×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
المخرج محمد فرحان

وشوشة

-- وشوشة (33) ---------------
كنت في أولى أيام إمتلاكي للسيارة عندما قررتُ أن أتوجه ، وصديقة لي ، إلى الجامعة ( للدراسة ) بسيارتي الخاصة .
وبكل إصرار وفرح مُعْلن من الراديو المرتفع الصوت ، دلفنا من طريقنا الفرعية إلى الطريق الرئيسية وتجاوزنا بضع سيارات ، ثم تجاوزنا إحدى الشاحنات .
لم تمضِِ بضع لحظات على تجاوزنا الشاحنة حتى جاءت ورائي مزمجرة إلى أن تجاوزتنا ، بعدما خففتُ كثيراً من سرعة سيارتي .
ولكنه عاد ليمشي الهُوَيْنا حتى تجاوزناه مرة أخرى ، وإذا به " يطحش " علينا ويزمّر حتى تجاوزَنا من جديد ، وهكذا كان كلما أسرعتُ يُسرع . كلما خفّفتُ يخفّف ، وكلما مشيتُ بسرعة عادية مشى حذونا وهو يضوّي إشارات شاحنته من كل صوب .
بدا الخوف على وجهي ووجه صديقتي ، التي إلتزمت الصمت ، ولما وجدتُ فسحة على اليمين أوقفتُ سيارتي وأطفأتُ محركها ، فوقفتْ الشاحنة بمحاذاتنا .
نظرتُ إلى الشخص الذي يجلس قرب السائق فأشاح وجهه عني ، فترجلتُ وذهبتُ إلى جهة السائق الذي ما أن رآني حتى قال لي :
-هلّأ ( الآن ) إقطعي !
وأفسح لنا الطريق ، فقدتُ سيارتي ولم أعد أرى الشاحنة ورائي ..
أوشوش لكم بأني كلما رأيتُ ردة فعل أحدهم ، أبحث في مختلف الأمور وأنا أتذكّر قول صديقتي بعدها :
-أنا عملت لصاحب الشاحنة إشارة مفادها أنكِ " أرجل " منه في القيادة ، مما أوْقعكِ في هذا الكايوس ... فماذا تقولون ؟
---------- لوريس الراعي ----------
image
 0  0  369