×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
المخرج محمد فرحان

رلى الالوسي · "ألاختلاف في الرأي ...لا يفسد للود قضية"

رلى الالوسي
·

"ألاختلاف في الرأي ...لا يفسد للود قضية"

إطلعت على مقال أعجبني و تذكرت كم من مرة اضطررت بها ان انهي حوارا عقيما بسبب عدوانية المقابل. حين ينقلب النقاش الى جدال و يفقد بها الحوار حضارية التحاور و تطغي خاصية المجادلة على المعرفة والتفاهم. و من هذا المنطلق وددت ان أشارككم افكاري فنحن بطبيعتنا كبشر نتمسك بآرائنا أما لاسباب او لقناعات او عقائد تحكم علينا التمسك بذلك الرأي. لكن ان أمارس العدائية تجاه المقابل لمجرد اختلاف الرأي فذلك لا يمكن ايعازه الى شيء سوى قلة المعرفة والجهل بشكل دكتاتوري .فعن الإمام علي (ع) أنه قال: (اللسان ترجمان الجنان) كشخص فإني أحترم من يمارس ديمقراطية الحوار و أستهجن من يرفض بل يصل الى درجة العمى عن التمييز ان كنت انا مؤيدة لرايه ام معارضة له. عندما تطرح قضية معينة على طاولة النقاش فلكل منا وجهة نظره أو رأيه أو انطباعه عن ذلك الموضوع المطروح أو تلك الحالة أو المسألة التي تناقش، ولما كانت الظروف التي يعيشها البشر وبيئاتهم ومستوى وعيهم وثقافتهم وتجاربهم في الحياة مختلفة و كما بالإضافة إلى اختلافهم في العمر والخبرة في الحياة واختلاف الأمزجة والنفسيات، كان من الطبيعي تبعاً لذلك الاختلاف، أن يكون لكل منا وجهة نظر أو رأي خاص به، قد يتطابق ويتفق مع الآخرين، أو قد يختلف معهم، بغض النظر عن صحة هذا الرأي أو عدم صحته و كما قال تعالى: (وجادلهم بالتي هي أحسن) النحل: 124 خاصتا إذا كان كلا الطرفين في تكافئ فكري و ثقافي فأما ان اقتنع برأي المقابل أو ان ابين له وجهة نظري بالادلة والبراهين.

الرأي و الرأي الآخر لا يعني حربا دامية هدفها الفوز لصاحب الصوت الجهوري. الحوار ليس معركة و لا حرب هدفها تدمير الطرف الآخر فإن أكثر من وجهة نظر أو رأي حول الموضوع الواحد لا يمكن تفسيره على أنه حالة سلبية إطلاقا بل العكس و لابد لنا أن ندخل الحوار بقلب صافي و فكر نير يتقبل بأن فعلا ألاختلاف في الرأي لن يفسد للود قضية. الاختلافات بالافكار و الآراء حالة إيجابية مفيدة لابد منها في أي نقاش يجري بين مجموعة من الأفراد، لما في ذلك من فوائد كثيرة وكبيرة فأعقل الناس من جمع إلى عقله عقول الناس، فيستفيد المرء من تلك الآراء والمناقشات التي تدعم رأيه وتنصره وتكون دافعاً له للاعتداد برأيه وعدم الحياد عنه، أو قد تكون متضاربة ومختلفة مع رأيه ومخالفة لوجهة نظره، وفي هذه الحالة يستفيد أيضاً من تلك الآراء في تصحيح بعض آرائه وأفكاره الخاطئة إذا كانت آراء الآخرين وأفكارهم أشمل وأعمق وأدق من آرائه ووجهة نظره، وذلك بعد اقتناعه واعتقاده شخصياً بها، ففي نهاية المطاف لابد من أن يصل كلٌ من طرفي النقاش إلى محصلة نهائية يتفقون بها ومحطة نهائية يقفون عندها فصحة الرأي تحكمه ظروفه. و في الختام لنتذكر قوله عز و جل (لو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك) آل عمران: 158.
دمتم بخير و الى حوارات حضارية اكثر.
اختكم #رلى_الالوسي
 0  0  489