الأنوثة الغافية تحت الثوب الكحلي
Pauline Elhajj BalechRana Ramadan
·
الأنوثة الغافية تحت الثوب الكحلي
ةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةة
قالت الراهبة إنّ الجثث أحيانًا تغطّي الأرض، خصوصًا خلال المعارك وبعد الاقتحامات وانفجار السيّارات المفخخة.
كانت تحكي وتشرح وتنظر إليّ نظرة تريد بها معرفة ردّ فعلي ومدى صلابة موقفي. فعمل كهذا يقتضي شجاعة نادرة وقلبًا قويًّا.
لم تكن تعلم أنّي كنتُ مقاتلًا، اعتدت رؤية الجثث، مبتورةً ومحترقةً ومسحولةً، ولطالما نقلتُ على ظهري أو بمساعدة آخرين، جثث رفاق لي وأشخاص لا أعرفهم، إلى سيّارات الإسعاف، وإلى المستشفيات.
استمرّت في الشرح كي أعرف العمل الذي سأبدأ به في الغد، وشدّدت على ضرورة احترام حرمة الموت، ومعاملة الجثامين كأنّ أصحابها أحياء.
وقالت إنّ هنالك أمورًا ضرورية ستلقّنني إيّاها تباعًا.
فيما هي تغلق الباب تمنّت لي حظًّا طيّبًا.
كدتُ أضحك حين قالت Bonne chance. كتمتُ الضحكة لئلّا تُفسّر خطأً.
فأيّ حظّ سعيد قد أجده بين الأموات؟
وأيّ توفيق ومشهد الجثث الست أيقظ في ذاكرتي جميع المشاهد المماثلة، وخصوصًا جثّة عزيزي الغارقة في دمائها على السرير.
عدنا إلى قسم الطوارىء، كما أتينا، هي أمامي وأنا وراءها، أتأمّل طريقة مشيها وحركة ردفيها الجميلين.
أتأمّلها خلسةً كأنّ ثمّة عينًا سريّة في ظهرها، تراقبني.
منذ ذلك النهار، لم يبقَ في بالي سوى وقع مشيتها ونقاوة صوتها وصراخ أنوثتها تحت الثوب الكحليّ.
التتمة:
في رواية "حارس الموتى" للكاتب اللبناني جورج يرق الصادرة عن "منشورات ضفاف". وهي متوافرة في جميع فروع "مكتبة انطوان" و"بيسان" و Ibooks.
ومتوافرة أيضاً في:
www.neelwafurat.com
www.nwf.com
·
الأنوثة الغافية تحت الثوب الكحلي
ةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةة
قالت الراهبة إنّ الجثث أحيانًا تغطّي الأرض، خصوصًا خلال المعارك وبعد الاقتحامات وانفجار السيّارات المفخخة.
كانت تحكي وتشرح وتنظر إليّ نظرة تريد بها معرفة ردّ فعلي ومدى صلابة موقفي. فعمل كهذا يقتضي شجاعة نادرة وقلبًا قويًّا.
لم تكن تعلم أنّي كنتُ مقاتلًا، اعتدت رؤية الجثث، مبتورةً ومحترقةً ومسحولةً، ولطالما نقلتُ على ظهري أو بمساعدة آخرين، جثث رفاق لي وأشخاص لا أعرفهم، إلى سيّارات الإسعاف، وإلى المستشفيات.
استمرّت في الشرح كي أعرف العمل الذي سأبدأ به في الغد، وشدّدت على ضرورة احترام حرمة الموت، ومعاملة الجثامين كأنّ أصحابها أحياء.
وقالت إنّ هنالك أمورًا ضرورية ستلقّنني إيّاها تباعًا.
فيما هي تغلق الباب تمنّت لي حظًّا طيّبًا.
كدتُ أضحك حين قالت Bonne chance. كتمتُ الضحكة لئلّا تُفسّر خطأً.
فأيّ حظّ سعيد قد أجده بين الأموات؟
وأيّ توفيق ومشهد الجثث الست أيقظ في ذاكرتي جميع المشاهد المماثلة، وخصوصًا جثّة عزيزي الغارقة في دمائها على السرير.
عدنا إلى قسم الطوارىء، كما أتينا، هي أمامي وأنا وراءها، أتأمّل طريقة مشيها وحركة ردفيها الجميلين.
أتأمّلها خلسةً كأنّ ثمّة عينًا سريّة في ظهرها، تراقبني.
منذ ذلك النهار، لم يبقَ في بالي سوى وقع مشيتها ونقاوة صوتها وصراخ أنوثتها تحت الثوب الكحليّ.
التتمة:
في رواية "حارس الموتى" للكاتب اللبناني جورج يرق الصادرة عن "منشورات ضفاف". وهي متوافرة في جميع فروع "مكتبة انطوان" و"بيسان" و Ibooks.
ومتوافرة أيضاً في:
www.neelwafurat.com
www.nwf.com