"صرخة من لبنان "- ناريمان علوش
لبنان.. ما أعمق الباء في جنوبك وبحرك وبساتينك وحبّك وحبرك ... وما أشدّ ظلمتها في قعر حروبك.. كم نامت صباحاتك على فراش الحزن وتلوّت خواصرها ألماً على صدر الخيبة ومن ثمّ يتنهد صوت فيروز حبّ لبنان ويعيد لفوضى الحواس تراتبية الحياة والصبر والأمل.. كم من ليلة سكبت عتمتها على أوراقنا فتخمّرت قصائد ومقالات ورسائل تتوسّل الحياة.. كم من أمسيات وحوارات ولقاءات وندوات صرخت منابرها في وجه الظلم والقهر والطغيان... والحق لا يجرؤ على الكتمان.. ولكن الموت وبكامل أناقته، يفتح ذراعيه لكل فرصة ترمي اليه قوت يومه فيلتهمها كنيران جائعة..
كم جلسنا على شواطئك نرسم الأحلام على الرمال... كم زرعنا في جرودك آمالاً بعثرتها الأمطار.. كم تسابقنا مع الزمن في زحام يومك العصيب.. كم شُلّت أيادينا حين رفعت في وجه الظّلم.. كم وكم وكم..... ولكن....بالرغم من ثوبك الأسود الذي بات رداءك المفضل.. لا يليق بك سوى لون الصباح وعطره.. صبّ لي فنجان قهوتي وادعُ الفرح الى مائدتنا ليكتمل شمل الحياة.. ارفع صوت فيروز في حبّها للبنان .. ارفع أقلام العرب في وجه الطغيان ولنعانق السلام بعاطفة انسان..
لبنان... باسم أرزك الأخضر ونسيمك المعطّر.. حرر صرختي من موتها...