصباحية حيث يستقبل شاعر ثم فقرة طبخ ثم نعود الى الثقافة باخر الاصدارات الادبية، رفقاً بنا يا قوم .. ارحمونا!!
ولا بد من الاشارة الى ان هناك عدد من البرامج الثقافية المحترمة جداً والتي تشد المشاهد الى المتابعة لرصانة المقدم وإحترافيته ونوعية الضيوف وسلامة اللغة ومغذى الحوار.
انظر حول نفسي في هذه الايام فأجد الكثير من الاصدقاء قد باتو إعلانيين - عفواً إعلاميين ( لا فرق) - ودون أي خبرة أو دراسة، مما يطرح ببالي سؤالاً هاماً
لماذا لم ألج هذا المجال؟ وأحصل على لقب الإعلامي؟
وقد عُرض عليّ سابقاً، عندما سنحت لي الفرصة بالعمل ضمن فرق إخباري (بإعداد بعض التقارير السياسية والاقتصادية وغيرها) بإحدى المحطات الفضائية لمدة لم تبلغ الأشهر الثلاث، كما شاركت ضيفاً في عدد قليل من المقابلات التلفزيونية.
أليست خبرة إعلامية تغنيني عن الدراسة الجامعية والتدرج في المهنة من التحرير الى التغطية الى تقديم البرامج وبهذا أكتسب لقب إعلامي؟
أم إن ما يحصل اليوم هو الحصول على لقب إعلاني، حيث المكاسب المادية والغوغائية والجنسية وغيرها
أدمن مشاهدة التلفاز بكل الأوقات وأنواع البرامج، وكم كنت أشتهي أن أتابع برنامجاً ثقافياً، ولكن للأسف أغلبية البرامج بعيدة عن هذا المضمار، الى ما يقارب السنة تقريباً، عادت الثقافة لتغزو شاشاتنا بكل الأوقات والمحطات. والملفت للنظر إن مقدمي البرامج الثقافية بأغلبيتهم من أهل الشعر والكلمة وذلك جيد.
إلا إني خذلت حين وجدت بعض الكُتاب (رواية أو شعر) لا يفقهون من الإعلام شيء، لا بل معظمهم يعتدون على الإعلام بالإعلان من حيث الشكل واللباس وأسلوب الكلام، والمضحك المبكي في آن إضافة لقب الإعلامي على لائحة الألقاب (الشاعر والكاتب والأديب …) وذلك بالتزامن مع الإطلالة الأولى على الشاشة، والتي أصبحت سبيلاً للوصول الى المال والمجد الزائف، بغض النظر عن كيفية ولوج الشاشات من أساليب وطرق خبيثة ولا أخلاقية عند البعض
ما أدركه إن الإعلام والإعلامي مسيرة طويلة تبدأ بالدراسة والتعلم والتمرين وخوض التجربة والفشل وصولاً للنجاح والشهرة حيث يصبح لقب إعلامي تلقائي عند ذكر الاسم.
والإحترافية هذه تنطبق على كل مناحي الإعلام المرئي والمسموع. وينطلق الظهور على الشاشة او عبر الأثير من الصوت والنبرة ومخارج الحروف، وما فاجأني منذ أيام قليلة هو صوت ولفظ معدة تقرير أخباري على احدى المحطات اللبنانية الشهيرة (رغم جودة التقرير من الناحية الصحفية واللغوية) حيث انها تلدغ بأربع حروف، أيعقل هذا؟
وبالعودة الى البرامج الثقافية، فبعض من يقدم برنامجه بالفصحى يقع بعدد من الأخطاء اللغوية والقواعدية، وهناك البعض ممن يخلطون الفصحى والعامية بشكل يقزز المتابع، ناهيك عن نوعية الضيوف ومستوياتهم وفحوى هذه البرامج وحواراتها التي لا ترتقي بأغلبها للمستوى الذي يليق بالثقافة، إضافة الى الدمج والتنقل بين المقابلات الثقافية والفنية وفنون الطبخ في البرامج الصباحية حيث يستقبل شاعر ثم فقرة طبخ ثم نعود الى الثقافة باخر الاصدارات الادبية، رفقاً بنا يا قوم .. ارحمونا!!
ولا بد من الاشارة الى ان هناك عدد من البرامج الثقافية المحترمة جداً والتي تشد المشاهد الى المتابعة لرصانة المقدم وإحترافيته ونوعية الضيوف وسلامة اللغة ومغذى الحوار.
انظر حول نفسي في هذه الايام فأجد الكثير من الاصدقاء قد باتو إعلانيين - عفواً إعلاميين ( لا فرق) - ودون أي خبرة أو دراسة، مما يطرح ببالي سؤالاً هاماً
لماذا لم ألج هذا المجال؟ وأحصل على لقب الإعلامي؟
وقد عُرض عليّ سابقاً، عندما سنحت لي الفرصة بالعمل ضمن فرق إخباري (بإعداد بعض التقارير السياسية والاقتصادية وغيرها) بإحدى المحطات الفضائية لمدة لم تبلغ الأشهر الثلاث، كما شاركت ضيفاً في عدد قليل من المقابلات التلفزيونية.
أليست خبرة إعلامية تغنيني عن الدراسة الجامعية والتدرج في المهنة من التحرير الى التغطية الى تقديم البرامج وبهذا أكتسب لقب إعلامي؟
أم إن ما يحصل اليوم هو الحصول على لقب إعلاني، حيث المكاسب المادية والغوغائية والجنسية وغيرها