أنثى الطين ... د. محمد العبيدي اسيا السامرائي
أنثى الطين ...
د. محمد العبيدي
اسيا السامرائي
تبدو أشكالها متراكبة باستقلالية الشكل لتمثل المرأة بالخطوط الطينية التي اعطت تلك الايحاءات الجمالية وبتنسيق تقني حرفي ، هي بمثابة مدخل إلى اسلوب جديد من التكعيبية الحديثة ، ومن إخلال استقدام جذور وفصول من الانطباعية المعروفة ضمن مدرستها الفنية ، الاعمال الخزفية التشكيلية والتي وقعت ضمن حفريات لنوعاً من التأويل في ثقافة الغرب وعملية (الاقتحام) ولفنون الحداثة، كون النشاط الفكري لمفردة المرأة المثيرة هو الذي أخذ يهيمن على اغلب اعمالها الخزفية ، هو قراءة للنصوص بمفردات الحداثة ومابعدها . وهنا عملية التأسيس للخزافة (( السامرائي )) هي احد الادوار المهمة التي لا يستهان بها في أن تعطي دافعاً جديداً (للانزياحية) كنظرية تأويل تحتضن التصورات الذاتية كعوامل تناص مهمة في اضفاء المعنى والدلالة واعطاء نوعاً من الفهم والاستيعاب، لكن هذه الحرية التي توليها (الانزياحية) كانت لها قيود وعوائق ربما ظهرت في اعمال لها تحدثت كثيرا عن الموروث الشعبي ، واليوم في التكعيبية لها فرض صارم من القوانين ولاسيما في قراءة النصوص وتأويل المحتوى والمضمون للانثى الطينية التي تعالقت بالشبه الكبير في فنون التشكيل للحداثة ومابعدها، هذا الايقاع في رأي الكاتب ربما أوقعها في شرك النظام الهندسي الوجه الدائري ، الشفاه ، الحواجب ، انسدال الشعر والذي يتم فيه (ازاحة) الشكل المعرفي للتأويل بالبحث عن قواعد وأسس من شأنها ان تسهم في بناء افكار جديدة لشكل المرأة ولكن ربما نجد الخزافة (( السامرائي )) تتعالق مع طروحات فلسفية لم تكشف عنها الا من يرى اعمالها المتطابقة مع طروحات الفيلسوف (هايدغر) في النقد الفني وهذه مقاربة فكرية لكشف ما سيتم قلب كل المشكلات المعرفية للتأويلية حتى يصبح الفهم في اعمالها الفنية ذات طابع انساني لابد أن نعقد نوعاً من التمايز مع تصميم الشكل الأنثوي والذكوري وحتى المفردات الاحيوانية او مفردات الموروث الشعبي ، ولابد من ايجاد فرصة لمنطوق لغة عمل أي عمل فني خزفي. المدرسة التكعيبية استطاعت أن تكشف خبايا الفن في الرسم والنحت وحتى الخزف في مرافقة للكثير من الاعمال الخزفية للفنان الرائد (( بيكاسو )) بالاعمال الخزفية :
، لهذا كان لب الموضوع أن تضع الخزافة نوعاً من (التحوير) للشكل الهندسي في أن تكون حاملة لفكر هندسي رياضي وبواسطة هذا التحوير يضع السبل التي تهدف الى تجسيد الايحاء بالمعنى ليطلق على اعمالها بحركة خط هندسي لأمراة هذا التوخي في فهم الروح الذي اخذ يتكلم عنه الشكل ما هو إلا (استطراد) في الكشف عن المعنى الخفي دون ان تتوصل تقنيا الى ربط المعنى من اول وهلة ولاسيما وكأنها لازالت اعمال طينية لم تدخل الفخر ولا التزجيج ، ولهذا اصبحت الاعمال الخزفية (موضوع التحليل) هي حقيقة متوازية ميزت تلك الاعمال عن بدايات التكعيبية. والذي أظهره المؤشر التحليلي ضمن المؤشرات التي أسفرت عنها اعمالها الخزفية .
يسهم التشكيل الخزفي الانثوي لديها هو ان تضعه ضمن دلالة الوساطة ما بين رسالة الخزافة والمتلقين لاعمالها لتعلن إنها حاملة خطاب تسعى إلى ترجمته ونقله وتفسيره. إنه يمثل نوعاً من الاشكال ذات النظام الهندسي الظاهر إلى مشكلة اغراق الفكر في تأويلات وتقنيات تفسيرية للاسلوب التكعيبي ويبني مشكلة انزياحية نطلق عليها (فجوة التوتر)) والتأويل الرمزي وهذا هو الذي يعطي امكانية في انطواء التعبير على دلالة اخرى اوجدتها في اعمالها ذات الاشكال التالية :
عملية فهم الدلالات المغايرة هي التي تخلق تلك الفجوات، ليفهم من الاعمال اعلاه إنها دلالة أخرى (مغايرة) او هي تعبير موجه في شكل خطاب أو بيان أو اعلان وهذا يعطي المتلقي فرصة من التفكير المجاني، لكنه سرعان ما يتدارك الأمر دلالة أخرى لنظرية الانزياح التي تعلن ان هناك ذكاء وصفته الفنانة الخزافة في اعمالها متمثلاً (بالأصالة) جاء ليدل على معنى متواري عسير الادراك والتقبل في المفاهيم الكلاسيكية للمرأة ، ولا يمكن بلوغه إلا بتقنيات رياضيبة هندسية، وإشارات ليست في متناول العموم، له أهمية بالغة في تحديد الشكل من خلال (الاختلال) بالنظم الهندسية وأخذ (يخترق) طبقات اللغة ليكشف عن التشكيلة الأصلية لهذه المدلولات التي لم تفصح عنها اعمالها في الوهلة الاولى ولاسيما الكثير من اعمالها الخزفية التي حملت الموروث الشعبي انها عملية الفهم والتأويل في التكعيبية هي القصدية لما هو خفي وراء اللغة الظاهرة، وللـ (الانزياحية) أهمية في نقل المعنى والكشف عن كنوز دلالية وفنية في لغة العمل الخزفي. وعليه قد تسهم التشكيلات الخزفية للخزافة ( اسيا السامرائي ) على نوعاً من (التظهير) لخطاب سابق يذهب عنه الشوائب وينطلق به نحو (المفارقة) عندما يتمفصل خطاب الاعمال (موضوع التحليل) مع خطاب يتضمن ثنايا جديدة لكنها لم تكن إلا في حدود (التنافر). وبهذا يحافظ المعنى وتحافظ تأويلاته على الشكل وتذهب به إلى (مخالفة) لنظام التشكيل، وتبقى القيمة محافظة على نسقها العام.
د. محمد العبيدي