قصه أحلام مزعجه
أحلام مزعجة
قصة قصيرة بقلم حاتم متولى
=========================
حينما يقوم الإنسان برسم لوحة لحياته القادمة ، يجتهد فى تزيين تلك اللوحة ،فيرسم كل ما هو من شأنه إسعاده ، فيقوم برسم الزهور والرياحين ليزين بها أركان تلك اللوحة ويزين ويزين بقدر المستطاع ويرسم ما هو من شأنه أن يدخل عليه البهجة والسرور ثم يرسم بتلك اللوحة الضحكات العالية والحياة الوردية والطرق المضاءة ويرسم الأهداف سهلة المنال .
وبعدما يفرغ من الرسم ، يضع الفرشاة من يده ثم ينظر لما رسم ، فيجد غير الذي رسم فيتعجب ، ما هـذا ؟ ما هذا الذي رسمت بلوحة حياتي ؟ ثم يفكر ثم يقطع التفكير ويمسك بالفرشاة ثانية ويقوم برسم لوحة اخري غير الذي رسم فيحاول ثانية الرسم ، فيجتهد أكثر وأكثر فى جلب كل ما هو مبهج غير عابئ ما رسم فى المرة السابقة بل يتناسى تلك اللوحة سالفة الذكر ، ثم يرسم الأشياء الجميلة ويتفنن فى وضع كل شيء بمكانه فيضع التفاؤل فى واجهته التى هو قادم نحوها ويضع الخير فيما هو آت له ويضع الأمل فيما تبقي من اللوحة ويجتهد ويجتهد ليرسمها على الوجه الأكمل ،ثم ينتهي من الرسم فيضع الفرشاة من يده ، ثم ينظر لما رسم ، فيجد غير ما رسم ويتعجب اكثر فأكثر أهذا الذي رسمت ؟ فيقلب ذاكرته فلا يجد مما رسم شيء ، فينتابه الحرية ثم القلق ويحدث نفسه لم أرسم هذا الذي أراه باللوحة ولكن يتسرع ولا يبالي بما حدث ، فيمسك بالفرشاة مجدداً ويقوم مسرعاً بالرسم ويحاول الرسم من جديد ويجتهد ثم يجتهد فيجتهد أكثر وينبذ من تلك اللوحة ما هو مؤلم له ، ويرسم ويرسم ثم يفرغ مما رسم ، فيلقي بالفرشاة ،ثم ينظر للرسم فيجد ! ... ما هذا ؟ أهذا الذي رسمت ؟
ما هذا ؟ لا أري إلا متاريس وعوائق وأشياء مجهولة لا وضوح لمعالمها أهذي لوحتي أم أنني أرسم المتاريس والعوائق التى توضع فى لوحة لأعدائي ؟ ...
ثم يسكت طويلا وتسقط اللوحة على الأرض وترتعد يده وبعدها يعلم أنه لم يقوم بأي رسم ولكنه كان نائم فيسرع ويستيقظ من نومه ولا يحلم بشيء مرة اخري مادامت أحلامه أحلام مزعجة
قصة قصيرة بقلم حاتم متولى
=========================
حينما يقوم الإنسان برسم لوحة لحياته القادمة ، يجتهد فى تزيين تلك اللوحة ،فيرسم كل ما هو من شأنه إسعاده ، فيقوم برسم الزهور والرياحين ليزين بها أركان تلك اللوحة ويزين ويزين بقدر المستطاع ويرسم ما هو من شأنه أن يدخل عليه البهجة والسرور ثم يرسم بتلك اللوحة الضحكات العالية والحياة الوردية والطرق المضاءة ويرسم الأهداف سهلة المنال .
وبعدما يفرغ من الرسم ، يضع الفرشاة من يده ثم ينظر لما رسم ، فيجد غير الذي رسم فيتعجب ، ما هـذا ؟ ما هذا الذي رسمت بلوحة حياتي ؟ ثم يفكر ثم يقطع التفكير ويمسك بالفرشاة ثانية ويقوم برسم لوحة اخري غير الذي رسم فيحاول ثانية الرسم ، فيجتهد أكثر وأكثر فى جلب كل ما هو مبهج غير عابئ ما رسم فى المرة السابقة بل يتناسى تلك اللوحة سالفة الذكر ، ثم يرسم الأشياء الجميلة ويتفنن فى وضع كل شيء بمكانه فيضع التفاؤل فى واجهته التى هو قادم نحوها ويضع الخير فيما هو آت له ويضع الأمل فيما تبقي من اللوحة ويجتهد ويجتهد ليرسمها على الوجه الأكمل ،ثم ينتهي من الرسم فيضع الفرشاة من يده ، ثم ينظر لما رسم ، فيجد غير ما رسم ويتعجب اكثر فأكثر أهذا الذي رسمت ؟ فيقلب ذاكرته فلا يجد مما رسم شيء ، فينتابه الحرية ثم القلق ويحدث نفسه لم أرسم هذا الذي أراه باللوحة ولكن يتسرع ولا يبالي بما حدث ، فيمسك بالفرشاة مجدداً ويقوم مسرعاً بالرسم ويحاول الرسم من جديد ويجتهد ثم يجتهد فيجتهد أكثر وينبذ من تلك اللوحة ما هو مؤلم له ، ويرسم ويرسم ثم يفرغ مما رسم ، فيلقي بالفرشاة ،ثم ينظر للرسم فيجد ! ... ما هذا ؟ أهذا الذي رسمت ؟
ما هذا ؟ لا أري إلا متاريس وعوائق وأشياء مجهولة لا وضوح لمعالمها أهذي لوحتي أم أنني أرسم المتاريس والعوائق التى توضع فى لوحة لأعدائي ؟ ...
ثم يسكت طويلا وتسقط اللوحة على الأرض وترتعد يده وبعدها يعلم أنه لم يقوم بأي رسم ولكنه كان نائم فيسرع ويستيقظ من نومه ولا يحلم بشيء مرة اخري مادامت أحلامه أحلام مزعجة