×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
المخرج محمد فرحان

عودة الروح

الاسم ...على عوض عطية ...المنوفية ...مصر
قصة قصيرة بعنوان ( عودة الروح ) ..image

........................ عودة الروح ...........
جلس ينفث دخان سيجارته بعصبية فى تلك الحديقة الخالية من الناس ...تلفت حوله
ابتسمت له زهرة تحاول التفتح ...كنا فى اوائل مارس وهواء مرطب
ينعش وجدانه وذاكرته ...كان يحاول قتل ذاكرته ... لكن لم يستطع ...اين انت يالحظات السعادة ؟ ...لو كنت اعرف قصرك لكنت ابقيت عليك وقتا اطول ...
تذكر اميرة محبوبته ...لم ير فتاه اجمل منها ...غير انه احب عقلها وتفكيرها
اكثر من جمالها ...كانا سويا بكلية الهندسة واصطدمت به وهى تتحدث مع صديقتها ..واعتذرت بلطف
وسقطت اجندتها ومسطرتها ..فاسرع بردهما لها والتقت عيناهما ...احس
بان الكرة الارضية قد توقفت عن الدوران واحبها منذ تلك اللحظة ...وتعددت
اللقاءات احيانا كانت عفوية ...واحيانا مقصودة الى ان رجاها بالجلوس قليلا
على الكافتيريا وصارحها بحبه ...وابتسمت واحمرت وجنتاها خجلا ...
انتقل لصورة اخرى ...طلبه استاذه الذى يشجعه دائما ولديه شركة مقاولات
ملكا لزوجته ...بعد تخرجه وطلب منه العمل معه بالشركة وحدد له راتبا ضخما
ولما دهش قال له ساكون صريحا معك ...ابنتى تميل اليك وساكرر معك ماحدث
معى ...وسازوجك بنتى الوحيدة وستكون الشركة لك من بعدى ...تملص
فى البداية بحجة انه يريد التعيين بالكلية معيد ...لكن استاذه وعده بالمساعدة
ايضا فى ذلك ...اخذ راى والده فوافق وفرح ...وحتى اقرب اصدقائه والذى يعلم
بحبه قال له ...لقد ماتت قصة الحب تلك ...وقلمك الذى ستوقع به وثيقة الزواج
سيكون شاهدا على موتها ...انس ياصديقى وانظر لمصلحتك الان ....تمت
الاستعدادات وتبقى على العرس وقت قليل ..وحاول تقبل العروس ...لكن كلما
اقترب منها ..رآها اميرة ...استأذن وترك العمل ..وحاول الاختلاء بنفسه قليلا
هاجت الذكرى وعادت ايضا اليه الروح ...صاح فى لاشىء ...نعم انها عودة
الروح ستعود الى اميرتى ...فى لحظة جنون اخرج الموبايل وتحدث مع
استاذه وصهره المنتظر ...وخرج بسرعة من الحديقة كانما مسه جان ...
وصل الى بيت اميرة ...ضغط الجرس ...ياللروعة هى فتحت بنفسها
واحمت وجنتاها ايضا فقال لها يذكرها بكلمته المعتادة ...
كلما اقتربت منك ...تذوب زهور الربيع خجلا فى وجنتيك ... ويتشبث
النهار للبقاء بين يديك ...ويختبىء الليل بين امواج شعرك ...ويبتعد شبح الفناء
بنظرة من عينيك .....ثم ضحك ضحكة سعيدة لم يحسها من عدة اشهر
وسمع والدتها تقول من بالباب يا اميرة ...على الفور قالت بائع الخبز با امى
ضحك اكثر وقال ساتى الليلة مع اهلى لاخطبك واحضر معى الخبز
وانطلق سعيدا مسرور هو الان سعيد كاسمه ...فقد عادت اليه الروح
واستيقظت الذكريات .....
قصة قصيرة ...على عوض عطية ...المنوفية ...مصر
 0  0  371