×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
المخرج محمد فرحان

شوقي كريم حسن قدم تكريتي اشرف من امريكا كلها

شوقي كريم حسن قدم تكريتي اشرف من امريكا كلها


سالوفه!!.
كان القصف شديدا على بغداد.. كنت قد خرجت متنفسا الحرية منذ ايام.. قدمت طلبا من اجل العودة لوظيفتي لكن هاني وهيب اخبر السيدة مريم السناطي بان طلبي مرفوض وعلي ان ابحث عن مكان اخر.. لم اشعر بالحزن..ابدا.. وبرغم هذا قدمت قصة للنشر لكن السيدة عالية طالب .. اخبرتني بأنها ستحذف منها بعض الحوارات فوافقت.. علي افتح بابا.. لكن القصة لم تنشر..حماسي ادخلني الى اذاعة بغداد.. لحظتها شعرت بمعنى التحديات فعلا.. صرخ علي المطيري.. عاد الاسد الى عرينه.. وسلمني الصديق محمد زهير حسام روايتين لاقوم باعدادهما.. لكن اليأس من عدم الخلاص كان مخيفا.. ليس ثمة امل وعلي ان اذهب مرتين في الاسبوع الى الاعظمية لاثبت وجودي.. لحظة سقطت القنابل على بغداد.. همست لزوجتي ورفيقة الشدة خلاص.. انتهت اللعبة وهرولت مسرعا متجاوزا الحواجز والجثث وعوارض الامريكان لاصل الى فندق الشرتون.. هناك وجدت احبتي لنوجه نداء من اجل اعادة الحياة.. كريم راضي العماري.. سامي هيال.. دكتور يوسف الفهداوي.. وبمساعدة احمد صبري.. الذي كان مشرفا على اذاعة مونتي كارلو.. كنت احلم بان نعيد البث الاذاعي.. وانا اردد الف امريكي ولا تكريتي.. ولكن دموعي انهمرت وانا ارى الامريكان يلفون التمثال بعلمهم.. اليوم اعاود الاستذكار.. وانا اشعر بالندم.. قدم تكريتي اشرف من امريكا كلها.. ومن جاء معها.. اشعر بان اعمارنا التي ذهبت بين سجن ومعتقل انما كانت وهم اوصلنا الى ما نحن عليه... اسف.. اسف حقا لانني تسرعت كثيرا محاولا الامساك بحلم الخلاص
image
 0  0  262