سالم عبد المطلب هاشم--وادى الضياع
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,وادى الضياع,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
عدة
حروف وأرقام ..شاشة الكترونية..غرفه صغيرة أعلى سطح المنزل المطل على دنيا ضيقة..
نقطة تحول.. ربما إلى فضاء رحب ..لاتحدّه نقاط جغرافيه..أرضه مستويه..مناخه دائما واحد..طريق مفتوح.. يركبه قطار يجوب البلاد..كل البلاد بلا مستند أو هوية..عالم لا يعرف العنصريه..التجمّل فيه مباحا ولاعقاب على زيف أو تزوير..وحتى الإدعاء..لتكن ما تشاء ..تفعل ما تشاء ..تكذب تنافق.. تفسد تصلح ..تعمر وتخرب..ولارقيب إلا الضمير إن كان حيا..........
هذا هوا العالم الإفتراضى............
لايحتاج لتأشيرة
بل..عدة حروف وأرقام ..هى تأشيرة الدخول وفك الشفره للإنطلاق ...
فنجان من القهوة
وسيجارة وعزيمة مشحوذة على أختراق العالم بجموح الخيل الرامحة بلا وعى.
دلف مصطفى إلى غرفته
جلس على مكتبه أمام الكمبيوتر وراح يسجل الدخول
كما علمه أحد الأصدقاء..
كان على شوق الملهوف يترقب فتح الصفحه ليبدأ رحلته....
أخيرا حانت الفرصة
وراح مصطفى يستطلع قدر استطاعته ليتعرف على عالمه الجديد.
فى تعثر المبتدئين يحبوا مستكشفا..
ظل هذ الحال عدة ساعات.. حرق خلالها مايقارب استهلاك يوم ونصف من دخان السجائر......
لازال يحبوا ولكن الخطى تتسع حتى استطاع ان يستند الى جدار معرفة ضئيلة, يقف على قدميه المرتعشة ليبدأ السير الحقيقى......
أرسل عدة من طلبات الصداقه
وعنى فيها اختيار الأسماء النسائية.....
انتظر القبول فلم تجب إلا واحدة..عندما أشعره البرنامج قفذ لأعلى مهللا ..
ببعض كلمات كالصبية الصغار.....
راحت أصابعه تنسج كلمات الشكر ليفتح بها باب الحديث مع أولى الصديقات المتحررات والمنحرفات كما علم عن الإناث بعالم( الفيس).......
اتم الكلمات الممزوجة بالعسل ,المغلفة بأوراق الورود الفواحه ..ألقى
( صنارته)فى بحرها
ينتظر الفرج....فى جلسة الوحش المتأهب, يترقب ظهور الفريسه حتى ينقض عليها بأنياب جائعة..تلك كانت وضعيته.....
بلا فائدة.
السمكة لم تلقى بالاا..حاول مرة ومرتين ولم تجب ,انهال عليها بالشتم والسباب......
راح يتمتم فى غضب.. تملكه العناد... كالمجنون يضرب بأصابعة أزرار الكيبورد مفتشا عن سمكه عفنه تسد جوعة وتشبع وحشيته.....
فجأة
لاختراقه بعض قوانين البرنامج توقفت الصفحة ,صاح غاضبا أطاح بالجهاز....
أحضر سيجارة أشتعلت مع غضبه ..مسك هاتفه ..طلب حضور صديقه الخبير بحل مثل هذه الانواع من العطلات الاكترونية.......
على الفور
حضر وكأنه طبيب مسعف......قص ما حدث ..ضحك الآخر متهكما, أعاد الصفحه ,أعطاه درسا فى التعامل مع البرنامج..ذهب
.. بقى صاحبنا ,ظل مكانه يوما كاملا فى عزلة عن العالم, حتى جسده لم يطلب من الضرورات شئ..
استوطن العالم الإفتراضى على مر عدة أيام ..أتقن التعامل..كون الشخصية
..ترك نفسه وشخصه استعار إنسان آخر بكل جوانبه......
كوّن صداقات ..تواصل مع الآخرين والأخريات ..
