أخبار قناة الشمس

×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
المخرج محمد فرحان

اللمه الحلوه

مقال بعنوان image
[ اللمة الحلوة]

مصطلح باللهجة العامية ربما لا يفهم معناة الكثير ولكنه يسلط الضوء على ظاهرة إجتماعية تكاد أن تسجل في قاموس القيم الاجتماعية التى إندثرت في وقتنا الحالى بسبب سرعة أحداث الحياة والعولمة الحديثة والنزاعات السياسية التي تضرب العمود الفقري للسلوكيات الأجتماعية في مختلف الدول.

أصدقكم القول ما لفت نظرى الي هذا المفهوم هو قيام دولة الامارات العربية المتحدة بآدراج وزارتين في التشكيل الحكومى يختصان بالسعادة والتسامح وهو الأمر الذى يجعلها من أول الدول التى يجعلها سببا في تسليط الضوء على هذة الظاهرة ولا سيما إنها أختارات فئة عمرية صغيرة في السن للقيام بمهامها وكأنها رسالة للأبناء لتدراك الأمر والعودة الى الزمن الجميل .

اثناء كتابتى لهذة الحروف دار بذهنى شريط ذكريات أحداث تزيد عن الثلاثون عاما عندما كانت هناك أسمى معانى مفهوم اللمة الحلوة وهذا الكلام لم يإتى من فراغ فقد كان هناك صلات الود والتراحم بين الكبار وأنعكست أثارها على عقول الاطفال الصغار .

في الماضى عندما كان يأتى ضيف من. مكان بعيد لشخص من أفراد القرية مثلا كان يهرول الجميع للإحتفاء به وتكريمة والاصرار علي أن يكون ضيف في منزله وكان الضيف لدية برنامج حافل بالزيارات لجميع الاشخاص حتي لا يزعل منه أي شخص أما اليوم فلا أهتمام أو مسارعة في الاحتفاء وأصاب الأمر احساس الجليد والادهى من ذلك إنتشار الفنادق حتى لا يكون الضيف عبئا على أهل البيت

وعلى نفس المنوال عندما كنا صغارا نهرول لزيارة زملائنا عندما يصيبهم مكروة أو تلم بهم فاجعة تمنعهم من الحضور الي المدرسة وهنا يحضرنى موقف ربما يعلمة بعض مرتادى هذا المقال من زملاء الدراسة فقد أصبت بجرح ذات مرة وحضر زملائي وقتها في المرحلة الابتدائية وكان عددهم يتجاوز الخمس والعشرين في صورة وكأنها رحلة مدرسية رغم أختلاف أماكنهم وانواعهم ذكورا وأناثا وقبلئل وعائلات ايضا لكن جمعهم فقط المحبة واللمة الجميلة.

كانت أيام يشوبها النقاء والصفاء والحب المنزه عن الأغراض كنا نستذكر دروسنا سويا في اي منزل من منازلنا وكنا وكنا. وللاسف أصبح اليوم حالنا حال التغيرات التى طرأت علي تلك المجتمعات ، مما لا شك فيه إن البحث عن لقمة العيش والسفر من مكان الى أخر ووسائل العولمة الحديثة كالانترنت وغيرها سلبت منا التواصل الاجتماعي وساعد علي ضياع فكرة اللمة الحلوة واصبح الانزواء والانطوائية هي السمة الغالبة في العصر الحديث.

اما عن أثر النزاعات السياسية في وقتنا الحاضر فلا ينكر دورة الأ جاحد مبتور الرؤية فإننا نرى بإم أعيننا التعصب والتشدد لفكر معين والانحياز لطرف دون طرف يؤدى الى الانقسام وعدم وجود قواسم مشتركة بين أفراد الأسرة الواحدة وبين الاصدقاء خارج نطاق الأسرة .

ضاعت مفاهيم اللمة الحلوة وأصبح الإنطواء سمة الشعوب من المحيط الى الخليج وتجاهلنا قول رب العالمين وسنن الرسول الكريم في فنون التعامل بين البشر ولا سبيل الي التراحم بين المجتمعات ونشر ثقافة الحب سوى العودة الى مفاهيم توشك على الاندثار.

شحات عثمان محام وكاتب
فى 2016/4/9 م
 0  0  388