أخبار قناة الشمس

×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
المخرج محمد فرحان

أحلام مستحيلة بقلم حنان أمين


فى إحدى القرى نشأت قصة حب بين شاب وفتاة من أهل القرية. كانا يلتقيان سرا بعيدا عند السواقى.
كانت تجلس الفتاة تجلس على الساقية معه وتعلو ضحكاتهما وهما في فرحة ،ويتأملان الغد بقلوب يغمرها الحب والأشواق أن يجمعهما بيت صغير. ترفرف عليه السعادة ويرزقهما الله بأبناء يحسنان تعليمهم ويزرعان بداخل قلوبهم الحب للجميع.
وفى يوم من الأيام أتى الحبيبان ليلتقيا سويا.
حضر الشاب وكله شوق ولهفة ودقات قلب مسرعة وحنين لرؤية حبيبته والجلوس معها على الساقية والحشائش.
ظل يتخيل لحظة اللقاء وعناقها ليطفئ لهفة الأشواق والانتظار. ظل ينتظر ساعات دون جدوى. لم تأت حبيبته لتلتقى به كما تعودا منذ أن نشأ الحب بينهما.
عاد الشاب إلى منزله وكله حيرة وأخذ يسأل نفسه عن سبب عدم حضور حبيبته ، وهى التى تأتي دائما فى موعدها وتأتي أحيانا قبل الموعد ، ولا تخلف موعدا.
ظل يذهب كل يوم وينتظرها لكنها لم تأت لتلقاه لعدة أيام.
ظل الشاب أياما وهو كل يوم يذهب بجوار بيتها كى يراها أو حتى يعرف سبب تغيبها عنه طوال هذه الفترة ،لكنه لم يعرف السبب. كان دائما يجد الأمور مستقرة لا شئ جديد يلفت الأنظار. والدها يذهب إلى زراعة أرضة فى الصباح وفى المساء يذهب إلى المقهى مع أصدقائه ، و والدتها تذهب للتسوق وأخوتها الصغار يلعبون أمام منزلهم مع أصدقائهم. وكلما شاهد ذلك أصابته الدهشة والحيرة أكثر وأكثر.
وفى مساء يوم بعد عودته إلى المنزل بعد انتظار حبيبته التى لم تأت لمقابلته .سمع صوتاً فى الخارج فخرج إلى الشرفة ووجد شخصا يمسك بيده ميكروفون ويركب سيارة يجوب بها جميع أنحاء القرية يدعو للذهاب إلى بيت حبيبته لحضور خطبتها على شاب من عائلتها.
سمع الشاب هذا الكلام لم يتمالك نفسه وهم مسرعا إلى منزل حبيبته وأخذ ينظر من بعيد فى انتظار أن تظهر ويكلمها .
لكنها لم تظهر ولم يرها. وأثناء وقوفه سمع الزغاريد والتهانى من أهالى القرية والجميع يذهب إلى بيت حبيبته للتهانى .
وأثناء وقوفه يراقب المنزل حضر صاحب الفراشة ليعلق الزينات والأنوار والشاب ما زال يحوم حول البيت على أمل أن يرى حبيبته ، ويتكلم معها ويعرف ما حدث وكيف وافقت على هذا الزواج. وكيف لها أن تنسى حبهما منذ الصغر الذى كبر معهما يوما بعد يوم. لكن دائما انتظاره يأتى دون جدوى .
تمت الخطوبة وتم تحديد الزفاف بعد ثلاثة شهور . وكان الشاب كل يوم يذهب إلى مكانهما عند السواقى يبكى حبه .
وفى يوم وهو ينتظر وظل يتخيل مقابلاتهما وكلامهما وضحكاتهما وجدها أمامه بعيون كلها دموع وشجن ووجه شاحب .
نهض مسرعا من مكانة وأمسك بها وقال لها كدت أموت عندما تخيلت أنى لن أراكِ مرة أخرى.
جلست بجواره صامتة ،قال لها والحزن يذبحه :ماذا حدث وكيف حدث ؟.