انخرط تماما فى العالم الإفتراضى ليرى أكبرلوحة كاذبة..
تضم عالم بلا حدود تجمع كل الأجناس باختلاف الألوان والأعمار..
فيه ترى الكبير صغيرا والصغير كبيرا..القبيح جميل ..حتى التبديل الجنسى....
ترى كثيرا من الرجال نساءا..مدعى القيم والمبادئ فيه حقير مسخ.
كل يتدحرج مائلا إلى ما تتقبله النفس وينساب إليه الهوا ..
..
صاحبنا تقمص عدة أدوار من باب الفضول وغيره ..إلا دورا واحدا هوا دور المرأة حتى غلبته نفسه فانقلب مصطفى الى فتاة....وأى فتاااااه!!!
السما تمطر طلبات الرضا والقبول تزينها عذب الكلمات ....
يضحك مصطفى
أقصد الفتاة.. فتح للتواصل خطا ..
رأى الكثير
من الرجال يقلدون الحيوانات فى اللهث وراء النساء
مثله تماما..
راح يبحر فى عالم النساء ......
غاص معهن
تجاذبت خيوط التعارف والحديث مع الكثيرات ..
رأى فيهن عجبا..!!
وأكثر ما لفت انتباهه
بل ما أثار اشمئزازه هوا نوع من النساء اللواتى انحرفن عن المعادلة الطبيعية وشذّذن عن تعاليم الدين والعرف...
تعرف من خلالهن على أخطر ظاهرة تفشت بين الناقصات فى المجتمع العربى نقلا عن الغرب وهى ظاهرة( المماثلة) ..
ورغم فساد أخلاقه إلا أنه غضب كثيرا ...
جلس مصطفى شاردا يتعجب فى حقائق الناس ..يتفكر فى ماآلت له الأحوال..الثقافة ..الدين ..وأشياء أخرى كثيرة ..
..
حالة من الضعف البدنى حلّت به لعدم إعطاء جسده الغذاء الكافى أدت لإعياءه ...
انقطع خلالها يومين وعاد
وهذه المره رجع مصطفى على جنسه الحقيقى ..كرجل..
مشمئزا من الدور الأنثوى......
..
فى أحد المجموعات الشيطانية تعرف على فتاة ليل..اتفقا على قلب الإفتراضى واقعا.. كان الميعاد
فى مسكنها ببلد مجاوره..أبلغ صديقة ليذهبا سويا..
فى الطريق استوقفتهم لجنة مروريه ليتطاول مصطفى على رئيس اللجنه الذى قام بحجز السيارة لانتهاء رخصتها وعدم ملكيتها للسائق الغير مرخص له بالقيادة....
الميعاد أزف وقامت مشادة كلاميه عليها تم حجزهم لينتقلا بسيارة الشرطة إلى القسم..
دخلا الحجز فى حاله من الغضب الشديد
تعالت الصيحات..السب واللعان طال الجميع حتى المسجونين مما أثار غضبهم لتقوم مشاجرة تشج فيها رأس مصطفى......
بناءا عليها يخرج للمستشفى بإخلاء سبيل..
ويبقى صاحبه لحين حضور صاحب السيارة......
يعود بعدها للبيت .....
فى اليوم الثانى تتجدد الميعاد ليذهب وحده فيصل إلى وكر الشيطان ..جلس وحيدا بغرفة صغيره تعلو سطح المنزل ..قدمت له سيدة مسنه كوبا من العصير ..
سألها عن الفتاه..
أجابتة..قبل أن تنتهى من العصير ستحضر العروسة.....
ابتسم مصطفى فى انتشاء ورفع الكوب لينزل فارغا.......
دقائق وغاب صاحبنا عن الوعى ليحضر
رجل ضخم البنيان
يرتدى جلباب فضفاض بلون أسود كبشرته الشاحبة
كبّله على حالته
ثم وضعه فى جوال كبير
أتى الليل ,حمله ثم وضعه فى سيارة وتناول من سائقها أشياء أشبة بالنقود لتمشى السيارة فتأخذ المسكين لقدرة
لتمضى به إلى واد المجهول.......انتهت
.
