×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
المخرج محمد فرحان

May Arowعن إيطاليا

[SIZE="5"][B]‏‎May Arow‎‏.سرميوني، المدينة القديمة التي تقتحم بوقاحة محبّبة عباب مياة بحيرة جاردا وتفرش الشّاطيء أشجار زيتون وحشائش خضراء تسرّ العين والقلب.
وقفت برهة أمام السيّارة الزّرقاء التي تشبه وجه دمية تخرج لسانها باستفزاز ولم أستطع أن أمنع نفسي من الابتسام.
ثم اخترت لي مجلساً لأكتب:
تدرك أنّك في إيطاليا عندما يبتسم في وجهك الضّابط في المطار، يختم جواز السّفر ويغمز بعينه ضاحكاً.. إلّي بعده!
لا، لم تكن غمزة مقصودة فهنا الكلّ يغمز، ويحبّ ويرحّب بطريقة مؤدّبة مختلفة تحترم الحدود والخصوصيّات.
تدرك بأنّ المعاني لا تهمّ عندما تشدّك الألحان والأصوات البشريّة العظيمة في أداء رائعٍ لأوبرا عايدة على المدرّج الروماني العريق في فيرونا.
ظننت لوهلة بأنّ أعناق المجموعة اليابانيّة التي جلست أمامي معوجّة بشكل طبيعي حتّى لاحظت بعد مرور ساعتين كاملتين, الترجمة للإنجليزيّة الموجودة على يمين المسرح ويساره, فاختلطت عليّ الأمور, وصرت أتابع الكلمات بدلاً من المشاهد إلى أن أزعجني اعوجاج عنقي, فقررت أن أفهم بحواسي وحدسي متخليّة عن الترجمة.
تدرك أنّك في إجازة عندما تترك غرفة الفندق في الصباح لتجلس في أحد المقاهي على ضفاف البحيرة، تراقب البطّ يستيقظ من نومه في التّاسعة صباحاً، وتتناول إفطاراً من الخبز المحمّص مع جبنة جاردا الإيطاليّة وسلطة كابريزا وهي عبارة عن طماطم ريحان وكرة من الموتساريلا في وسطها.
تدرك أنّك محظوظ عندما يلوّح لك المطعم الأنيق بيده من بعيد ويدعوك لتناول الطَّعَام على طاولة صغيرة كأنّها وضعت خصّيصاً لك وزيّنت بشمعة مضيئة فقط لأجلك.
وسكتت شهرزاد عن الكلام المباح..

image

آخر بوست عن إيطاليا
 0  0  268