أزمة دواء قصة قصيرة . د/ أحمد نجاتي
أزمة دواء
رحلت الزوجة بعد أن غادر الأولاد و تركت مكانها الأرق و الأكتئاب. جرب العديد من الوصفات و الأدوية؛ لم يفلح معه إلا عقار البيرومين. صار الدواء رفيقه الذي لا غنى عنه. علبة لو سمحت. آسف جدا لا يوجد. يعني أيه؟. لا يوجد, كيف لا يوجد. و ما العمل؟. خرج من الصيدلية يجر أذيال الخيبة و الندامة. قرر أن يدور على الصيدليات بحثا و بعد يوم مضن مرهق عاد بعلبة واحدة. لم يقربها هذا اليوم خوفا من أن تنفذ و لا يجد غيرها. للعجب نام ملئ جفنيه كما لم ينم من شهور. في اليوم التالي شحذ همته و بدأ بالبحث ثانية مع توسيع دائرة بحثه. يوم آخر و علبتين لا بأس. داوم على النزول يوميا و بعد شهر جرد حصيلته, نحف جسمه و تخلص من الكثير من الدهون التي تراكمت, تخفف كثيرا من أفكاره السوداوية و عاش مع مشاكل من يقابلهم بحثا عن دواء و صار يوجههم و يساعدهم, و سبعون علبة من دواء لم يعد بحاجة له.
رحلت الزوجة بعد أن غادر الأولاد و تركت مكانها الأرق و الأكتئاب. جرب العديد من الوصفات و الأدوية؛ لم يفلح معه إلا عقار البيرومين. صار الدواء رفيقه الذي لا غنى عنه. علبة لو سمحت. آسف جدا لا يوجد. يعني أيه؟. لا يوجد, كيف لا يوجد. و ما العمل؟. خرج من الصيدلية يجر أذيال الخيبة و الندامة. قرر أن يدور على الصيدليات بحثا و بعد يوم مضن مرهق عاد بعلبة واحدة. لم يقربها هذا اليوم خوفا من أن تنفذ و لا يجد غيرها. للعجب نام ملئ جفنيه كما لم ينم من شهور. في اليوم التالي شحذ همته و بدأ بالبحث ثانية مع توسيع دائرة بحثه. يوم آخر و علبتين لا بأس. داوم على النزول يوميا و بعد شهر جرد حصيلته, نحف جسمه و تخلص من الكثير من الدهون التي تراكمت, تخفف كثيرا من أفكاره السوداوية و عاش مع مشاكل من يقابلهم بحثا عن دواء و صار يوجههم و يساعدهم, و سبعون علبة من دواء لم يعد بحاجة له.