سالم هاشم
المنصوره
13 رمضان
2014
عدة
حروف وأرقام ..شاشة الكترونية..غرفه صغيرة أعلى سطح المنزل المطل على دنيا ضيقة..
نقطة تحول.. ربما إلى فضاء رحب ..لاتحدّه نقاط جغرافيه..أرضه مستويه..مناخه دائما واحد..طريق مفتوح.. يركبه قطار يجوب البلاد..كل البلاد بلا مستند أو هوية..عالم لا يعرف العنصريه..التجمّل فيه مباحا ولاعقاب على زيف أو تزوير..وحتى الإدعاء..لتكن ما تشاء ..تفعل ما تشاء ..تكذب تنافق.. تفسد تصلح ..تعمر وتخرب..ولارقيب إلا الضمير إن كان حيا..........
هذا هوا العالم الإفتراضى............
لايحتاج لتأشيرة
بل..عدة حروف وأرقام ..هى تأشيرة الدخول وفك الشفره للإنطلاق ...
فنجان من القهوة
وسيجارة وعزيمة مشحوذة على أختراق العالم بجموح الخيل الرامحة بلا وعى.
دلف مصطفى إلى غرفته
جلس على مكتبه أمام الكمبيوتر وراح يسجل الدخول
كما علمه أحد الأصدقاء..
كان على شوق الملهوف يترقب فتح الصفحه ليبدأ رحلته....
أخيرا حانت الفرصة
وراح مصطفى يستطلع قدر استطاعته ليتعرف على عالمه الجديد.
فى تعثر المبتدئين يحبوا مستكشفا..
ظل هذ الحال عدة ساعات.. حرق خلالها مايقارب استهلاك يوم ونصف من دخان السجائر......
لازال يحبوا ولكن الخطى تتسع حتى استطاع ان يستند الى جدار معرفة ضئيلة, يقف على قدميه المرتعشة ليبدأ السير الحقيقى......
أرسل عدة من طلبات الصداقه
وعنى فيها اختيار الأسماء النسائية.....
انتظر القبول فلم تجب إلا واحدة..عندما أشعره البرنامج قفذ لأعلى مهللا ..
ببعض كلمات كالصبية الصغار.....
راحت أصابعه تنسج كلمات الشكر ليفتح بها باب الحديث مع أولى الصديقات المتحررات والمنحرفات كما علم عن الإناث بعالم( الفيس).......
اتم الكلمات الممزوجة بالعسل ,المغلفة بأوراق الورود الفواحه ..ألقى
( صنارته)فى بحرها
ينتظر الفرج....فى جلسة الوحش المتأهب, يترقب ظهور الفريسه حتى ينقض عليها بأنياب جائعة..تلك كانت وضعيته.....
بلا فائدة.
السمكة لم تلقى بالاا..حاول مرة ومرتين ولم تجب ,انهال عليها بالشتم والسباب......
راح يتمتم فى غضب.. تملكه العناد... كالمجنون يضرب بأصابعة أزرار الكيبورد مفتشا عن سمكه عفنه تسد جوعة وتشبع وحشيته.....
فجأة
لاختراقه بعض قوانين البرنامج توقفت الصفحة ,صاح غاضبا أطاح بالجهاز....
أحضر سيجارة أشتعلت مع غضبه ..مسك هاتفه ..طلب حضور صديقه الخبير بحل مثل هذه الانواع من العطلات الاكترونية.......
على الفور
حضر وكأنه طبيب مسعف......قص ما حدث ..ضحك الآخر متهكما, أعاد الصفحه ,أعطاه درسا فى التعامل مع البرنامج..ذهب
.. بقى صاحبنا ,ظل مكانه يوما كاملا فى عزلة عن العالم, حتى جسده لم يطلب من الضرورات شئ..
استوطن العالم الإفتراضى على مر عدة أيام ..أتقن التعامل..كون الشخصية
..ترك نفسه وشخصه استعار إنسان آخر بكل جوانبه......
كوّن صداقات ..تواصل مع الآخرين والأخريات ..
انخرط تماما فى العالم الإفتراضى ليرى أكبرلوحة كاذبة..