ردت بصوت خافت وهى منهارة بالبكاء قائلة : بعد لقائنا آخر مرة ،وعند عودتي إلى البيت نادتني والدتي وقالت لى مبروك ، لقد تم خطبتك لشاب قريب لنا يقيم فى القاهرة.
عند سماعى هذا الكلام تدفق الحزن والهم إلى قلبى وقلت لها : لا أريد الزواج من شاب لا أعرفه ولم أره. أريد أن أتزوج من إنسان أحبه ويحبنى .
قالت لى : أنت رأيته كثيرا عندما كنتما صغارا. كنتما تلعبان كثيرا مع بعض وتتشاجران باستمرار وضحكت، ثم قالت : الحب دائما يأتى بعد الزواج، مع العشرة والمعاملة الحسنة ، أنظرى لي ولوالدك لم نكن نعرف بعض قبل الزواج ، وبعد الزواج أحببنا بعض. لا تقولى مثل بنات المدن .
وطلبوا منى عدم الخروج حتى لا يراني العريس قبل موعد الخطوبة ، لأنه حضر من القاهرة ويسكنون فى بيت عمه بالقرب من بيتنا.
وبقيت حبيسة فى المنزل طوال هذه المدة. واليوم فقط فى الصباح سافر الشاب مع والده إلى القاهرة حتى يحين موعد الزفاف. فأسرعت بالخروج من البيت وكنت أدعو الله أن أجدك فى مكاننا .
وظلت الفتاة تنظر إلى حبيبها وتبكى كثيرا وقالت له : حبيبى لا أريد غيرك.
أنت نبضي وقلبي ودقاته. أرى الكون بعينيك ولا أرى سواك أمامى. أريدك معي أينما أكون. أريد أن أحيا وأموت بين يديك وأحضانك ويكون وجهك آخر ما أرى حتى تغمض عيناي على رؤيتك .
عانقها الشاب ورد قائلا : حبيبتي لا أستطيع العيش بدونك . كيف لى أن أحيا بدون وجودك فى حياتى. بدونك عقلي تائه. أبحث عنك بين الجميع وتظل عيناي حائرة حتى تلتقي بك. لا يوجد غيرك يطفئ أشواقي ولهيب اشتياقي ولا أسعد بقرب أحد غيرك يا منيتي. أعشق كل شئ فيك. قلبي لا يدق لسواك. عيناي لا ترى غيرك .
سمعت الفتاة هذا الكلام وارتمت فى أحضان حبيبها وهى تبكي أكثر وأكثر وقالت له إذا تزوجت غيرك سوف أقتل نفسي .
الموت عندى أهون من أن يلمسنى أحد غيرك. لا أستطيع أن يأخذني غيرك فى أحضانة وتختلط أنفاسي بأنفاسه ، أنت حبيب عمري. أنت ملكتني وملكت فؤادي .
أحتضنها الشاب وضمها إلى صدره بقوة وهو يذرف الدموع من عينيه. ويمسك يديها بشدة .
قالت له : ضمني إليك أكثر أريد أن أسمع دقات قلبك. وخيم الصمت عليهما فترة قصيرة .
بعدها تكلم الشاب كثيرا لكن الفتاة لم تجب .
ظل يتكلم ويقول لها: أجيبيني ، أريد أن تشبع أذناي من نغم صوتك وأنت تناديني حبيبي. قولي أى شئ .
لكنها لا تجب .
قال لها الشاب أنت صامتة حتى تسمعي صوتى ،أريد أن أسمع انا. أيضا ، وضحك.
قال لها أطمئنى لن يتزوجك غيرى .
سوف أكلم والدى بعد عودتى إلى المنزل ، ليذهب لمقابلة والدك ويطلب يدك للزواج منى ، ويقنعه ، وسوف أفعل المستحيل لكى أفوز بك .
حبيبتى لا تقلقى سوف يجمعنا بيت واحد قريبا جدا. وسوف نعيش السعادة التى حلمنا بها.
صمت ،ثم ضمها إلى صدره قائلا :
وقال لها :الوقت تأخر ،يجب عليك الرجوع إلى المنزل . لكنها ظلت صامتة ، وهو يأخذها فى احضانه. ونادى عليها مرات. لم تجب فأخذ يهزها حبيبتى لكنها لم تجب وقام بهزها مرات عديدة لكن دون جدوى لقد فارقت حبيبته الحياة وهى بين أحضانه كما تمنت .
 0  0  543