×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
المخرج محمد فرحان

هاجر شرواني الثبيتي في شعره أحدث ثورة ولم يكن يحب الثبات على سيرة الشعر الأولى

هاجر شرواني


الثبيتي في شعره أحدث ثورة ولم يكن يحب الثبات على سيرة الشعر الأولى مع أن من يقرا شعره يدرك تماما تاثره الشديد بالشعر التقليدي العربي الأصيل في قوة السبك وتماسك المعنى مع اللفظ .قصيدته هوامش حذرة على اوراق الخليل ) انتقى لفظة هوامش +حذرة+على) احتراما للبناء الخليلي المتين فهو لايريد سوى المرور ووضع بصمته التي كانت بالفعل في وادي عبقر صدى قصائده تترنم بها الألباب والأفواه عموما استوقفتني هذه القصيدة كثيرا لأن التبرير فيها جاء قويا في حجته موضحا أغلال الشعر التي يقصدها :
أَيَرْضَى الشِّعرُ أَنْ يَبْقى أَسِيراً

تُعذّبهُ مُحاصرةُ الخليلِ

وأغلالُ الوليد أبي عبادةْ

ويبقى كاهناً من عصر عَادْ

تلاشتْ في ملامحه الأمانِي

فلا شقاء،

يلوح بناظريهِ ولا سعادةْ

تَمُرّ به الليالي وهي نشوى

فيهرب عن مسيرتها

بعيداً

ويغرسُ مرفقيه على وسادةْ

وترقص حوله الأفراح شوقاً

فيَرْتَسِمُ التعجّب في خطاه

وتضحكُ في مُحيّاه البلادةْ

فينسى نفسَهُ

وينسى عصرَهُ

ويقوم يتلو

تراتيلَ التنطّعِ والزهادةْ

وينبشُ مقبرةً قديمةً

ليُلْقِي في مسامعنا قصيداً

وشعراً قيلَ في "عام الرمادةْ"

أَفِيقُوا أيُّها الشُّعَراء إنَّا

مَلَلْنَا الشِّعْرَ أغنيةً مُعادةْ

مَلَلْنَا الشِّعْرَ قيداً من حديدٍ

مَلَلْنَا الشِّعْرَ كيراً للحدادةْ

مَلَلْنَا الشِّعْرَ عبداً للقوافي

مَلَلْنَا الشِّعْرَ مسلوب الإرادةْ

مَلَلْنَا وصفَ كعب بن زهير

للون حمامة أكلتْ جرادةْ

ووقفةَ عنترة العبسي يوماً

يُعاتبُ في رُبا نَجد جوادهْ

وأوهاماً يُصوّرُهَا لقيس

شذا القيصوم في أردان غادةْ

نريدُ الشِّعرَ أَنْ يَنْزل إلَينا

يُخاطِبُنَا

يُحلّق في سَمَانَا

يُمارس بين أعيننا العبادةْ

نلوذُ بهِ

ونَهربُ من متاعبنا إليهِ

فيَلْقَانَا

وقد ألغى عنادَهْ

ولا يغضب

إذا ما قيلَ يوماً

بناتُ الشِّعرِ مارسْنَ الولادةْ

صبغنَ شفاههن بألف لونٍ

وألغينَ الخلاخل والقِلادَةْ

وارْتَدْنَ الفنادقَ والمقاهِي

ورافقنَ الطبيبَ إلى العيادةْ
....................
وهذا ماتفعله كل ثورة هدم معبد وإقامة معبد أكثر قداسة من وجهة نظر الثائر
طبعا سبقه ملوك الشعر في العصور الذهبية للعربية والشعر ولكنهم كانوا يثورون فقط بلاذكر مبررات قوية قد يقتنع بها المتذوق للنوعين والنواسي احدهم
دع الأطلالَ تسفيها الجنوبُ وتُبلى عهد جِدّتها الخطوب

وخلِّ لراكب الوجناء أرضا تخبُّ بها النجيبةُ والنجيبُ

ولا تأخذ عن الأعراب لهوًا ولا عيشًا فعيشُهُمُ جديبُ

دع الألبانَ يشربها رجالٌ رقيق العيش بينهمُ غريبُ[3]
الفرق بين الثبيتي والنواسي أن الثبيتي قدم طلبا للخليل بحذر في التجديد أما لنواسي فحذر ونهى وأمر وخلى.
الابحار في عالم الثبيتي الشعري رحلة إلى الجمال والخيال والأنا
image
 0  0  468