تضم عالم بلا حدود تجمع كل الأجناس باختلاف الألوان والأعمار..
فيه ترى الكبير صغيرا والصغير كبيرا..القبيح جميل ..حتى التبديل الجنسى....
ترى كثيرا من الرجال نساءا..مدعى القيم والمبادئ فيه حقير مسخ.
كل يتدحرج مائلا إلى ما تتقبله النفس وينساب إليه الهوا ..
..
صاحبنا تقمص عدة أدوار من باب الفضول وغيره ..إلا دورا واحدا هوا دور المرأة حتى غلبته نفسه فانقلب مصطفى الى فتاة....وأى فتاااااه!!!
السما تمطر طلبات الرضا والقبول تزينها عذب الكلمات ....
يضحك مصطفى
أقصد الفتاة.. فتح للتواصل خطا ..
رأى الكثير
من الرجال يقلدون الحيوانات فى اللهث وراء النساء
مثله تماما..
راح يبحر فى عالم النساء ......
غاص معهن
تجاذبت خيوط التعارف والحديث مع الكثيرات ..
رأى فيهن عجبا..!!
وأكثر ما لفت انتباهه
بل ما أثار اشمئزازه هوا نوع من النساء اللواتى انحرفن عن المعادلة الطبيعية وشذّذن عن تعاليم الدين والعرف...
تعرف من خلالهن على أخطر ظاهرة تفشت بين الناقصات فى المجتمع العربى نقلا عن الغرب وهى ظاهرة( المماثلة) ..
ورغم فساد أخلاقه إلا أنه غضب كثيرا ...
جلس مصطفى شاردا يتعجب فى حقائق الناس ..يتفكر فى ماآلت له الأحوال..الثقافة ..الدين ..وأشياء أخرى كثيرة ..
..
حالة من الضعف البدنى حلّت به لعدم إعطاء جسده الغذاء الكافى أدت لإعياءه ...
انقطع خلالها يومين وعاد
وهذه المره رجع مصطفى على جنسه الحقيقى ..كرجل..
مشمئزا من الدور الأنثوى......
..
فى أحد المجموعات الشيطانية تعرف على فتاة ليل..اتفقا على قلب الإفتراضى واقعا.. كان الميعاد
فى مسكنها ببلد مجاوره..أبلغ صديقة ليذهبا سويا..
فى الطريق استوقفتهم لجنة مروريه ليتطاول مصطفى على رئيس اللجنه الذى قام بحجز السيارة لانتهاء رخصتها وعدم ملكيتها للسائق الغير مرخص له بالقيادة....
الميعاد أزف وقامت مشادة كلاميه عليها تم حجزهم لينتقلا بسيارة الشرطة إلى القسم..
دخلا الحجز فى حاله من الغضب الشديد
تعالت الصيحات..السب واللعان طال الجميع حتى المسجونين مما أثار غضبهم لتقوم مشاجرة تشج فيها رأس مصطفى......
بناءا عليها يخرج للمستشفى بإخلاء سبيل..
ويبقى صاحبه لحين حضور صاحب السيارة......
يعود بعدها للبيت .....
فى اليوم الثانى تتجدد الميعاد ليذهب وحده فيصل إلى وكر الشيطان ..جلس وحيدا بغرفة صغيره تعلو سطح المنزل ..قدمت له سيدة مسنه كوبا من العصير ..
سألها عن الفتاه..
أجابتة..قبل أن تنتهى من العصير ستحضر العروسة.....
ابتسم مصطفى فى انتشاء ورفع الكوب لينزل فارغا.......
دقائق وغاب صاحبنا عن الوعى ليحضر
رجل ضخم البنيان
يرتدى جلباب فضفاض بلون أسود كبشرته الشاحبة
كبّله على حالته
ثم وضعه فى جوال كبير
أتى الليل ,حمله ثم وضعه فى سيارة وتناول من سائقها أشياء أشبة بالنقود لتمشى السيارة فتأخذ المسكين لقدرة
لتمضى به إلى واد المجهول.......انتهت
.
سالم هاشم
المنصوره
13 رمضان
2014