"متاع العشاق الهاربين"Buckra Elna
Buckra Elna إلى الألبوم: إضاءة في شؤونٍ صغيرة.
"متاع العشاق الهاربين"
تسألني الصحفيّة التركية التي انتعشت تجارتها على دماء ثورتنا ككلّ الآخرين:
- كفنانةٍ تشكيليّة ما المتاع الخاصّ الّذي أحضرته معك من سورية؟
أجبتها غير آبهةٍ بسطحيّة السّؤال:
لم أفلح يوماً بترتيب حقيبة, لكنّ الأمر اختلف هذه المرّة, فمتاعي غالٍ ونفيس
طفولتي السّعيدة,
مراهقتي المليئة بالأسئلة والأسرار,
ثمّ انفتاحي على جمال الكون من منظار الفصول في بلادي,
صداقاتي وتجارب الحبّ السريعة الفاشلة الّتي هيأت لعشقي الحقيقيّ بمذاق قبلتنا الأولى, وتعارف جسدينا,
طقوسنا في ممارسة الحب,
وفرحتنا بثمرتين بذرهما في تربتي وأينعتا شاباً وصبيّة,
خلافاتنا وحرب الورود التي تلتها,
انفصالنا ورجوعنا متطهّرين من آثام الخصام,
أحلامنا المقوّضة والأرض التي زرعناها ثم بعناها في ظلّ حربٍ أكلت الأخضر واليابس, حتّى صرخات ألمه قي المعتقل والتي كانت تفزع نومي المتقطّع طويتها بين نفائسي في صندوقٍ صغيرٍ قطعت به الحدود بلا وزنٍ زائد رغم أنّه يزن كوناً بحاله.
متاعي؟
آلاف الأصوات التحمت مع أزيز الرّصاص ونبض القلوب المتعطّشة للحريّة
متاعي؟
قطعة دانتيلٍٍ وحيدة أنقذتها من التّفريط كي تحيي ليالي وحشتي وتستحضر عينيه تبثان الشّغف موسيقا.
متاعي يا ابنة الذّوق المتعثّر الحائر ذاكرة المذاقات الحارّة الحلوة, من بلادٍ تضمّخت بلون الدّم والحب, وتعمّدت بدمع الأمّهات.
هل تكفي إجابتي لتحصلي على أجرٍ جيّدٍ لموضوعك الصّحفي الّذي يصنّفني كلاجئة بينما كلّ ما في بلدك يبتزّني كسائحة؟
"متاع العشاق الهاربين"
تسألني الصحفيّة التركية التي انتعشت تجارتها على دماء ثورتنا ككلّ الآخرين:
- كفنانةٍ تشكيليّة ما المتاع الخاصّ الّذي أحضرته معك من سورية؟
أجبتها غير آبهةٍ بسطحيّة السّؤال:
لم أفلح يوماً بترتيب حقيبة, لكنّ الأمر اختلف هذه المرّة, فمتاعي غالٍ ونفيس
طفولتي السّعيدة,
مراهقتي المليئة بالأسئلة والأسرار,
ثمّ انفتاحي على جمال الكون من منظار الفصول في بلادي,
صداقاتي وتجارب الحبّ السريعة الفاشلة الّتي هيأت لعشقي الحقيقيّ بمذاق قبلتنا الأولى, وتعارف جسدينا,
طقوسنا في ممارسة الحب,
وفرحتنا بثمرتين بذرهما في تربتي وأينعتا شاباً وصبيّة,
خلافاتنا وحرب الورود التي تلتها,
انفصالنا ورجوعنا متطهّرين من آثام الخصام,
أحلامنا المقوّضة والأرض التي زرعناها ثم بعناها في ظلّ حربٍ أكلت الأخضر واليابس, حتّى صرخات ألمه قي المعتقل والتي كانت تفزع نومي المتقطّع طويتها بين نفائسي في صندوقٍ صغيرٍ قطعت به الحدود بلا وزنٍ زائد رغم أنّه يزن كوناً بحاله.
متاعي؟
آلاف الأصوات التحمت مع أزيز الرّصاص ونبض القلوب المتعطّشة للحريّة
متاعي؟
قطعة دانتيلٍٍ وحيدة أنقذتها من التّفريط كي تحيي ليالي وحشتي وتستحضر عينيه تبثان الشّغف موسيقا.
متاعي يا ابنة الذّوق المتعثّر الحائر ذاكرة المذاقات الحارّة الحلوة, من بلادٍ تضمّخت بلون الدّم والحب, وتعمّدت بدمع الأمّهات.
هل تكفي إجابتي لتحصلي على أجرٍ جيّدٍ لموضوعك الصّحفي الّذي يصنّفني كلاجئة بينما كلّ ما في بلدك يبتزّني كسائحة؟